نقابات أردنية تحتج على خرائط تظهر إسرائيل بدلا من فلسطين والأردن

تقف وراءها الوكالة الأميركية للتنمية

TT

احتج اتحاد طلبة المدارس «أجيال» والحملة الوطنية للدفاع عن حقوق الطلبة «ذبحتونا» أمس على توزيع كراسات مقدمة من الوكالة الأميركية للتنمية (يو إس ايد) تظهر خريطة تحمل اسم إسرائيل بدلا من الأردن وفلسطين. وطالب الاتحاد في بيان له بسحب تلك الكراسات وإعادة طباعتها «بما ينسجم وثقافتنا وفكرنا وعروبتنا بعيدا عن الجهات الأميركية الداعمة».

وكانت وزارة التربية والتعليم قد وزعت على الطلبة صباح يوم الأحد الماضي كراستين تتعلقان بالتوعية الصحية، تظهر فيهما «كلمة إسرائيل على خريطة فلسطين التاريخية»، في رسم لقاعة صف مدرسي يشير فيه المعلم إلى خريطة الأردن، كما تظهر فيهما خريطة فلسطين من الغرب فوقها كلمة «إسرائيل»، وتقع الضفة الغربية بين «إسرائيل» من الغرب وبعض المدن الأردنية من الشرق، دون أن يذكر اسم الأردن. ويتكرر هذا الرسم في الصفحة 9 من كراس «الفطور الجماعي» والصفحة 3 من كراس «لا للتدخين». ودعا الاتحاد إلى «التمسك بالثوابت الوطنية للسعي نحو تغيير وطني ديمقراطي ينهض بوعي الطالب الأردني نحو حقوقه وواجباته الوطنية» ورفض «أي مشروع تطبيعي مع العدو الصهيوني» من جانبها، ذكرت مصادر في وزارة التربية والتعليم أن الوزارة شكلت لجنة للتحقيق في موضوع توزيع كراسة تتضمن خريطة تحمل اسم إسرائيل ولا يرد فيها اسم الأردن أو فلسطين، ومن المنتظر أن تصدر الوزارة ردها حول ذلك إثر التحقيق. إلا أن مصادر في الوزارة قالت لـ«الشرق الأوسط» إن هناك خطأ وقع نتيجة أخذ الخرائط من الموقع الإلكتروني «غوغل» دون تعديلها أو تصويبها، مشيرة إلى أن هذه الكراسات تم جمعها وإتلافها، وستتم إعادة طباعتها بما يتناسب مع الثقافة العربية الأردنية.

من جهتها، استهجنت النقابات المهنية ما قامت به وزارة التربية والتعليم بتوزيعها كراسات على بعض طلبة المدارس الابتدائية والإعدادية احتوت على خرائط حذفت منها كلمتا الأردن وفلسطين وثبتت كلمة «إسرائيل» على الخريطة. وطالب رئيس مجلس النقباء نقيب المهندسين الزراعيين محمود أبو غنيمة بسحب تلك الكراسات مباشرة ومحاسبة كل الذين أسهموا في توزيعها على الطلبة. وقالت النقابات المهنية في بيان لها أمس إن «هذا استخفاف بعقول أبنائنا الطلبة وتكريس لمفاهيم جديدة يرفضها كل الأردنيين، ولولا يقظة مدرسينا وأبنائنا الطلبة لبقيت مثل هذه الكراسات تتداول وتلوث وعي أبنائنا الطلبة، فهي تحاول زرع كلمة (إسرائيل) هذا الكيان الغاصب وتروج في الوقت نفسه لغياب اسم الأردن عن الخريطة وتستبدل كلمة الضفة الغربية ومجموعة المدن الأردنية به، الأمر الذي يرفضه كل الأردنيين».وحملت النقابات وزارة التربية والتعليم ووزيرها المسؤولية، وقالت «يبدو أنهم يدققون في كل شيء إلا هذه المناهج التي تشكل عقول أبنائنا وثقافتهم وتفكيرهم». واعتبرت أن محاولة استخدام قطاع التربية والتعليم لتمرير هذه المفاهيم الخطيرة والمدمرة أمر خطير جدا.

وأكد نقيب المعلمين الأردنيين مصطفى الرواشدة رفض النقابة بشكل مبدئي لأي محاولة للتدخل في المناهج الأردنية. وأعلن أيضا رفض النقابة للكراسة التي وزعت في بعض مدارس القطاع العام والتي لم يرد فيها على خريطة الأردن اسم الأردن أو فلسطين. ودعا نقيب المعلمين وزارة التربية والتعليم، في حال ثبوت ذلك، إلى محاسبة أي طرف أو جهة سمحت بإدخال مثل هذه الكراريس إلى مدارسنا وبين أيدي طلابنا.