صاروخ فلسطيني يسقط قرب تل أبيب

بعد نفي إسرائيلي ومطالبة بمحو غزة.. واستدعاء ألف جندي احتياط

TT

في الوقت الذي صرح فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن الجيش الإسرائيلي وجه ضربات مميتة لصواريخ «فجر»، الموجهة إلى مركز تل أبيب وشمالها، اعترف الناطق بلسان الجيش بأن صاروخا سقط في منطقة مفتوحة في مدينة ريشون لتسيون جنوب شرقي تل أبيب، من دون إصابات. في حين قال الناطق بلسان الجيش، الجنرال يوآف مردخاي، إن نهاية العمليات الحربية في الجنوب تبدو بعيدة. بينما تم استدعاء ألف جندي لجيش الاحتياط، وواصلت قوات اليابسة الإسرائيلية التدفق نحو الجنوب، استعدادا لعملية اجتياح بري لقطاع غزة.

ونفت إسرائيل بداية نفيا قاطعا الأنباء التي تحدثت عن سقوط صاروخ في تل أبيب، الليلة قبل الماضية، وقالت إن هذا الخبر هو من بنات خيال من روجوه في بعض وسائل الإعلام العربية. وأكد الناطق أمس أن أقصى حد وصلت إليه صواريخ حماس هو ريشون لتسيون. وأن الغارات تستهدف بقوة مخازن الصواريخ من طراز «فجر - 5» البالغ مداها 75 كيلومترا، والقادرة على الوصول إلى مدينة هرتسليا، الواقعة على بعد 10 كيلومترات شمال تل أبيب.

وكان نتنياهو قد اجتمع بممثلي وسائل الإعلام الأجنبية المعتمدين في إسرائيل فقال لهم: «خلال 24 الساعة الماضية تتكبد حماس ضربات موجعة، إضافة للاستهداف الدقيق لقياداتها العسكرية». وأضاف أن الجيش أصاب بشكل جوهري الصواريخ من طراز «فجر» التي تم تسديدها إلى مدينة تل أبيب الكبرى وشمالا منها. وحتى في هذه اللحظات بالذات يواصل جيش الدفاع شن هجمات على مواقع الصواريخ التي تطلق على الجنوب وهو على أهبة الاستعداد لتوسيع رقعة العمليات بشكل ملموس. ومنذ بدء العملية قال إنه تحدث مع زعماء دوليين كثيرين. وإنهم يفهمون أنه لا توجد أي دولة في العالم مستعدة لأن يعيش مواطنوها تحت الإرهاب الصاروخي. وتابع القول: «تحدثت أمس مع الرئيس الأميركي باراك أوباما وعبرت عن تقديري الكبير لدعمه ولدعم الولايات المتحدة لحق إسرائيل بالدفاع عن نفسها. لقد أوضحت ما هو واضح لجميعكم أن حماس والمنظمات الإرهابية في قطاع غزة ترتكب جريمتي حرب في آن واحد. إنها تختبئ وراء المدنيين في غزة وتطلق الصواريخ على مدنيين في إسرائيل». وقال نتنياهو: «شاهدت اليوم مثلكم صورة الرضيعة الإسرائيلية وهي تنزف دما. وبنظري هذه الصورة تمثل الأمر بأكمله. حماس تستهدف الأطفال في الطرفين. هي تطلق الصواريخ على أطفال إسرائيليين وتختبئ وراء أطفال فلسطينيين. هذا هو واقع صعب جدا ولكن حتى في إطاره يواصل جيش الدفاع جهوده من أجل تجنب المدنيين. أتعاطف مع ألم العائلات التي فقدت أحباءها وأرسل تمنيات الشفاء العاجل إلى المصابين وباسم جميع مواطني إسرائيل أود أن أشد على أيدي سكان الجنوب».

وكان الناطق بلسان الجيش، قد قال فيها إن «حملة (عمود السحاب) ليست قريبة من نهايتها، وإن الجيش الإسرائيلي يركز على مهمته الأساسية وهي إعادة الهدوء إلى الجنوب، وضرب البنية التحتية لحركة حماس». وبحسب الناطق فإنه يقدر أن الفصائل الفلسطينية ستحاول تصعيد إطلاق النار باتجاه منطقة الجنوب. وقال متبجحا: «من المفضل الآن أن يكون المرء مواطنا في الجنوب الإسرائيلي على أن يكون مواطنا في قطاع غزة». وأضاف: «إن اغتيال قائد كتائب القسام أحمد الجعبري كان إشارة البدء للمعركة التي تهدف إلى إعادة الهدوء والأمن لسكان الجنوب». وادعى أن الغارات التي شنها جيشه قد ضربت العشرات من مخازن الصواريخ بعيدة المدى، كما يجري استهداف الخنادق التي يتم إطلاق الصواريخ القصيرة المدى منها. وبحسبه فإن سلسلة الغارات مستمرة ضد الصواريخ بعيدة المدى التي يزيد مداها على 40 كيلومترا، الموجودة لدى حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ومخبأة تحت الأرض. وبحسبه فإن الغارات ستستمر استنادا إلى «معلومات استخبارية نوعية من الجيش ومن المخابرات العامة (الشاباك)».

وتابع الناطق: «إن كافة الخيارات مفتوحة، وإن الواقع سوف يفرض اللاحق». وأضاف: «هناك تعليمات للتجنيد، إذا اقتضت الضرورة.. لا توجد ساعة رملية، تلقينا الضوء الأخضر للعمل حتى تحقيق أهداف الحملة، ويستعد الجيش لإمكانية تدحرج الحملة بما في ذلك القيام بعملية برية».

واتضح أن إسرائيل استدعت ألفا من جنود وضباط الاحتياط، وصادقت لجنة الخارجية والأمن في الكنيست على ذلك. وراحت أرتال الدبابات تتدفق نحو قطاع غزة، إضافة إلى لواء جبعاتي المدرع وقوات المظليين. وهي تتأهب من هناك لعملية اجتياح، ما زالت غير مؤكدة حتى ساعات المساء ولكن الحديث عنها تصاعد بشكل كبير، خصوصا بعد نجاح التنظيمات الفلسطينية في ضرب ريشون لتسيون، التي تعتبر في العمق الإسرائيلي، وأحدثت هلعا شديدا، وبعد مقتل ثلاثة مواطنين إسرائيليين مدنيين وجرح ثلاثة آخرين، من جراء قصف في بلدات الجنوب. ومع أن الصاروخ على ريشون لتسيون سقط في منطقة مفتوحة ولم يتسبب بأي أضرار، إلا أن الناطقين الإسرائيليين اعتبروها قفزة نوعية تستحق ردا قاسيا.

وقال وزير المواصلات، يسرائيل كاتس، إنه يجب عمل كل ما يلزم، بما في ذلك اغتيال إسماعيل هنية، رئيس الحكومة المقالة، أو مسح بيوت غزة بمستوى الأرض، حتى لا يعاني أي إسرائيلي الخوف من الصواريخ.

وفي تلخيص لأحداث أول 30 ساعة لهذه الحرب، سجلت إسرائيل 227 غارة على قطاع غزة، بينما أطلق الفلسطينيون 225 صاروخا. وحسب الناطق بلسان الجيش فإن منظومة القبة الحديدية نجحت في تدمير 87 صاروخا وهي في الجو، وفشلت في تدمير 25 صاروخا سقطت في مناطق مأهولة، فيما سقطت البقية في مناطق مفتوحة ولم يبذل جهد لإسقاطها.