حمد بن جاسم: الاجتماع مع لافروف كان صريحا.. واتفقنا على مواصلة الحوار رغم عدم تطابق وجهتي النظر

وزير الخارجية الروسي: نحن لا ندافع عن الأسد ونظامه بل عن الشعب السوري

TT

نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وقوف بلاده إلى جانب نظام بشار الأسد على حساب المعارضة وكل المناوئين لهذا النظام، وقال «نحن لا ندافع عن الأسد، ولكننا ندافع عن الشعب السوري».

جاء ذلك في المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، ونظيره الروسي، عقب الاجتماع الوزاري المشترك الثاني للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا الاتحادية، والذي عقد مساء أمس في العاصمة السعودية لبحث الأزمة السورية وتطوراتها.

وشدد الوزير الروسي سيرغي لافروف على أن ربط حل الأزمة برحيل رأس النظام بشار الأسد معناه مزيد من سفك الدماء بين كل الأطياف، وقال «نحن نسعى لتوحيد صفوف المعارضة السورية»، مؤكدا على ضرورة بحث كل الأطراف عن طرق جديدة لإقناع السوريين بالاتفاق في ما بينهم. وقال «يجب ألا تستحوذ القضية السورية على الحوار الخليجي الروسي، لأن هناك القضية الفلسطينية»، منتقدا دور اللجنة الرباعية الدولية التي لم تستطع حسب قوله «خلق مفاوضات فلسطينية إسرائيلية، وفوتت الفرص، وهو ما يجعل الشعب الفلسطيني يدفع الثمن». وقال ملمحا لما يجري من غارات في غزة «يجب أن تتوقف كل الأعمال العسكرية في غزة فورا».

وأوضح لافروف أن المجموعات الفاعلة في المعارضة السورية بالداخل لم تحضر مؤتمر الدوحة الأخير، مناشدا أطياف المعارضة توحيد طاقم المفاوضات، كما أن مجموعة الائتلاف رفضت مسبقا إجراء الحوار مع النظام السوري، مشددا كل الأطراف بضرورة تطبيق اتفاقية جنيف التي تحتوي على إجراءات التسوية.

من جانبه، أكد وزير الخارجية البحريني أنه ليس هناك مانع من استمرار الاجتماعات والتشاورات بين الجانبين الخليجي والروسي للبحث عن حل في سوريا. وشدد على أن القضية السورية تهدد السلم والأمن في المنطقة، ولأجل هذا اجتمع الجانبان في الخليج وروسيا. وقال «يجب على الجانبين إنجاح هذا الائتلاف». وأضاف الوزير البحريني أن «هناك من يتدخل في الشأن السوري بكل سفور، ويرسل للنظام العتاد والسلاح، كما أن هناك أطرافا في المنطقة تريد توسعة الخلاف وتدفع به إلى ما هو أبعد مما يجري حاليا في سوريا».

وحول ما إذا كانت الشعوب العربية ترى أن روسيا قد خذلتها بالوقوف مع النظام السوري ضد أبناء شعبه، استنكر «لافروف» هذا الطرح، وقال «إن الشعوب العربية تعرف مواقفنا الثابتة لدعم القضايا والمبادئ الشرعية، ومن بينها عدم تدخلنا في الشؤون الداخلية للدول». فيما تداخل وزير الخارجية البحريني، وقال «إن روسيا لديها رصيد كبير في الوقوف مع المنطقة وقضاياها، ولهذا نحن اجتمعنا مع وزير خارجيتها، وهناك أطراف أخرى أججت الساحة السورية، لكننا لم نجلس معها».

من جانب آخر، أكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، أن الاجتماع كان صريحا، وتحدث فيه الجانبان بشكل مطول عن الوضع في سوريا وكيفية إيجاد الحلول لرفع معاناة الشعب السوري، مشيرا إلى أن وجهتي النظر لم تتطابقا، إلا أنه تم الاتفاق على مواصلة الحوار في هذا الجانب.

وأعرب الوزير القطري عن إدانة بلاده لما حدث من اعتداءات إسرائيلية أمس في قطاع غزة، مقدما تعازيه لأسر الضحايا، آملا أن يقوم مجلس الأمن بمسؤوليته في حفظ السلم الدولي، داعيا لمعاقبة إسرائيل جراء هذا العمل.

شارك في الاجتماع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، ووزير خارجية جمهورية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف، والشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر، والشيخ صباح الخالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة الكويت، والشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية بمملكة البحرين، والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة، والوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبد الله.

كما حضر الاجتماع الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجية السعودي، والأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف، والدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وسفير روسيا الاتحادية المعتمد لدى السعودية الدكتور أوليك أوزيروف، وسفراء دول الخليج العربية لدى المملكة.

إلى ذلك، أدان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، ووصفوها بـ«الوحشية» والتي نتجت عنها خسائر في الأرواح والممتلكات. وطالب الوزراء، في بيان أصدره وزير الخارجية البحريني، مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في الحفاظ على السلم والأمن الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف عدوانها فورا وتحميلها المسؤولية القانونية المترتبة على ذلك.