طيران الـ«ميغ» السوري يستهدف قرية تل نصري المسيحية في الحسكة للمرة الأولى

قاطنة في البلدة لـ«الشرق الأوسط»: لا مسلحين لدينا ولم ننحز لأي من طرفي النزاع

TT

أكد ناشطون سوريون أن قرية تل نصري، ذات الغالبية المسيحية الآشورية، في محافظة الحسكة، قد «تعرضت لقصف من قبل طائرات النظام السوري أمس، ما أدى إلى هدم ثلاثة منازل وجرح امرأة وطفل». وقالت بسيما، وهي من سكان القرية لـ«الشرق الأوسط»: «لا نعرف لماذا تم قصفنا.. لا يوجد عندنا أي مسلح.. القرية مسالمة وأهلها لم ينحازوا لأي من طرفي النزاع»، واصفة أجواء القصف على قريتها بأنها «مرعبة، فالقرية ليست كبيرة ومريع أن تسقط القذائف علينا».

وفي حين ذكرت «صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد» على «فيس بوك» أن «القصف على القرية استهدف منزل السيد يونان يومو، وأدى إلى استشهاد الطالب في الصف التاسع نينوس منير»، أفادت بأن «وفدا كبيرا على رأسهم المطران أفرام أتنيل، مطران الكنيسة الآشورية في سوريا، إضافة إلى وفد من تنظيمات شعبنا السياسية ومن بينها المنظمة الآشورية الديمقراطية، وصلوا إلى القرية للاطلاع على الأضرار».

من ناحيتها، أشارت «الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان»، التي تتخذ من أستوكهولم مقرا لها، في بيان مقتضب، إلى أنه «في سابقة خطيرة هي الأولى منذ اندلاع الثورة، علمت (الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان) أن النظام السوري قصف بلدة تل نصري الآشورية (40 كلم شمالي مركز محافظة الحسكة) بطائرات الـ(ميغ) بحجة وجود العصابات المسلحة فيها. وقد أدى القصف إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، وألحق دمارا كبيرا بالمنازل».

وتعد بلدة تل نصري واحدة من القرى الآشورية الاثنين والثلاثين، وتقع على ضفاف نهر الخابور في سوريا بين قريتي تل حفيان وتل تمر، ويعيش فيها نحو 1500 نسمة معظمهم من المسيحيين الآشوريين. تتبع البلدة محافظة الحسكة التي تبعد عنها نحو 45 كيلومترا، وتشتهر بأنها كانت وما زالت منبع الرياضة في محافظة الحسكة من فريق المحافظة للدراجات الهوائية للسيدات إلى فريق كرة الطائرة للسيدات. ومن أعلام القرية، اللاعبة عشتار أوديشو بطلة الجمهورية في رمي الكرة الحديدية والثانية عربيا، والشاعر وعضو «كتاب العرب» آدم دانيال هومة، والمخرج جان هومة، والمطرب جورج هومة.

وقد شهدت القرية طفرة عمرانية كبيرة وتطورا في مرافقها الخدماتية بفضل جهود أبنائها المغتربين الذين يساهمون بجزء كبير في هذا التطور. كما أن فيها إحدى أكبر الكنائس في المحافظة وتعد من أكبر الكنائس في سوريا. وتعد عمليات القصف أمس على قرية تل نصري الأولى من نوعها منذ بداية الثورة، حيث اتخذ المسيحيون في سوريا موقفا محايدا إلى حد ما من الأحداث التي تجري في البلاد منذ منتصف مارس (آذار) 2011.

وتقدر أعداد المسيحيين الآشوريين في سوريا بأكثر من نصف مليون شخص، وهم يعتبرون جزءا رئيسا من مسيحيي سوريا حيث تقع تجمعاتهم الديمغرافية في محافظات الحسكة وحلب وحمص ودمشق. ويؤكد عدد من الناشطين الآشوريين أنهم «في ظل نظام البعث نالوا حصتهم من القمع والاضطهاد بحكم خصوصيتهم الإثنية والدينية والثقافية».