استمرار القصف والاشتباكات في مناطق سورية عدة.. والمعارضة تتظاهر اليوم «دعما للائتلاف»

المرصد السوري: 80 جثة نظامية في مطار حلب.. وإجمالي القتلى تجاوز 39 ألفا منذ بدء النزاع

مسلحون سوريون يحتفلون بإحراز تقدم ميداني على القوات النظامية في منطقة رأس العين الحدودية شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)
TT

واصلت قوات الأمن السورية تصعيد عملياتها العسكرية في عدد من المناطق السورية، لا سيما في ريف دمشق، التي تستهدفها بقصف مدفعي وجوي بشكل مكثف في الأيام الأخيرة، في حين دعت المعارضة السورية إلى مظاهرات حاشدة اليوم بعد صلاة الجمعة أطلقت عليها تسمية جمعة «دعم الائتلاف الوطني»، في رسالة دعم لقوى المعارضة السورية التي اتحدت في إطار «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية». وذكرت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» على «فيس بوك» أنه تم اختيار هذه التسمية بالتصويت، وهي تعكس رغبة كبيرة لإعطاء «الائتلاف الوطني» الفرصة المناسبة والمريحة ليقود المرحلة الحالية.

وفي حين قتل أكثر من 86 شخصا في محصلة أولية أمس، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 39 ألف شخص في سوريا، من مدنيين ومقاتلين منشقين وجنود نظاميين، خلال 20 شهرا من النزاع الدامي الذي تشهده البلاد، مشيرا في الوقت عينه إلى «وجود آلاف القتلى غير الموثقين وآلاف المفقودين».

وفي سياق متصل، كشف المرصد السوري أمس عن «وجود عشرات الجثث من العسكريين في مطار حلب الدولي والقادمة من باقي المحافظات إلى حلب»، وقال إنها «تعود للشبان الذين قتلوا في المعارك بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي في أرجاء سوريا». ونقل المرصد عن مصدر داخل المطار قوله إن «ما يقارب الثمانين جثة لمن قضوا نحبهم في القتال الدائر في سوريا موجودون داخل المطار».

وذكر المرصد أن «السلطات السورية تعمل على تأخير تسليم جثث المجندين لذويهم في الآونة الأخيرة لمدة قد تزيد على الشهر في بعض الأحيان»، لافتا إلى أن سيطرة «الجيش الحر» على الطريق الفاصل بين المطار ومدينة حلب «تؤخر من عملية نقل الجثث إلى ذويهم».

وكانت قوات الأمن السورية قد واصلت عملياتها العسكرية الواسعة في مناطق بريف دمشق، حيث تجدد القصف على بلدات المعضمية وسقبا وعربين والغوطة الشرقية. وفي حين أفاد المرصد عن تعرض «بلدتي داريا والمعضمية لقصف عنيف من القوات الحكومية، أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، وسط حالة إنسانية وطبية سيئة»، أشارت «الهيئة العامة للثورة السورية» إلى أن «أهالي داريا ومعضمية الشام وجهوا نداءات استغاثة، نتيجة عنف القصف المدفعي والصاروخي الذي يتعرضون له».

وفي سياق متصل، أفاد الناشط الميداني محمد السعيد، الناطق باسم مجلس قيادة الثورة بريف دمشق لـ«الشرق الأوسط»، بتعرض سقبا بريف دمشق إلى خمس غارات جوية بطائرات الميغ المقاتلة، استهدفت أبنية سكنية تعج بقاطنيها من المدنيين والنازحين، مشيرا إلى مقتل 20 شخصا على الأقل نتيجة القصف في الغوطة الشرقية. وأشار إلى أنه في بلدة البويضة، جنوب دمشق، تم «إعدام 3 أشخاص ميدانيا أثناء اقتحم القوات النظامية للبلدة، بالتزامن مع انتشال جثث من تحت الأنقاض في بلدة الدبابية المجاورة».

وقدر السعيد عدد النازحين السوريين إلى الغوطة الشرقية بأكثر من 80 ألف عائلة، يتوزعون تحديدا في دوما وحرستا وزملكا وعربين، متحدثا عن وجود قرابة نصف مليون نازح في مدينة دوما وحدها.

وفي حين أكد السعيد إعادة اقتحام منزل رئيس المجلس الوطني جورج صبرا في مدينة قطنا بريف دمشق، لليوم الثاني على التوالي، وسرقة سيارة تملكها العائلة، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن وحدات الجيش السوري نفذت عمليات أول من أمس قضت خلالها على عدد من الإرهابيين، بعضهم ينتمي إلى ما يسمى جبهة النصرة روعوا على مدى الأيام الماضية الأهالي والمواطنين في حي التضامن بدمشق، لافتة إلى «مصادرة أسلحة متنوعة كانت بحوزتهم».

في موازاة ذلك، تجددت الاشتباكات بين القوات النظامية و«الجيش الحر» في محيط الفوج 46 بريف حلب الغربي، في حين دارت اشتباكات مماثلة في حي صلاح الدين بمدينة حلب. وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن «اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والجيش النظامي وسط محاولات قوات النظام باقتحام حي الصاخور»، في حين استهدف قصف صاروخي عنيف، وفق لجان التنسيق، بالطيران الحربي قرية صوران. وأشار المرصد السوري إلى أنباء عن سيطرة مقاتلين من «الجيش الحر» على حاجز الدبسي الواقع على طريق حلب - الرقة، كما أعلن عن مقتل ثلاثة عناصر من «الجيش الحر»، أحدهم رئيس مكتب أمن الثورة في مدينة الباب، قضى جراء القصف.

وفي إدلب، ألقت طائرة حربية قنابل متفجرة على مدينة سراقب بريف إدلب، بالتزامن مع قصف القوات النظامية لمعبر باب الهوى على الحدود السورية - التركية. وتواصلت أمس الاشتباكات في محيط مدينة معرة النعمان، التي نالت نصيبها أمس من القصف بالطائرات الحربية. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن قصفا عنيفا بالطيران الحربي وإلقاء قنابل استهدف مدينة تفتناز، حيث تصاعدت أعمدة الدخان في سمائها.

أما في حمص، فتعرضت مناطق الريف لعمليات عسكرية، تحديدا في الرستن، حيث أفاد المرصد السوري بتعرض المدينة للقصف من قبل القوات النظامية، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى حالة بعضهم خطرة. في حين استمر القصف على حي دير بعلبة في مدينة حمص، على وقع اشتباكات بين القوات النظامية و«الجيش الحر».

وفي حي الوعر في حمص، شنت قوات الأمن حملة دهم واعتقالات شرسة رافقها إطلاق نار عشوائي، وذكر المرصد السوري، أن «انفجارا هز حي الوعر، تبعه اشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر»، كما وقعت اشتباكات في حي دير بعلبة، الذي تعرض لقصف من قبل القوات النظامية.

وفي دير الزور، قال ناشطون إن عناصر من «الجيش الحر» أسقطوا طائرة من نوع «ميغ 23» قرب مدينة البوكمال بريف دير الزور. كما استهدفت القوات النظامية المدينة بقصف من الطيران الحربي، إثر سيطرة «الجيش الحر» على مقر الأمن العسكري في المدينة.

وفي اللاذقية تعرضت منطقة جبل الأكراد لإلقاء براميل متفجرة من الطيران الحربين تحديدا على قرية سلمى والقرى المحيطة بها، في حين نفذت قوات الأمن وعناصر من الشبيحة حملة تفتيش للمنازل في مدينة الحفة.