حرب كلامية بين «القوات» وحزب الله على خلفية وصف نصر الله لجعجع بأنه «عميل تاريخي»

الموسوي ينتقد مواقف «السجين السابق».. وزهرا يرد: «أنت جندي صغير في ولاية الفقيه»

نصر الله و جعجع
TT

تفاعلت عاصفة الردود المتبادلة بين حزب الله وحزب القوات اللبنانية، على خلفية المواقف التي جاءت على لسان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطابه الأخير، في «يوم الشهيد» الثلاثاء الماضي، لناحية انتقاده رئيس حزب القوات سمير جعجع من دون أن يسميه، قائلا إن «العميل التاريخي لا يمكنه أن يوزع شهادات بالوطنية، ليصبح الحريص على وطنه قاتلا ومجرما، والذي تاريخه مليء بالقتل والجرائم إنسانا شريفا».

وبعد رد قاس على نصر الله جاء على لسان جعجع، تجددت الردود أمس بين الحزبين على لسان نواب الصف الأول. وكان جعجع قد أكد، في مؤتمر صحافي أول من أمس «أننا لم نكن في أي وقت من الأوقات عملاء لأحد»، مذكرا نصر الله بأن «أكثرية شبكات العمالة لإسرائيل التي أوقفت كانت من كل الأحزاب وأغلبها من حزبك أنت، ولا يوجد أي قواتي بين العملاء الموقوفين»، وبأن «أحد قياديي حلفائك الأساسيين - أي التيار الوطني الحرّ وهو فايز كرم - ضُبط بالعمالة في الوقت القريب وليس بأيام الحرب».

وفي موازاة اعتبار جعجع أن «العميل الحقيقي هو من يتلقى التدريب والمال من دولة أجنبية في زمن السلم وهذه هي العمالة الحقيقية وليس أولئك الذين اشتروا السلاح في زمن الحرب من دول أخرى»، رد النائب في كتلة حزب الله نواف الموسوي على جعجع من دون أن يسميه. وقال في تصريح أمس: «تأدية منه للدور المرسوم له من جانب الجهات الإقليمية المعروفة، قام السجين السابق المطلق السراح بقانون عفو لا بحكم براءة، بتنفيذ وظيفة أدمن عليها ولم تعد تلقى إلا السخرية والاستهزاء كما برنامج هزلي من الدرجة العاشرة». ورأى أن «الفارق بين ما قيل عنه وما يقوله عنا، لا سيما لجهة اتهاماته لنا بالقتل، هو الفارق بين الحق والباطل، فما يقوله ليس إلا تكرارا للأكاذيب والافتراءات وشهادات الزور، وما قيل عنه خلاصات أحكام مبرمة من أعلى سلطة قضائية في لبنان أدانته على أفعاله الجرمية». وقال: «أما تذرعه بزمن الوصاية، كما يقول، فقد كان حتى قبيل توقيفه أحد أركانه، وإن كان واثقا من براءته فليطلب إعادة محاكمته الآن».

وتعليقا على رد الموسوي، قالت مصادر مسؤولة في القوات اللبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن «رد الموسوي دليل على حالة إرباك كبيرة عند حزب الله نتيجة كشف رئيس الحزب (جعجع) لمسلسل كبير من الارتكابات والممارسات التي قام بها حزب الله خلال سنوات الحرب وما بعدها». ووصفت رد الموسوي بأنه «خفيف وشكلي وسطحي، لم يتناول مضمون مواقف جعجع، لأن من شأنها أن تحرج حزب الله أكثر، لا سيما أن ارتكابات عدة جرى تفنيدها تناولت حلفاء حزب الله»، معتبرة أن جعجع «تمكن من إسقاط الهالة التي يحيط حزب الله بها نفسه والتي أوهم بموجبها جمهوره بأنه لا يمس».

وفي رد على رد الموسوي، قال النائب في كتلة «القوات» أنطوان زهرا إنه «تأدية للدور المرسوم له من جانب أسياده الإقليميين المعروفين قام نائب لدى «الجندي الصغير في ولاية الفقيه» بإفراغ كل ما في نفسه مستكبرا بما لا يليق بالحوارات والسجالات السياسية التي نطمح ونرغب في إعلاء شأنها في لبنان».

وأشار زهرا إلى أنه «في مقابل مضبطة اتهامية كاملة وموثقة بالأسماء والأرقام والتواريخ، أوردها رئيس حزب «القوات» (جعجع)، يعود النائب الموسوي إلى محاولة إهانة الآخرين بما يشرّفهم فعلا، فالسجن في زمن الوصاية الباطل والبناء على أحكام صادرة عن قضاء بإشراف نظام الوصي القاتل، هو وسام ومفخرة لحزب «القوات»، خصوصا أنها تبيّن الفرق بين فبركة الوصاية وأزلامها وأحكامها والحق الذي دافع عنه هذا الحزب».

وفي سياق متصل، قال النائب في كتلة «القوات اللبنانية» أنطوان أبو خاطر: «كنت أتوقع من شخص بمستوى نصر الله أن يكون لديه الوعي ولكنه بأسلوبه ومنطقه الاستعلائي وبالتجني على الآخرين كان هناك نوع من انحدار في مستوى الخطاب». ورأى، في حديث إذاعي، أنه «اليوم يجب أن يكون هناك نوع من الأخذ والعطاء ونوع من الرأي والرأي الآخر، فالعمل النيابي مهم ولكن حياة الأشخاص مهمة أكثر، وفي ظل التهديدات لرموز قوى (14 آذار) لم نر ردود فعل لائقة من الفريق الآخر؛ بل فرغوها من مضمونها.. فكيف نستطيع أن نجلس مع ناس لا يشعرون بوجودنا ولا يشاطروننا الرأي؟».

من جهة أخرى، رد النائب في حزب الله نوار الساحلي على ما سماه بـ«افتراءات» صادرة بحقّ حزب الله على لسان النائب عن «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت، خلال تصريح اتهم فيه حزب الله بتهريب متّهمين بملف دواء زائف إلى خارج لبنان و«تغطيتهم منعا لمقاضاتهم».

وشدد الساحلي على أن «هذا الكلام كذب وافتراء ولا يمتّ للحقيقة بأي صلة، بل هو من نسج خيال الزميل الحوت»، واستغرب «إلقاء التهم جزافا»، متمنيا على الحوت «عدم الانجرار وراء حلفائه واتّباع الأسلوب نفسه بتلفيق الاتهامات وخلق الأحداث». ودعاه «بكل صدق إلى قراءة الآية الكريمة: (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)، فتبيّن أخي عماد قبل الندامة».