تركيا تحشد قوات إضافية مقابل الحدود مع سوريا.. وأوامر بإسقاط أي طائرة تخترق المجال الجوي

دبلوماسي لـ «الشرق الأوسط»: أنقرة ستعترف بالائتلاف السوري قبيل مؤتمر أصدقاء سوريا

TT

عادت أجواء التوتر إلى الحدود التركية - السورية مع اقتراب الاشتباكات منها مما دفع بأنقرة إلى استنفار قواتها وإجلاء قرية قريبة من قرية رأس العين السورية التي تدور فيها اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومعارضيه منذ أيام.

وكشفت مصادر دبلوماسية تركية أمس لـ«الشرق الأوسط» أن أنقرة سوف تعترف بالائتلاف السوري المعارض «ممثلا وحيدا للشعب السوري» قبيل مؤتمر أصدقاء سوريا الذي سوف ينعقد في مدينة مراكش المغربية مطلع الشهر المقبل. وقالت المصادر إن السلطات التركية تدرس الوضع الجديد بعد إعلان المعارضة السورية توحدها. ورأت أن هذه الخطوة «إيجابية جدا وسوف تساعد على وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته».

وأكد مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» أمس تحرك المقاتلات التركية قريبا من مقاتلات سورية قصفت قرى حدودية يوجد فيها معارضون للنظام. وقال المصدر إن القوات المسلحة التركية وضعت في الأيام الأخيرة على درجة عالية من الجهوزية تحسبا من أسوأ التطورات في ضوء ارتفاع حدة الاشتباكات، وسقوط قذائف في أماكن «قريبة جدا من الحدود»، واقتراب الطيران السوري من الأجواء التركية خلال غاراته الأخيرة بشكل يهدد سلامة المدنيين الأتراك. وأوضح المصدر أن السلطات التركية نصحت سكان المناطق الحدودية القريبة من موقع الاشتباكات بمغادرتها إلى أماكن أكثر أمنا مع اقتراب الاشتباكات منها، مشيرا إلى أن قوات تركية إضافية استقدمت إلى المنطقة، بالإضافة إلى وحدات إسعاف وإطفاء، كما أن الطيران التركي بدأ القيام بطلعات جوية منتظمة في المنطقة تحسبا من أي طارئ.

وأكد وزير الدفاع التركي عصمت يلماظ أن الجيش التركي مستعد للرد على أي انتهاك لمجاله الجوي من قبل طائرات نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأعلن يلماظ أن «قواعد التدخل التي حددها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ما زالت سارية»، وذلك ردا على سؤال بشأن القصف الجوي السوري الذي يستهدف منذ ثلاثة أيام قواعد المعارضين المسلحين في مركز رأس العين الحدودي، وأضاف الوزير: «سيتم اتخاذ الرد اللازم ضد أي طائرة أو مروحية تنتهك مجالنا الجوي».

ذكرت صحيفة «حرييت» أن «رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان منح صلاحية للجيش التركي بإسقاط الطائرات الحربية والمروحية السورية في حال انتهاكها الأجواء التركية»، وأشارت إلى أن «هذا القرار جاء بعد زيادة الطلعات الجوية للطائرات الحربية السورية وقصفها قرية (رأس العين) الملاصقة للبلدات والقرى التركية؛ وفي مقدمتها بلدة (جيلان بنار) بمحافظة أورفة، إضافة إلى تحليقها على بعد أقل من 5 كيلومترات على عكس ما ورد في بروتوكول حلب الموقع بين البلدين عام 1971 الذي يحرم تحليق طائرات كلا البلدين على مسافة أقل من 5 كيلومترات ما عدا الحالات الاضطرارية؛ منها إطفاء الحريق». وكانت «وكالة أنباء الأناضول» الرسمية التركية أعلنت أن أهالي قرية «مرشد بنار»، الواقعة على الحدود مع سوريا، انتقلوا إلى مركز منطقة «سورج»، والقرى المجاورة، حفاظا على أرواحهم، من أي شظايا أو رشقات، قد تصل إلى قريتهم، نتيجة الاشتباكات بين قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة. وتخوف الأهالي، من حدوث اشتباكات واسعة في بلدة عين العرب، على الجانب السوري، مقابل قريتهم، التي تتبع ولاية «شانلي أورفة»، الأمر الذي قد يلحق الضرر بهم. وقال مختار القرية، محمد جنكايا، إن سكان القرية، والمزارع المجاورة، الذين يبلغ عددهم نحو ألف ساكن، أبلغوا بضرورة أن يخلوا منازلهم لدواع أمنية. وأوضحت السلطات المحلية، أنه لا يوجد أي تهديد على حياة المواطنين، إلا أن تخوف سكان القرية من حدوث أضرار مشابهة لتلك التي حدثت في بلدة «جيلان بنار»، دفعتهم إلى اتخاذ قرار كهذا.

إلى ذلك، أصدرت محكمة تركية أمس حكما بالسجن 12 سنة ونصف السنة على مواطن سوري لإدانته بالتجسس ومحاولة إثارة اضطرابات في مخيمات للاجئين السوريين في تركيا. وكانت محكمة جنايات أضنة حكمت في أول درجة على صباحي حمدو بالسجن 15 سنة بتهمة «إفشاء أسرار دولة يفترض أن تظل سرية بهدف التجسس العسكري أو السياسي» قبل أن تخفف الحكم لحسن سلوكه.

وأخذ الادعاء على المتهم الذي اعتُقل في أكتوبر (تشرين الأول) 2011 أنه التقط صورا لمخيمات للاجئين السوريين، ومنشآت عسكرية بتواطؤ مع مواطن تركي حكم عليه أيضا بالسجن ست سنوات وثلاثة أشهر. واتهم الادعاء الرجلين بأنهما حاولا تنظيم اللاجئين لإثارة اضطرابات خلال زيارة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.