الدول العربية تدين والغربية تحمل حماس المسؤولية.. ومجلس الأمن يخفق في التوصل إلى موقف

ردود فعل متفاوتة على العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة

TT

تفاوتت ردود الفعل على العدوان الإسرائيلي الجديد على قطاع غزة، الذي استهل باغتيال قائد كتائب القسام الجناح العكسري لحركة حماس. فبينما اتسمت ردود الفعل العربية بالإدانة والمطالبة بالوقف الفوري للعدوان، حملت العواصم الغربية الرئيسية حركة حماس مسؤولية ما يجري، بل وأدانت إطلاق الحركة للصواريخ. أما مجلس الأمن الدولي فقد أخفق في جلسة طارئة عقدها الليلة قبل الماضية، بدعوة من مصر، في التوصل إلى أي تفاهم بشأن العدوان.

ويعقد مجلس جامعة الدول العربية غدا اجتماعا «طارئا» لوزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية، وذلك بناء على طلب مصري وفلسطيني لبحث.

وأدان مجلس التعاون الخليجي الاعتداءات الإسرائيلية التي وصفها بـ«الوحشية» على قطاع غزة، ودعا مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته والضغط على إسرائيل «لوقف عدوانها فورا». ودعت قطر مجلس الأمن الدولي إلى «الاضطلاع بمسؤولياته» في وقف الهجوم الإسرائيلي على غزة، وقال رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني «أحب أن أدين» الهجوم الإسرائيلي، مؤكدا أن «هذا الاعتداء الآثم يجب ألا يمر من دون عقاب».

واعتبرت الحكومة الأردنية بعد إدانة العدوان، على لسان سميح المعايطة، الناطق الرسمي باسمها، أن «سياسة إسرائيل العدوانية ستدخل المنطقة مجددا في دوامة عنف وعدم استقرار»، مشيرا إلى أن ذلك «يضاف إلى ما تصنعه سياسة إسرائيل من تعطيل لمسار التسوية السياسية، مما يؤثر على استقرار المنطقة ويحرم الشعب الفلسطيني من حقوقه الوطنية والسياسية وفي مقدمتها الدولة الفلسطينية المستقلة».

وطالب حزب الله اللبناني «الجامعة العربية والدول العربية الفاعلة ومنظمة التعاون الإسلامي بتحمل مسؤولياتها لوقف حرب الإبادة التي تتعرض لها غزة وشعبها حصارا وقصفا وقتلا وتدميرا».

ووصفت طهران العدوان الإسرائيلي بأنه «إرهاب منظم». ونقلت وكالة «فارس» للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمان باراست قوله «تعتبر إيران العمل الإجرامي الذي ارتكبته القوات العسكرية الإسرائيلية من قتل للمدنيين جريمة منظمة وتدينه بشدة».

وقالت تركيا في بيان إن «العملية العسكرية التي بدأتها إسرائيل ضد غزة تشكل آخر الأمثلة للسياسة العدوانية لهذه الدولة، وندين بشدة هذا الهجوم ونطالب بوقفه على الفور». ودعمت واشنطن إسرائيل في عدوانها محملة حماس مسؤولية العنف. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس «لا شيء يبرر العنف الذي تلجأ إليه حماس ومنظمات إرهابية أخرى ضد الشعب الإسرائيلي». وأضافت رايس أن «إسرائيل وعلى غرار كل أمة لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد مثل هذه الهجمات الوحشية»، معتبرة أنه لا شيء يبرر هذا العنف». وأوضحت «ندعو أولئك المسؤولين عن هذه الهجمات إلى أن يوقفوا فورا هذه الأعمال الجبانة».

واتهم وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ حماس بأنها «المسؤول الرئيسي عن الأزمة الحالية» في غزة وإسرائيل. وقال في بيان «أدين بشكل كامل الهجمات بالصواريخ من غزة على جنوب إسرائيل التي تشنها حماس ومجموعات مسلحة أخرى»، مضيفا «إنها تؤدي إلى وضع لا يحتمل للمدنيين الإسرائيليين» الذين «يحق لهم العيش من دون خوف من مهاجمتهم من غزة». واعتبرت روسيا، على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش، غارات إسرائيل على قطاع غزة رد فعل «غير متكافئ» على الهجمات «غير المقبولة أيضا» التي تشنها حماس.

وأكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس الخميس، على حق «إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، لكنه رأى في الوقت نفسه أن «عودة العنف لا توصل إلى شيء»، داعيا إلى «خفض التوتر وضبط النفس». وأعربت الصين عن قلقها، ودعت تل أبيب إلى «أقصى درجات ضبط النفس». وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي «نشعر بقلق كبير إزاء العملية (العسكرية)، وندين بشدة أي عمل يودي بحياة المدنيين». وأضاف هونغ أنه يتعين على جميع الأطراف، خاصة إسرائيل «تحاشي تصعيد الوضع المتوتر».