سفيرة الاتحاد الأوروبي في صنعاء: المجتمع الدولي يدعم وحدة اليمن ولن يتهاون إزاء معرقلي التسوية

هادي يطلب دعم الدول الخليجية لإنجاح المرحلة الانتقالية.. وبن عمر يبحث هيكلة الجيش

TT

قالت بتينا موشايت، سفيرة الاتحاد الأوروبي في صنعاء، إن المجتمع الدولي يقف موحدا بالنسبة للوحدة اليمنية، وإنه لن يتهاون إزاء معرقلي عملية التسوية السياسية في البلاد، ولم يعد لديه الكثير من التسامح نحوهم. في حين عاد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، إلى صنعاء بعد جولة خليجية طلب فيها دعم هذه الدول لإنجاح المرحلة الانتقالية في بلاده.

وذكرت السفيرة الأوروبية في صنعاء، في حوار أجرته معها صحيفة الصحوة الناطقة باسم التجمع اليمني للإصلاح ذي التوجه الإسلامي في البلاد، أن «المجتمع الدولي لديه موقف موحد حول وحدة اليمن، ولا توجد هنا أي آراء متباينة». وأضافت أن «المجتمع الدولي يدعم وحدة اليمن»، وأكدت موشايت أنه «لا يمكن أن نحكم أو ننظر إلى وحدة اليمن بناء على الظروف والأحداث التاريخية التي مر بها، فاليمن اليوم في 2012 مختلف، والمشاكل التي يعيشها تؤثر على كل اليمنيين سواء في الجنوب أو الشمال أو الشرق أو الغرب». وذكرت موشايت أنه «عقب الحرب التي شهدتها أوروبا كانت القارة بأكملها مدمرة، ولم نتمكن من التغلب على مشاكلنا إلا عندما اجتمعنا معا وتحدثنا عن مشاكلنا».

وأكدت موشايت أن رسالتها لقادة فصائل الحراك في الجنوب هي أنه «إن تمادينا في تضييع الوقت في الصراع السياسي، وإن لم نشرك كل اليمنيين في العملية، فسيكون من الصعب ترجمة تلك التعهدات على أرض الواقع.. وبالتالي أعتقد أنهم فهموا أن الأمر الآن يمثل فرصة تاريخية، وأن الأمر لا يتحمل أي تأخير». وذكرت موشايت أنها حرصت على أن يفهم قادة المعارضة الجنوبية الذين التقتهم في القاهرة الرسالة التي يريد المجتمع الدولي توصيلها، وقالت «أعتقد أن من قابلتهم فهموا الرسالة، لكنهم في نهاية المطاف ممثلون عن أشخاص ومجموعات أكبر». وذكرت أنهم من المهم «أن يصغوا إلى هذه الرسائل ويضعوها في عين الاعتبار، وأن يذهبوا إلى من يمثلونهم وذلك لكي يتخذوا قرارا بشأن الرسائل التي أوصلتها إليهم».

إلى ذلك، طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي اختتم أمس في عمان جولة في دول الخليج، مساعدة دول مجلس التعاون الخليجي في إنجاح المرحلة الانتقالية في بلاده، وفق ما صرح به وزير الخارجية اليمني لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال الوزير أبو بكر القربي «نعول على دول مجلس التعاون بشكل أساسي لنجاح المبادرة الخليجية» حول العملية الانتقالية في اليمن والتي أقرت في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، ولا تزال تصطدم بصعوبات انعقاد حوار وطني».

واستقبل السلطان قابوس بن سعيد الرئيس اليمني بعيد وصوله مساء الثلاثاء إلى مسقط، وهي آخر محطة في جولته في دول مجلس التعاون الخليجي التي قادته أيضا إلى الإمارات العربية المتحدة والكويت اللتين تشكلان مع سلطنة عمان وأيضا السعودية والبحرين وقطر مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وأوضح القربي أن الرئيس اليمني يعول على دعم مجلس التعاون «ليتحقق الاستقرار في اليمن، وللدفع لتحسين الأوضاع الاقتصادية وتحقيق التنمية»، إضافة إلى المساهمة في إطلاق الحوار الوطني. ويعد الحوار من مقررات اتفاق انتقال السلطة الذي أدى إلى تنحي الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في فبراير (شباط) الفائت تحت وطأة ضغط الشارع، ويفترض أن يضم مختلف الأفرقاء السياسيين اليمنيين لإعداد دستور جديد والتحضير لانتخابات مع انتهاء المرحلة الانتقالية في فبراير 2014. وكان مقررا أن يبدأ الحوار في منتصف الشهر الحالي، لكنه تأخر خصوصا بسبب تحفظات الحراك الجنوبي الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن الذي كان دولة مستقلة حتى عام 1990.

وفي سياق متصل، التقى وزيرا الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد والداخلية اللواء الدكتور عبد القادر محمد قحطان، أمس، مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بن عمر بالعاصمة صنعاء. ووفقا لموقع الجيش اليمني على شبكة الإنترنت، فقد تمت مناقشة «عدد من المسائل المتعلقة بتنفيذ المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية المزمنة وما تم إنجازه من إجراءات لترسيخ الأمن والاستقرار». ومن أهم المسائل التي استعرضها الموفد الأممي من قيادات الداخلية والدفاع خطوات هيكلة الجيش والخطوات المزمع إجراؤها لدمج العديد من وحدات الجيش في مسميات جديدة وقطاعات جديدة.