شقيق الظواهري بالقاهرة يؤيد دعوة زعيم «القاعدة» لإقامة الخلافة ورفض المعاهدات الدولية

قال لـ«الشرق الأوسط»: نريد توجيه مصر للرابطة الإسلامية لأنها أقوى من القومية

TT

أيد الجهادي المصري محمد الظواهري، شقيق زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري، الدعوة التي أطلقها أخوه أمس للمسلمين بالعمل على إقامة دولة الخلافة ورفض المعاهدات الدولية. وقال محمد الظواهري الذي ينشط في أوساط الإسلاميين في مصر، لـ«الشرق الأوسط»، تعليقا على دعوة شقيقه: «نريد توجيه مصر للرابطة الإسلامية لأنها أقوى من الرابطة القومية». لكنه قال إن رسالة زعيم «القاعدة» لا تعني انتهاء عرضه الذي طرحه هذا الخريف لعقد صلح بين التنظيم والجهاديين من جانب والدول الغربية من الجانب الآخر.

ودعا أيمن الظواهري، من مكان ما على الحدود الباكستانية الأفغانية، في وثيقة منسوبة إليه وموجهة إلى المسلمين، وبثها موقع للمتشددين، إلى قيام دولة الخلافة الإسلامية ورفض قيام الأمم المتحدة بأي دور في التوصل إلى حل للصراعات. كما رفض فيها فكرة الدولة القومية. وصدرت الوثيقة بعنوان «نصرة الإسلام».

وقال أيمن الظواهري إن على المسلمين العمل لإقامة دولة الخلافة «التي لا تعترف بالدولة القومية ولا الرابطة الوطنية ولا الحدود التي فرضها المحتلون بل تقيم دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة». وأضاف: «كانت تلك هي أهداف وثيقة نصرة الإسلام فندعو كل من يقتنع بها للدعوة لها وتأييدها ونشرها بكل وسائل النشر الممكنة بين جماهير الأمة».

وحث أيمن الظواهري المسلمين على التعاون لتحرير ما سماها «ديار المسلمين» من المحتلين رافضا أي اتفاقات تمنح «الكفار» حق الاستيلاء على أراض مسلمة، وضرب مثالا لتلك المعاهدات قائلا: «كاستيلاء إسرائيل على فلسطين واستيلاء روسيا على الشيشان والقوقاز المسلم واستيلاء الهند على كشمير واستيلاء إسبانيا على سبتة ومليلة واستيلاء الصين على تركستان الشرقية».

وقالت وكالة «رويترز» إن الاقتراحات التي وردت في الوثيقة مماثلة لأفكار الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وأنه بدا فيها أن أيمن الظواهري يحاول عرض أفكاره الخاصة حول كيفية إدارة المسلمين لحياتهم.

وعما إذا كان يؤيد دعوة شقيقه، قال محمد الظواهري الذي يقيم في القاهرة: «طبعا.. بالتأكيد. أي شيء يرتبط بالشريعة أنا أؤيده. أؤيده ليس لأنه من طرف أخي ولكن لأنها تنضبط بالضوابط الشرعية. وكل ما يثبت لنا بالدليل الشرعي الصحيح أنه يخالف الشريعة نحن نتراجع عنه في الحال».

وينتمي محمد الظواهري إلى فكر السلفية الجهادية، وحصل على العفو من عقوبة الإعدام في قضية «العائدون من ألبانيا»، بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي. وقبل نحو شهرين طرح وثيقة للتصالح بين تنظيم القاعدة والتيار الجهادي من جانب والغرب من الجانب الآخر. وقال أمس إنه لا يرى في الدعوة التي أطلقها شقيقه دعوة للتصعيد، وأضاف أن هذه الدعوة «تعبر عن الأماني الإسلامية، ويمكن تحقيق بعضها الآن وبعضها فيما بعد. هذه كلها أهداف ترجع إلى الشريعة».

وتابع محمد الظواهري قائلا عن دعوة زعيم «القاعدة»: «بوجه عام أرى أن هذه آمال الأمة الإسلامية منها ما يمكن تحقيقه الآن ومنها ما هي آمال يمكن تحقيقها فيما بعد. وهذا لا يتعارض مع صلح طرحناه مع الغرب فإذا هو كف عن التدخل في شؤوننا فنكف عن التدخل في شؤونه».

وردا على سؤال بشأن تأثير دعوة أيمن الظواهري على الاستقرار في دولة مثل مصر خاصة مع ما يحدث من مصادمات بين متشددين إسلاميين وقوات الأمن في سيناء، قال محمد الظواهري: «لا.. على الإطلاق، لا تؤثر، ولكن الدعوة هي وضع للمبادئ الأساسية حتى لا تضيع الحقوق الأساسية للأمة الإسلامية». وعما إذا كان يرى في دعوة شقيقه تعارضا مع «دولة قومية» مثل مصر لها حدود ولها كيان؟ قال محمد الظواهري: «الآن تعاد صياغة الدستور المصري والتوجه المصري، فنحن في هذه المرحلة نريد أن نؤكد على أن الدين الإسلامي والعقيدة الإسلامية والرابطة الإسلامية هي أقوى من الرابطة القومية، وهذا لا يعني على الإطلاق إلغاء الرابطة الوطنية ولا إلغاء الرابطة القومية، ولكن هناك رابطة أوسع تم إهمالها على مدى عقود هي رابطة الدين».