بترايوس يدلي بشهادته في جلسة مغلقة بالكونغرس حول هجوم بنغازي

أوباما يهاجم الجمهوريين بعد عزمهم عرقلة منح سوزان رايس منصبا وزاريا

TT

كان مفترضا أن يدلي المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ديفيد بترايوس بشهادته أمام مجلس النواب أمس حول الهجوم على القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي الليبية في 11 سبتمبر (أيلول) الماضي. وتحدث السيناتور جون ماكين مسبقا عن إفادة سيقدمها بترايوس أمام لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ الخميس، إلا أن لجنة الاستخبارات في مجلس النواب أعلنت أن بترايوس سيدلي بشهادته في جلسة سرية صباح (اليوم) الجمعة، مما أثار احتمال مثول الجنرال مرات عدة أمام الكونغرس.

وفي كلتا الحالتين، بدت الأنظار مركزة على بترايوس الذي استقال الجمعة الماضية بعد إقراره بإقامة علاقات عاطفية خارج إطار الزواج، بينما يوجه إليه النواب أسئلتهم حول هجوم بنغازي الذي قتل فيه السفير وثلاثة أميركيين آخرين.

واستدعي بترايوس إلى واشنطن للإدلاء بشهادته في عدة جلسات سرية هذا الأسبوع حول الهجوم، لكن ذلك كان قبل استقالته المفاجئة الأسبوع الماضي. وأثارت الفضيحة التي تبين فيها أن بترايوس أقام علاقة خارج الزواج مع كاتبة سيرته الذاتية، الشكوك حول تعاونه.

وقالت رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ديان فينشتاين إن بترايوس «أعرب عن تحمسه ورغبته في الإدلاء بشهادته». وطالب أعضاء الكونغرس من الحزبين وفي المجلسين، بترايوس وغيره بالإدلاء بشهاداتهم خلال عدة جلسات سرية للحصول على معلومات أكبر حول حيثيات الهجوم. وطالب الجمهوريون بفتح تحقيق حول ما حصل في بنغازي والسبب وراء الرواية غير الثابتة للأحداث والتي قدمتها إدارة أوباما والتي أصرت في البدء على أن الهجوم مرده إلى مظاهرة ضد فيلم معاد للإسلام.

ومن المتوقع أن يتم استدعاء السيناتور ليندساي غراهام حليف ماكين، ومسؤولين آخرين بارزين في الأمن القومي وخصوصا وزير الدفاع ليون بانيتا للإدلاء بشهاداتهم أمام لجنة الخدمات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ. كما تعالت أصوات الجمهوريين المطالبين بأن تدلي وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بشهادتها أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ.

وجدد ماكين وغراهام دعواتهما لتشكيل لجنة مؤقتة في مجلس الشيوخ من أجل التحقيق في هجوم بنغازي، مشددين على أن قيام ثلاث لجان أو أكثر كل على حدة بالتحقيق مع مختلف المسؤولين لن يؤدي إلى خلاصة موحدة. وعرض ماكين قرارا على مجلس الشيوخ للمطالبة بتشكيل اللجنة قبل أن يتهم أوباما بالفشل في مهامه كقائد أعلى في ما يتعلق بالهجوم على بنغازي.

وصرح ماكين أمام مجلس الشيوخ: «هذا الرئيس وهذه الإدارة إما يظهران عجزا هائلا أو يقومان بتغطية، وكلاهما غير مقبول من الشعب الأميركي». وفي وقت سابق، صرح ماكين أمام صحافيين بأنه «من الضروري أن يقوم الكونغرس بتقييمه الخاص والمستقل» لما حصل في الهجوم.

وربط غراهام في محاولة ربما لزيادة أهمية قضية بنغازي، بينهما وبين أزمات كبيرة سابقة من بينها فضيحة سبعينات القرن الماضي التي طالبت الرئيس الأميركي آنذاك نيكسون. وقال غراهام «إن التحقيق في ووترغيت استفاد من تشكيل لجنة مشتركة، وكذلك حول قضية إيران - كونترا». وأضاف: «أعتقد أن كشف الحقيقة حول بنغازي ممكن فقط إذا تم الجمع بين إمكانات هذه اللجان الثلاثاء بشكل محترف».

وتوقع ماكين أن يواجه معارضة من قبل الديمقراطيين، وقال: «إن الحزب الحاكم لا يحب أبدا أن يتم تشكيل لجنة تحقيق. لقد كانت هناك مقاومة للجنة ووترغيت وأيضا حول إيران - كونترا».

ولم يرحب الديمقراطيون بالفكرة، فقد اعتبرت فينشتاين أنها تختلف «بشدة» مع ماكين. وصرحت فينشتاين أمام صحافيين «سنتعامل مع جانب الاستخبارات في القضية. نحن اللجنة التي عليها القيام بذلك، ونحن اللجنة المكلفة النظر ولديها السلطة للقيام بذلك. ولا أرى حاجة لتشكيل لجنة خاصة».

كما رفض كارل ليفين رئيس لجنة الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ تشكيل لجنة تحقيق حول بنغازي قبل انتهاء التحقيقات الجارية، إلا أنه أقر بأنه يريد الحصول على مزيد من التفاصيل.

وكان الرئيس باراك أوباما قال لأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، إنه إذا كانت لديهم مشكلة فيما يتعلق بأسلوب التعامل مع هجوم بنغازي «فلتلاحقوني أنا» لا سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس. وحملت تعليقات أوباما أول من أمس نبرة هجومية بعد أن قال السيناتوران الجمهوريان ماكين وليندساي غراهام، إنهما سيعرقلان أي محاولة من جانب الرئيس لتعيين رايس في منصب وزاري وهو ما يتطلب موافقة المجلس.

وينتقد الجمهوريون رايس لإجرائها عددا من اللقاءات الحوارية بعد خمسة أيام من وقوع هجوم بنغازي وقولها إن المعلومات المبدئية تشير إلى أن الهجوم كان نتيجة احتجاجات غاضبة من فيلم معاد للإسلام وليس هجوما مدبرا.

وقال أوباما: «إن ملاحقتهم لسفيرتنا في الأمم المتحدة التي لا علاقة لها ببنغازي والتي كانت تتحدث ببساطة استنادا للمعلومات التي تلقتها وقيامهم بتلويث سمعتها لأمر شائن». وفي أول مؤتمر صحافي له منذ فوزه في الأسبوع الماضي بالرئاسة لفترة ثانية قال أوباما: «إذا كان السيناتور ماكين والسيناتور غراهام وغيرهما يريدون أن يلاحقوا أحدا فليلاحقوني أنا. يسعدني أن أناقش هذا الأمر معهم». وقال أوباما إنه لم يتخذ بعد قرارات تتعلق بالتشكيل الوزاري الجديد لكنه إذا ارتأى أن رايس ستكون أفضل من يقود وزارة الخارجية «فسأرشحها». وقال تومي فيتور المتحدث باسم البيت الأبيض ردا على سؤال حول سبب تكليف رايس بإجراء مقابلات حوارية في أمر هجوم بنغازي ما دامت ليس لها علاقة بالموضوع «من المنطقي تكليف السفيرة رايس - إحدى أكبر دبلوماسيينا - للتحدث عن العمل الحساس الذي يقوم بها دبلوماسيونا كل يوم. كما أن السفيرة رايس كانت مؤهلة بشكل فذ للتحدث عن الاضطرابات الأوسع نطاقا في المنطقة في ذلك الوقت».