باكستان تطلق سراح مسلحين من طالبان دعما لجهود المصالحة في أفغانستان

اختتام زيارة وفد سلام أفغاني لإسلام آباد

TT

قال مسؤولون من باكستان وأفغانستان إن إسلام آباد وافقت في محادثات مع مفاوضي سلام أفغان على الإفراج عن عدة سجناء من حركة طالبان الأفغانية وذلك في أوضح علامة على أن باكستان ستضع ثقلها خلف جهود المصالحة الأفغانية.

وقال مسؤول أفغاني لـ«رويترز»: «لسنا متأكدين تماما ما إذا كان بإمكانهم القيام بدور مهم في مفاوضات السلام لكنها لفتة إيجابية من باكستان لمساعدة جهود السلام».

ويأتي الإعلان بينما اختتم أعضاء في المجلس الأعلى الأفغاني للسلام بقيادة صلاح الدين رباني المكلف من الرئيس حميد كرزاي فتح حوار بين الفصائل الأفغانية، زيارة لباكستان تستغرق ثلاثة أيام، حيث التقوا مسؤولين سياسيين وعسكريين. ودعم باكستان لأي مبادرة سلام في أفغانستان أساسي لأن إسلام آباد التي كانت قريبة من طالبان عندما كانت تتولى السلطة في كابل (1996 - 2001) حافظت على اتصالات مع المتمردين الذين أودع بعضهم السجون الباكستانية.

وصرح مسؤول كبير في الاستخبارات الباكستانية لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم كشف اسمه «أفرج عنهم» موضحا أن الإجراء يشمل سبعة أو ثمانية من عناصر طالبان من دون كشف أسمائهم.

وقال مصدر رفيع في الحكومة الأفغانية إن «باكستان وعدت الوفد بالتعاون التام لإرساء عملية السلام في أفغانستان. وهذا يشمل الإفراج من السجون الباكستانية عن زعماء قد يؤدون دورا في هذه العملية» ملمحا إلى الملا نور الدين ترابي وزير العدل السابق وقادة آخرين في طالبان. ولم يوضح المسؤول ما إذا تم أو سيتم قريبا الإفراج عن عبد الغني برادار القائد النافذ الذي يصفه البعض بأنه الرجل الثاني في التمرد الأفغاني بعد الملا عمر. واعتقل بارادار في فبراير (شباط) 2010 في كراتشي كبرى مدن جنوب باكستان. وصرح متحدث باسم الرئاسة الأفغانية لوكالة الصحافة الفرنسية قبل إعلان السلطات الباكستانية أن الإفراج عن قادة طالبان «قد يؤدي دورا إيجابيا في عملية السلام». وكانت اتصالات أولية بين الولايات المتحدة وطالبان برعاية قطر فشلت في مارس (آذار) بعد رفض واشنطن الإفراج عن كوادر في طالبان مسجونين في غوانتانامو. وبحسب عدد متنام من المحللين فقد يستعيد المتمردون الإسلاميون السلطة في كابل أو على الأقل قد يسهمون في تعقيد الأمور على الحكومة عندما تتولى قوات الأمن الأفغانية وحدها حماية البلاد بعد انسحاب القوات القتالية للحلف الأطلسي المقرر في نهاية 2014.

ويشدد هؤلاء المراقبون على أهمية الإسراع في إطلاق حوار أفغاني يشمل طالبان لضمان عملية انتقالية سلمية في أفغانستان.