إسرائيل تغتال قائد «القسام» ومرافقه

بعد 7 محاولات جرحته وقتلت فيها أحد أولاده وشقيقه وزوج ابنته

الجعبري يجلس إلى جانب خالد مشعل في القاهرة بعد صفقة تبادل الأسرى في أكتوبر2011 (رويترز)
TT

في تطور خطير يمثل نقطة تحول فارقة في التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة، أقدمت إسرائيل بعد عصر أمس، على اغتيال أحمد الجعبري، نائب القائد العام لـ«كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس الذي يطلق عليه القائد الفعلي للقسام الذي رافق الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في إطار صفقة تبادل الأسرى. وذكرت مصادر فلسطينية أن طائرة استطلاع من دون طيار أطلقت صاروخين على السيارة التي كان يستقلها الجعبري بينما كانت تهم بالوقوف أمام «مجمع الخدمة العامة الطبي»، مما أدى إلى مقتله ومقتل أحد مرافقيه. وقال الناطق الرسمي باسم صحة غزة الدكتور أشرف القدرة إن جثتي الجعبري ومرافقه وصلتا أشلاء ممزقة إلى مجمع الشفاء الطبي. وذكرت مصادر غير مؤكدة أن مرافق الجعبري الذي قتل معه كان ابنه.

وفي ذات السياق قامت إسرائيل بمهاجمة سيارة مدنية في مدينة غزة، مما أسفر عن مقتل شخص، لم يتم التحقق من شخصيته، في حين قتل شخصان في قصف استهدف منزل عائلة المشهراوي في مدينة غزة. وقالت مصادر فلسطينية إن طائرات حربية إسرائيلية قصفت أهدافا في شمال قطاع غزة، سيما في منطقة بيت لاهيا، يعتقد أنها مواقع تدريب لحركات المقاومة الفلسطينية، وأغارت على أهداف جنوب القطاع.

واعترفت إسرائيل على غير العادة باغتيال الجعبري ووصفت كيفية استهدافه. وقال الناطق باسم الجيش افيحاي أدرعي إنه تم استهداف الجعبري في غارة دقيقة لسيارته، مؤكدا أن تصفيته مثلت في الواقع بدء عملية واسعة ضد مراكز المقاومة بغزة لتوجيه ضربة قوية لحماس وباقي التنظيمات. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بني غانتش أشرف شخصيا على عملية اغتيال الجعبري من مقر عمله في وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب.

يذكر أنه سبق للجعبري أن تعرض لسبع محاولات اغتيال، منها أربع خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أواخر عام 2008. منها محاولة قام بها الجيش الإسرائيلي بقصف منزل الجعبري في حي الشجاعية مما أدى إلى مقتل نجله، وأحد أشقائه وزوج ابنته، في حين أصيب بجراح متوسطة، علاوة على تعرض المنزل لدمار كبير.

واشتهر الجعبري بشكل خاص عندما ظهر وهو يقتاد الجندي الإسرائيلي الأسير شاليط، لتسليمه للجانب المصري، في اليوم الذي تمت فيه صفقة تبادل الأسرى، التي أفرجت إسرائيل بموجبها عن 1047 أسيرا فلسطينيا مقابل شاليط. وتتهم إسرائيل الجعبري بأنه يقف وراء التخطيط لاختطاف شاليط، بالإضافة إلى تسليح القسام.

من ناحيته قال القيادي في حركة حماس صلاح البردويل إن إقدام إسرائيل على اغتيال الجعبري: «يُعد خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية باعتبار الحجم الذي كان يمثله الجعبري بالنسبة للقضية الفلسطينية». وهدد البردويل بأن حماس وجناحها العسكري سيردان على «إسرائيل» بحجم الألم الذي خلفه اغتيال قيادي كبير بحجم الجعبري. وأضاف: «اغتيال الجعبري قرار سياسي صهيوني هدفه إبراز قدرة إسرائيل على الردع في الوقت والمكان الذي تريد، وهذا دليل على أنها لا تأبه بالمجتمع الدولي ولا بقراراته، وأنها ماضية في سياستها العدوانية».

وأضاف البردويل أن «استشهاد الجعبري خسارة كبيرة نظرا لوزنه الثقيل في الساحة الفلسطينية بل ولدى الأمة العربية والإسلامية، وحجم الإحساس بالألم سيكون بحجم الرد على هذا العدوان من ذات النافذة التي أطلق منها الاحتلال النار».