العراق يفرج عن موسى دقدوق بعد شهور من صدور حكم ببراءته من قتل 5 جنود أميركيين

وكيل العدل لـ «الشرق الأوسط»: أميركا سلمته للداخلية

TT

نفت وزارة العدل العراقية علمها ما إذا كان اللبناني علي موسى دقدوق المتهم بقتل خمسة جنود أميركان قد أطلق سراحه أم لا طبقا لما أعلنه محاميه. وقال وكيل الوزارة بوشو إبراهيم في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «وزارة العدل لا علم لها بالأمر لأنه لم يكن مسجونا لدينا طوال المدة الماضية». وكشف بوشو أنه «أثناء قيام الأميركان بتسليمنا السجناء الذين بحوزتهم حيث كنت أمثل الجانب العراقي سلمونا السجناء والمعتقلين بمن فيهم رموز النظام السابق باستثناء اللبناني علي موسى دقدوق الذي فضل الجانب الأميركي أن يكون من حصة وزارة الداخلية»، مشيرا إلى أن «عملية التسليم تمت منذ عام 2010».

وأوضح إبراهيم أنه «ليس كل المعتقلين تم تسليمهم إلى وزارة العدل ما لم يكونوا محكومين حيث إن من يحكم يسلم إلينا» مضيفا أن «هناك سجناء في وزارة الداخلية وسجناء في وزارة الدفاع وآخرين في مديرية الجرائم الكبرى».

وكان محامي علي موسى دقدوق الذي يعتقد انتماؤه إلى حزب الله اللبناني والمتهم بقتل خمسة جنود أميركيين قال أمس إن السلطات العراقية أطلقت سراحه وإنه وصل إلى لبنان وذلك بعد أن برأت محكمة عراقية ساحته من الضلوع في قتل الجنود الأميركيين.

وكانت الحكومة العراقية رفضت طلبا أميركيا بإجراء محاكمة لدقدوق في الولايات المتحدة الأميركية واعتبرت أمر محاكمته داخل العراق أمرا سياديا وهو ما حمل واشنطن على تسليمه لوزارة الداخلية العراقية طبقا لما أعلنه وكيل وزارة العدل وسط تعهد عراقي بإجراء محاكمة عادلة له. وقال المحامي عبد المهدي المطيري في حديث هاتفي مع «رويترز» إنه لم يكن هناك سند لاعتقاله وإن قرار الإفراج عنه اتخذ الليلة الماضية، مشيرا إلى أن موكله وصل إلى بيروت بالفعل.

وأضاف المحامي أنه لم تصدر بحق دقدوق أي تهم في العراق وأن اعتقاله سياسي وليس جنائيا.

وكان وزير الدفاع الأميركي ليون بانتيا قد قال لـ«رويترز» في وقت سابق من العام الجاري إنه تلقى تأكيدات من العراق بأنه لن يفرج عن دقدوق حتى بعد أن برأت محكمة عراقية ساحته من هذه الاتهامات.

وظل مصير دقدوق مبعث توتر بين بغداد وواشنطن العام الماضي عندما كانت القوات الأميركية تتأهب للانسحاب من العراق. وكان دقدوق قد اعتقل في مارس (آذار) 2007 وقال في بادئ الأمر إنه أصم أبكم. واتهمته القوات الأميركية بأنه عميل لفيلق القدس الإيراني وتقول إنه انضم إلى حزب الله اللبناني في 1983.

وكان دقدوق دخل العراق قادما من إيران ليقود عمليات حزب الله مباشرة بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، ودخل معه العملاء اللبنانيون إلى العراق قادمين من إيران لجمع المعلومات الاستخبارية عن قوات التحالف. ويعد دقدوق أحد قادة حزب الله وكان مسؤولا عن الحماية الشخصية لحسن نصر الله. ثم انضم إلى الوحدة رقم 2800 لمساعدة فيلق القدس في مهمته في العراق.

في عام 2005، ذهب إلى إيران للمساعدة في تدريب المتطوعين العراقيين، وفي عام 2006 دخل إلى العراق وبدأ يتنقل في مناطقه للإشراف على نشاطات المجاميع الشيعية المسلحة. وعمل مع مصطفى أبو ياسر الشيباني (وهو قائد سابق في المجلس الأعلى الإسلامي في العراق، ولواء بدر وهو المسؤول الأول عن تهريب الأسلحة الإيرانية إلى العراق) وقيس الخزعلي زعيم «عصائب أهل الحق». ونتيجة لقيام عصائب أهل الحق بعملية ضد مركز التنسيق المشترك في كربلاء عام 2007 والتي أدت إلى قتل جندي أميركي وخطف ثم قتل أربعة آخرين، ألقت قوات التحالف القبض على علي موسى دقدوق وقيس الخزعلي في البصرة في مارس (آذار) عام 2007. وحسب الوثائق التي ضبطت معهم كان علي دقدوق يتسلم 3 ملايين دولار من إيران شهريا يوزعها على المجاميع الخاصة لتغطية نفقات عملياتها في العراق.