الطائرات الإسرائيلية تقصف منزل هنية.. وحصيلة العدوان ترتفع لـ25 قتيلا

حماس تقصف تل أبيب مجددا وتعلن عن إطلاق صاروخ باتجاه الكنيست في القدس.. وتل أبيب لم تؤكد

ألسنة النيران تتعالى من إحدى مؤسسات حماس في غزة بعد إصابتها في القصف الإسرائيلي أمس (أ.ف.ب)
TT

في الوقت الذي تتعاظم فيه الحشودات العسكرية الإسرائيلية على طول الخط الحدودي الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة تمهيدا للشروع في عملية برية، بلغت حصيلة ضحايا الغارات وعمليات القصف التي يواصل جيش الاحتلال تنفيذها 25 قتيلا وأكثر من 250 جريحا.

وفي خطوة فهمت على أنها تحمل دلالة تحذيرية، أطلقت إحدى البوارج البحرية صاروخا صغيرا على منزل رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية، الذي يقع أقصى جنوب مخيم «الشاطئ»، وهو قريب من شاطئ البحر. وذكرت مصادر فلسطينية أن الصاروخ أصاب مولد الكهرباء الذي يغذي المنزل، دون أن يتم التبليغ عن إصابات.

ورغم أن إسرائيل واصلت عمليات القصف خلال الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة المصرية هشام قنديل لقطاع غزة، لكن وتيرة القصف والغارات زادت بشكل ملحوظ بعد أن غادر القطاع، ولم تنفك الطائرات الإسرائيلية من طراز «إف 15»، التي أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تل أبيب ستستخدمها في حال قامت بمهاجمة إيران، وطائرات الهليكوبتر العسكرية من طراز «أباتشي» الأميركية الصنع وطائرات الاستطلاع من دون طيار، عن قصف أهداف في مختلف أنحاء القطاع.

وردت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أمس، كما أعلنت، بإطلاق صاروخ بعيد المدى باتجاه الكنيست الإسرائيلي في مدينة القدس، لأول مرة، وهو ما لم تؤكده المصادر الإسرائيلية. وعاودت كتائب القسام قصف مدينة تل أبيب بعد ظهر أمس، وأكدت المصادر الإسرائيلية أن صاروخين سقطا في محيط المدينة دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

واتسم اليوم الثالث من الحملة العسكرية العدوانية باستهداف الطائرات الإسرائيلية لأول مرة منذ بدء الحملة مؤسسات رسمية وأمنية تابعة لحكومة غزة.. فقد قامت طائرات «إف 15»، فجر أمس بقصف مبنى وزارة الداخلية، الذي يعنى بالمعاملات المدنية، مما أسفر عن تدميره بالكامل، في حين تم استهداف عدد من مواقع الشرطة والأمن الوطني شمال وجنوب القطاع. وأدى القصف الإسرائيلي إلى سقوط عدد من المدنيين، من بينهم 8 أطفال، منهم الطفل محمد سعد الله (3 سنوات)، الذي قتل عندما سقط عليه جدار جراء قصف أحد المنازل في منطقة جباليا، شمال القطاع، في حين أصيب 70 طفلا جراء الغارات المتواصلة.

وعاجلت قذيفة مدفعية إسرائيلية سيدة فلسطينية بينما كانت تقوم بخبز عجينها أمام منزلها في قرية القرارة، جنوب القطاع، مما أدى إلى وفاتها على الفور. وواصلت قوات الاحتلال بشكل خاص استهداف منازل مأهولة بزعم أنها تعود لمقاومين فلسطينيين.. فقد قتل شخص وأصيب شقيقه بجراح بالغة لدى قيام طائرة إسرائيلية بقصف منزل في حي الزيتون، جنوب مدينة غزة، عصر أمس.

وفي مخيم جباليا للاجئين، شمال القطاع، قتل شخصان، من بينهم طفل يبلغ من العمر أربعة أعوام في قصف استهدف أحد المنازل. وواصل جيش الاحتلال استهداف السيارات المدنية، إذ قتل ثلاثة أشخاص من بينهم طفل، في غارة شنتها طائرة استطلاع إسرائيلية على سيارة. وواصل طيران الاحتلال استهداف مواقع التدريب التابعة لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. وتركز القصف على المواقع المقامة على الأراضي التي كانت توجد عليها البلدات التي تم تدميرها لدى تنفيذ خطة «فك الارتباط». وأعلن جيش الاحتلال أنه قصف 450 هدفا في القطاع منذ بدء عملية «عمود السحاب» عصر الأربعاء الماضي، بينما سجل استهداف مواقع وبلدات إسرائيلية بـ550 قذيفة صاروخية.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني، إن قوات الاحتلال قصفت جوا وبحرا وبرا 450 هدفا في قطاع غزة، لافتة إلى أنه جرى استهداف أكثر من 120 هدفا بعد العاشرة مساء أول من أمس. ولوحظ أن مدفعية الاحتلال كثفت من قصفها الليلة قبل الماضية وفجر أمس على الحقول الزراعية في مناطق التماس الملاصقة للخط الحدودي الفاصل، في حين ألقت البوارج البحرية بقذائفها على طول الساحل.

من ناحيته، قال الدكتور سمير الكحلوت، أحد أطباء العناية المركزة بمستشفى الشفاء بغزة، الذي يستوعب أكثر الإصابات، إن أغلب الإصابات الناتجة عن العدوان الإسرائيلي المتواصل تركزت في الرأس والصدر من أجساد المواطنين. وأضاف أن «الإصابات تزداد خطورتها وتشتد بسبب انتشار الشظايا المعدنية السامة في أجساد المواطنين»، مشيرا إلى أن معظم المصابين هم من النساء والأطفال.