قادة حماس يتغيبون عن جنازة الجعبري

ضمن الاحتياطات الأمنية بعد تصفية نائب قائد «القسام»

TT

في مظهر يشي بنزولهم للأرض تحسبا لعمليات اغتيال جديدة تنفذها إسرائيل في إطار عدوانها المتواصل على قطاع غزة، تغيب القادة السياسيون والعسكريون لحركة حماس عن جنازة أحمد الجعبري، نائب القائد العام لكتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، الذي اغتالته إسرائيل مع مرافقه محمد الهمص بعد عصر أول من أمس بقصف سيارته.

واقتصر تمثيل قيادة الحركة على نواب المجلس التشريعي، برز منهم النائب مشير المصري، وبعض قادة الأسرى المحررين الذين أفرج عنهم في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة بين حماس وإسرائيل.

واختفاء قادة حماس عن مثل هذه المناسبة يعكس مدى الجدية التي يتخذون بها التهديدات الإسرائيلية، وهو جزء من الاحتياطات الأمنية التي يتخذونها عقب كل عملية اغتيال من هذا القبيل.. إذ إن الافتراض السائد لدى قيادة الحركة أن إسرائيل لن تتردد في اغتيال أعلى المستويات العسكرية والسياسية فيها. ولم تخف إسرائيل ما تنوي عمله إذ قالت إن تصفية الجعبري ليست النهاية بل ما هي إلا بداية لسلسلة من الاغتيالات ستطال قادة آخرين.

وقد شارك الآلاف في تشييع الجعبري إلى مثواه الأخير، وسط غضب شعبي شديد. وهتف المشيعون في الجنازة التي انطلقت من المسجد العمري وسط غزة إلى مقبرة الشيخ رضوان شمال المدينة، بهتافات تطالب المقاومة بالاستمرار في قصف البلدات الإسرائيلية والرد على العدوان على قطاع غزة والانتقام لدماء الجعبري وجميع «الشهداء».

وفي كلمته التأبينية، قال المصري إن التهديدات الإسرائيلية «تزيدنا قوة وتجعل المقاومة أصلب عودا وأقوى شكيمة». وأضاف أن «المقاومة قبلت التحدي في ميدان الدفاع عن شعبنا، وسنرد على الاحتلال بحجم العدوان الذي ينفذه ضدنا». وثمن المصري قرار الرئيس المصري محمد مرسي سحب السفير المصري من إسرائيل، مطالبا بقرارات أكثر جرأة لمواجهة العدوان الإسرائيلي والوقوف بموقف مسؤولية تجاه الدم الفلسطيني النازف.

من ناحيته، قال روحي مشتهي، أحد أبرز قادة الأسرى الذين أفرج عنهم، إن الجعبري «قلب موازين المعادلة مع الاحتلال لنجاحه في تنفيذ صفقة وفاء الأحرار»، وهو الاسم الذي تطلقه حماس على صفقة تبادل الأسرى التي تمت في أكتوبر (تشرين الأول) 2011 وأفرج بموجبها عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط مقابل الإفراج عن 1047 أسيرا فلسطينيا. ولفت مشتهي إلى أن جميع محرري الصفقة يدينون للجعبري بالرد على الاحتلال في جريمة استهدافه.

يذكر أن معظم قادة حماس التاريخيين من سياسيين وعسكريين قد قضوا في عمليات اغتيال نفذتها إسرائيل.. فقد اغتال جيش الاحتلال في مارس (آذار) 2004 الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة وزعيمها الروحي، وبعد أقل من شهر اغتالت خليفته عبد العزيز الرنتيسي، كما سبق أن اغتالت القادة: إبراهيم المقادمة عام 2002، وإسماعيل أبو شنب عام 2003، والقائد العام لكتائب القسام صلاح شحادة في يوليو (تموز) عام 2002. وفي الحرب الأخيرة على قطاع غزة اغتالت إسرائيل القيادي البارز في الحركة نزار ريان، وسعيد صيام وزير داخلية حكومة هنية.