طوابير الغزيين أمام محطات الوقود والمحال التجارية تحسبا لحرب جديدة

وسط أجواء من التوتر والترقب

TT

رغم الخوف تحمل المواطنون الفلسطينيون في قطاع غزة عناء المخاطرة وتوجهوا لمحطات توزيع الوقود، وذلك للتزود بالبنزين لسياراتهم أو السولار لتشغيل مولدات الكهرباء، بعد أن ترددت إشاعات حول قرب نفاد الوقود، بسبب الحملة التي بدأتها إسرائيل على قطاع غزة. واصطفت طوابير من السيارات أمام محطات توزيع الوقود؛ رغم أن حكومة غزة أوضحت صباح أمس أنه لا يوجد أي نقص في الوقود. وحرص الغزيون على التزود بالمواد الغذائية، إذ اتجه الكثيرون منهم للبقالات للتزود بشكل خاص بالمعلبات والحبوب. فلا يزال الكثير من الغزيين يتذكر واقع حياتهم أثناء الحرب الأخيرة على قطاع غزة أواخر عام 2008 مطلع 2009 وبالتالي فهم حرصوا على التزود بالمواد الغذائية، خشية أن يطول أمد الحرب.

وسيطرت أجواء التوتر والترقب على الغزيين خلال الليلة قبل الماضية، حيث كانت جدران المنازل تهتز جراء القصف الذي طال جميع مناطق القطاع. وفي كثير من الأحيان لم يقطع الصمت الرهيب الذي سيطر على الأجواء، صراخ الشبيبة الفلسطينية تعبيرا عن فرحهم عندما يعلمون أن صاروخا سقط على هذه البلدة الإسرائيلية أو تلك.

وبعد أن دبت الحياة في شارع السكة الترابي، الذي يحد مخيم المغازي للاجئين، من الغرب، ويعج دوما بالحياة والحركة المتواصلة صباح يوم أمس، قام أولياء الأمور بإعادة أطفالهم إلى المنازل، تحسبا لوقوع ما لا تحمد عقباه، حتى بات الشارع خاليا تماما من المارة والأشبال والأطفال الذين كانوا يلعبون كرة القدم فيه.

في معظم مناطق قطاع غزة منع أولياء الأمور أولادهم من مغادرة البيوت تخوفا من التعرض لأذى بفعل عمليات القصف التي يقوم بها الطيران الحربي الإسرائيلي، سيما أن الكثير من الأطفال قد يصابون ويقتلون خلال عمليات الاغتيالات التي كانت تنفذها إسرائيل ضد ناشطي المقاومة في الشوارع التي يرتادها المدنيون. وخوفا من التعرض لأذى فقد امتنع الكثير من الغزيين مغادرة منازلهم واكتفوا بمتابعة الأخبار عبر شاشات التلفاز في الوقت الذي تكون فيه كهرباء وعبر الراديو في الأوقات التي ينقطع فيه التيار الكهربائي.

ومن مظاهر التعبير عن القلق الذي خيم على الغزيين حرصهم على الاتصال للاطمئنان عن أقاربهم في المناطق التي تتعرض للقصف.