تركيا على خطى فرنسا.. والولايات المتحدة تنأى عن الاعتراف بـ «الائتلاف السوري»

أوباما: حريصون ألا نضع أسلحة بين أيدي أناس قد يسيئون إلى الأميركيين أو الإسرائيليين

TT

في حين سارت تركيا على خطا فرنسا بإعلانها أمس اعترافها بـ«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» «ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري»، رفض الرئيس الأميركي باراك أوباما الاعتراف به ممثلا وحيدا أو حتى حكومة مؤقتة في المنفى، مكتفيا بالترحيب باعتباره «مجموعة متنوعة وتمثيلية».

وصرح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس، خلال اجتماع وزاري لمنظمة التعاون الإسلامي في جيبوتي، بقوله: «نكرر أننا نعتبر الائتلاف الوطني السوري ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري»، داعيا، في مداخلته التي تم توزيع نصها على الصحافيين، أعضاء المنظمة إلى الاعتراف بالائتلاف باعتباره «الممثل الشرعي للشعب السوري».

وأضاف أوغلو أن «ما تحتاج إليه الثورة السورية والشعب السوري الآن هو دعم فعلي، وليس رسائل تعاطف ووعود»، مؤكدا أن «النظام السوري فقد كل شرعيته، في ظل تعنته ورفضه تلبية المطالب الشرعية لشعبه»، ومشيرا إلى المآسي التي يعيشها الشعب السوري، الذي قتل منه ما يزيد على 39 ألف شخص، في ظل استمرار النظام السوري باستهداف المدنيين.

في المقابل، رفض الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء الأربعاء أن يعترف بالمعارضة السورية الموحدة ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري أو حتى حكومة مؤقتة في المنفى بانتظار الإطاحة المحتملة بالنظام في دمشق.

وفي أول مؤتمر صحافي له منذ إعادة انتخابه رئيسا لولاية ثانية في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، رحب أوباما بـ«تشكيل المعارضة لمجموعة.. متنوعة وتمثيلية»، إلا أنه حذر من أن الولايات المتحدة «ليست مستعدة بعد للاعتراف بها بصفتها حكومة في المنفى»، وصرح أوباما: «نحن نعتبر المعارضة ممثلة شرعية لتطلعات الشعب السوري»، مشددا بذلك على الفارق مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند، الذي أعلن الثلاثاء أن فرنسا تعترف بالائتلاف السوري الوطني بصفته «الممثل الوحيد للشعب السوري، وبالتالي الحكومة المؤقتة المستقبلية لسوريا الديمقراطية».

ومنذ أشهر تحث الدول الغربية والعربية التي تأمل بالإطاحة بنظام بشار الأسد المعارضة السورية على الاتحاد وتشكيل أطر حكومة انتقالية تمثيلية لكل الطوائف والحساسيات والمناطق في سوريا، لكن الموقف الأميركي من تزويد المعارضة بالسلاح لم يتغير؛ إذ يقوم على الرفض التام لذلك حتى لا تقع الأسلحة بأيدي متطرفين، في الوقت ذاته الذي يحرص فيه على تكثيف المساعدات الإنسانية و«غير القتالية» مثل أجهزة الاتصالات والتدريبات وغيرها. وأقرت الولايات المتحدة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بأنها تنسق مع شركائها الذين يزودون المعارضين السوريين بتجهيزات عسكرية، لأنها تريد التأكد من أن هذه الأسلحة تصل إلى وجهتها «الصحيحة». وأضاف أوباما: «نحن نحترس، خصوصا عندما نبدأ بالحديث عن تسليح مسؤولي المعارضة؛ لكي لا نضع أسلحة بين أيدي أناس قد يسيئون إلى الأميركيين أو الإسرائيليين». وأثار أوباما مجددا مخاوف الغرب إزاء وجود مقاتلين إسلاميين متطرفين مرتبطين بتنظيم القاعدة بين المعارضة، وأكد أن أجهزة استخباراته «رأت عناصر متطرفين يتسللون بين صفوف المعارضة».

ورأت مارينا أوتاواي من مركز «كارنيغي للسلام» أن «الولايات المتحدة تريد تنظيما عسكريا موحدا (للمعارضة السورية)، يمكن أن ترسل إليه المساعدات المالية والعسكرية ويقطع الطريق أمام الجهاديين»، وتابعت لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنها خطة لافتة.. لكنني لست واثقة من إمكان نجاحها».