الأمم المتحدة تنفي ادعاءات نظام الأسد بموافقة قوة «فض الاشتباك» على تحركاته في الجولان

الجيش الإسرائيلي: استمرار وصول «العيارات الطائشة» ولا إصابات

TT

بينما استمرت الرصاصات الطائشة في العبور أمس إلى المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة، أكد نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد مساء الأربعاء أن بلاده تحركت ضد المقاتلين المعارضين في هضبة الجولان بعد حصولها على موافقة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أندوف)، لكن المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسركي نفى أن يكون ذلك الادعاء صحيحا، موضحا أن مثل هذه الموافقة هي «مس» بالاتفاق الموقع عام 1974، الذي أقام خط فض الاشتباك.

وقال المقداد في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية: «بعض القوى المتطرفة دخلت إلى المنطقة المنزوعة السلاح، واحتلت قريتين أو ثلاثا وهددت السكان بالقتل. تشاورنا مع بعثة مراقبي الأمم المتحدة الذين قالوا لنا إنه في إمكاننا معالجة المشكلة»، مقدرا عدد هؤلاء المسلحين بستمائة شخص.

وأضاف «لقد تحركنا وهذا كل ما في الأمر. نحترم اتفاق فض الاشتباك ونحن ملتزمون به، لكن لصبرنا حدودا وعلى إسرائيل أن تدرك ذلك».

وفي نيويورك، نفى المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسركي الأمر، موضحا أن مثل هذه الموافقة هي «مس» بالاتفاق الموقع عام 1974 الذي أقام خط فض الاشتباك. وقال إن «بعثة مراقبي الأمم المتحدة لم تعط موافقة شفهية لهذه العملية العسكرية السورية»، موضحا مع ذلك أن بعثة مراقبي الأمم المتحدة تلقت فعلا رسالة من سوريا وأنها ردت عليها.

واعتبر المقداد أن الأمر «يتعلق بمسألة هامشية بالكامل.. أردنا حل هذه المشكلة لأننا لم نرد أن يموت ناس أبرياء، وأعتقد أنه كان على الأمم المتحدة مساعدتنا على القيام بهذا العمل بدلا من السماح لقوى إرهابية كالقاعدة بالسيطرة على الناس في هذا الجزء من سوريا، وهذا تماما ما حصل». وأشار إلى أن «إسرائيل، ومن وراءها، يصدرون تصريحات كبيرة لإخفاء نواياهم الحقيقية، لأنهم لا يرون شيئا إيجابيا في سوريا باستثناء مصالحهم الخاصة»، وأضاف: «إذا أرادت إسرائيل الإفادة من الوضع لمصلحتها الخاصة، نحن مستعدون للرد».

واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء أن بلاده تواجه «تحديا» جديدا في سوريا لوجود «قوى تابعة للجهاد العالمي» معادية لإسرائيل في هذا البلد. وأعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين أنه وجه «ضربة مباشرة» إلى مصدر قذيفة هاون أطلقت من الجانب السوري من خط فك الاشتباك وسقطت في الجزء المحتل من هضبة الجولان، وذلك غداة إطلاقه «أعيرة تحذيرية» على قذيفة مماثلة في أول قصف من نوعه منذ 1974.

وفي غضون ذلك، أطلقت صباح الخميس عيارات نارية من الأراضي السورية باتجاه الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان السورية من دون تسجيل إصابات، كما أعلن الجيش الإسرائيلي.

وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن «رصاصات طائشة أطلقت من سوريا وصلت إلى إسرائيل. لم يصب أي جندي جراء ذلك»، وقصدت المتحدثة بـ«إسرائيل» الجزء المحتل من هضبة الجولان السورية، الذي ضمته إليها الدولة العبرية في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وأوضحت أن «الحادث وقع في وسط الجولان قرب حزيقة».

وتحتل إسرائيل منذ عام 1967 نحو 1200 كيلومتر مربع من هضبة الجولان، وهي أراض ضمتها في عام 1981 في خطوة لم تنل اعترافا دوليا. وما زال 510 كيلومترات مربعة من الهضبة تحت السيطرة السورية.