المعارضة السورية: الحرب على غزة ترجمة لتقاطع مصالح النظام السوري وإسرائيل

الجيش الحر يحذر من استغلالها واستخدام النظام أسلحة محرمة دوليا

عنصر من المعارضة السورية يقف أمام محلات دمرتها قذائف النظام في منطقة رأس العين على الحدود السورية التركية (أ.ف.ب)
TT

رأت المعارضة السورية، أن «مصالح إسرائيل والغرب والنظام السوري تتقاطع مع الحرب الإسرائيلية التي تشنّ على غزة». في وقت اعتبر فيه الجيش السوري الحر أن «هذا العدوان هو محاولة خلط أوراق في المنطقة»، محذرا من «استغلال النظام السوري لها، واستخدام أسلحة محرمة دوليا».

في هذا الوقت، اعتبر عضو المجلس الوطني السوري سمير النشار، أن «إسرائيل تعاقب غزة وحركة حماس اليوم لأنها فكّت ارتباطها بسوريا وإيران وحزب الله، وبدلت موقفها بعد التحولات التي حصلت في العالم العربي، وباتت متجانسة مع النظام الجديد في مصر».

وأكد نشار في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن إسرائيل «تريد أن تقول إن تفجير الوضع في غزة والمنطقة ليس فقط خدمة للنظام السوري، بل من أجل تفجير المنطقة كما سبق وهدد (الرئيس السوري) بشار الأسد في بداية الأزمة، وكما أعلن رامي مخلوف أن أمن إسرائيل من أمن سوريا، وهذا يؤكد الترابط بين ما يجري في غزة وما يجري في سوريا، ويثبت أن الحرب على غزة هي لحرف أنظار العالم عن جرائم النظام السوري». وقال: «نخشى أن يكون تحول الأنظار عن سوريا باتجاه غزة، هو مجرّد إعطاء فرصة جديدة ليزيد بشار الأسد من قمعه».

وأضاف نشار: «إن الشعب السوري والمعارضة حسموا خيارهم بإسقاط نظام الأسد مهما كلفت التضحيات، وبغض النظر عن موقف المجتمع الدولي الذي تخلّى عن الشعب السوري، لكن هذا التخلي سيؤدي إلى زيادة التطرف لدى الشعب السوري، وهذا تتحمّل مسؤوليته بالدرجة الأولى الولايات المتحدة الأميركية، لأنها لا تنظر بالجدية المطلوبة لمعالجة الوضع السوري بقدر ما تعمل على إدارة الأزمة السورية، وهذا الموقف يصب في مصلحة إسرائيل أولا وأخيرا»، مشددا على «وجود التقاء مصالح سورية إسرائيلية غربية بما يحصل في غزة، وكنا نتوقع من المجتمع الدولي أن يؤيد التغيير نحو الحرية القائم في العالم العربي، لكن ذلك لم يحصل». ورأى أن هناك «ضرورة للتعامل بحذر شديد مع المواقف الغربية سواء بما يخص سوريا أو فلسطين». مشيرا إلى أن «المواقف الأميركية بعد إعادة انتخاب الرئيس باراك أوباما محبطة ومخيبة للآمال، ونخشى أن تكون الضغوط التي تمارس لتشكيل حكومة مؤقتة، هي من أجل الذهاب إلى تسوية سياسية مع النظام، مستندة إلى وثيقة جنيف بحيث يكون النظام طرفا فيها، التي تؤيدها روسيا بشكل أساسي».

من جهته، رأى رئيس هيئة أمناء الثورة، وعضو الائتلاف السوري المعارض هيثم المالح، أن «إسرائيل تنفذ عدوانها على غزة خدمة للنظام السوري، لأنه نظام إسرائيلي بامتياز».

وذكر المالح في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «حافظ الأسد والد بشار هو من سلم الجولان إلى الكيان الصهيوني، وهو من حمى الجولان ووفر الأمن لإسرائيل على مدى 40 عاما، وكان الحارس الوفي لأمن إسرائيل، ثم راح ليصنع شعار الممانعة والمقاومة، وضللوا الكثير بهذا الشعار في العالم العربي»، وأكد أن «ما تفعله إسرائيل في غزة هو دعم للنظام السوري لتأخير سقوطه، لكنه سيسقط قريبا ونحتفل جميعا بسقوطه في قلب الشام».

وعمّا إذا كان يتخوف من ارتفاع وتيرة العنف في سوريا في توجيه أنظار العالم إلى غزة، قال: «منذ مارس (آذار) 2011 لم يتوقف النظام السوري عن ارتكاب المجازر والجرائم، لكن الواقع على الأرض يقول إن الجيش التابع للنظام في حالة تراجع والثوار في حالة تقدم».

ورأى أن «اللعبة الآن لصالح الشعب السوري مهما حاولت إسرائيل مساعدة النظام المجرم في دمشق، لأنه آيل إلى السقوط، وهو الآن يتربح وذاهب إلى مزبلة التاريخ هو وكل من يؤيده».

إلى ذلك، توقع ضابط كبير في الجيش السوري الحر، أن «يبادر النظام السوري مع الإسرائيليين إلى خلط الأوراق في المنطقة ككل، وفي الوقت نفسه يشدد قبضته في الداخل عبر استخدام أسلحة محرمة دوليا»، وأعلن الضابط القيادي في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن «قيادة الجيش الحر حذرت الشعب من إمكان لجوء النظام في مراحله الأخيرة إلى استخدام الأسلحة الكيميائية، خصوصا في المنطقة الوسطى من أجل فرض دولة علوية يقيم عليها حكمه الموعود»، وقال: «إن ما يحصل في غزة هو خلط أوراق، ولا أعتقد أن هناك قيادة حكيمة وذكية (في غزة) تقدم في هذا التوقيت الصعب على توريط نفسها بحرب مع إسرائيل، هذه الحرب التي فيها مصلحة للدولة العبرية طالما أن صفقة قبض ثمن النظام السوري لم تنجز بعد».