صيدا تترقب مواقف الشيخ الأسير «اللبنانية والإقليمية» اليوم وسط «أجواء مسمومة»

مصادر لـ «الشرق الأوسط» : إمام مسجد بلال بن رباح لن يعلن عن تشكيل تنظيم مسلح للسنة

TT

تترقب مدينة صيدا اليوم، مواقف إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير التي يطلقها خلال مؤتمر صحافي يعقده في صيدا «لإعلان مواقف مهمة جدا».

وقالت مصادر مقربة جدا من الشيخ الأسير لـ«الشرق الأوسط» إنه «سيعلن مواقف مهمة جدا غدا (اليوم) خلال مؤتمر صحافي يعقده في صيدا، تتعلق بالوضعين اللبناني والإقليمي»، من غير أن تكشف المصادر عن ماهية تلك المواقف. ونفت المصادر عينها أن يكون الأسير سيعلن عن جناح عسكري للطائفة السنية في لبنان، مشددة على أن «تحرك الشيخ الأسير من البداية كان سلميا، وسيتابع في هذا الاتجاه». ولفتت المصادر إلى أن «التسريبات الإعلامية التي تحدثت عن إعلانه الجناح العسكري الخاص به، هي عارية عن الصحة، إذ لن يكون هناك تنظيم مسلح».

ويلتقي هذا النفي مع ما أكده وزير الداخلية مروان شربل أن معلومات الوزارة «تشير إلى أن الأسير ألغى كل تحركاته». ولفت شربل في حديث إذاعي إلى أن «الإجراءات الأمنية متشددة في صيدا، والإجراءات هي منع الظهور المسلح والتجمعات، وأن كل المجموعات السياسية متشددة في تطبيق القانون»، نافيا أن «يكون قد تحدثت وزارة الداخلية مع إمام مسجد بلال رباح أحمد الأسير أو قد يكون قد التقى مع الأسير».

وكانت وكالة «الأناضول» التركية نقلت عن مصادر تأكيدها أن الشيخ الأسير سيعلن اليوم (الجمعة) عن «تشكيل تنظيم مسلح في مدينة صيدا جنوب لبنان». وأضافت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، لـ«الأناضول» أن الأسير «طلب ما بين ألفي وثلاثة آلاف شاب من (أهل السنة) ليجندهم ويدربهم على حمل السلاح ويضمهم إلى تنظيمه الجديد».

وأكد أحد الشباب المنتسبين للتنظيم في حديث لـ«الأناضول» أن عددا من شباب العاصمة اللبنانية بيروت وقعوا عقودا مع الشيخ الأسير للانضمام للتنظيم. وأضاف أن هذه العقود تتضمن السفر والغياب عن المنزل لمدة 3 أشهر (من دون أن يحدد وجهة السفر) مقابل رواتب شهرية «مغرية».

وكشف الشاب للوكالة التركية عن «توجه الدفعة الأولى من شباب بيروت مساء أول من أمس إلى مسجد بلال بن رباح في صيدا الذي تحول، بحسب قوله، إلى مركز عام للشباب يضم كل ما يحتاجونه في النهار والليل».

وتعيش مدينة صيدا الجنوبية، منذ يوم الأحد الماضي، حالة من الهدوء الحذر، بعد إشكال مسلح بين مناصري الأسير وعناصر من حزب الله أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح سبعة آخرين، في منطقة التعمير المتاخمة لمخيم عين الحلوة في صيدا، على خلفية رفع عناصر من حزب الله وحركة أمل شعارات دينية وسياسية في المدينة، طالب الأسير بإزالتها. وتتزامن تلك الأحداث مع إحياء منطقة حارة صيدا ذات الأغلبية الشيعية مراسم عاشوراء بدءا من مساء أمس، حيث ينتشر الجيش اللبناني بكثافة. غير أن الوضع في صيدا، يصفه سكانها بـ«المسموم»، في إشارة إلى الحذر الشديد الذي تعيشه المدينة، والانتشار العسكري الواسع الذي تنفذه وحدات من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في أحياء المدينة، منذ يوم الإشكال، مما انعكس على الوضع العام في المدينة.

وقالت فعاليات أهلية من صيدا لـ«الشرق الأوسط» إن الحركة الاقتصادية في المدينة «تقلصت خلال هذا الأسبوع إلى نحو 70 في المائة، إذ تراجع الطلاب عن الحضور إلى الجامعات بنسبة عالية، في حين لم يزر صيدا إلا المضطرون فقط». وشدد هؤلاء على المخاوف التي يعيشها السكان جراء تطورات قد تنتج عن مواقف الشيخ الأسير، وتنعكس على المدينة.