بترايوس أمام الكونغرس: حادث بنغازي كان هجوما إرهابيا

الكونغرس يطالب بجلسات استماع لمسؤولي الخارجية والدفاع والبيت الأبيض

صحافية تنظر عبر فتحة صغيرة في الباب إلى الرواق المؤدي لغرفة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ حيث قدم بترايوس إفادته أمس (أ.ف.ب)
TT

اعترف مدير المخابرات السابق ديفيد بترايوس أمام جلسة مغلقة بالكونغرس الأميركي صباح أمس أنه يعتقد أن الهجوم على القنصلية الأميركية كان هجوما إرهابيا، ارتكبه متشددون على صلة بتنظيم القاعدة.

وبحسب العضو الجمهوري بيتي كينغ الذي حضر الجمعة جلسة الاستماع، فإن الجنرال بترايوس قال إنه كان واضحا منذ البداية أن هناك إرهابيين ضالعين في الهجوم. وأضاف كينغ أن بترايوس «قال إنه لم تكن هناك تقارير (مختلفة)، بل إنه كان يعتقد باستمرار وجود تورط إرهابي كبير» في الهجوم. وعلق العضو الجمهوري: «لا أذكر أنه قال هذا في 14 سبتمبر (أيلول)»، في إشارة إلى تصريح لبترايوس أمام مسؤولين برلمانيين.

وتابع كينغ أن بترايوس قرأ بيانا لمدة عشرين دقيقة قبل أن يرد على أسئلة البرلمانيين لمدة ساعة وعشر دقائق، وقال إنه كان «مهنيا جدا، ومطلعا جدا، وقويا جدا». وأعرب عن الأسف للفضيحة الجنسية التي دفعته إلى الاستقالة.وفي جلسة استمرت ما يقرب من ساعتين، أدلى بترايوس بشهادته أمام لجان الأمن القومي والاستخبارات بالكونغرس، في أول ظهور له منذ استقالته الأسبوع الماضي بسبب علاقة غرامية خارج نطاق الزواج.

وبدأت الجلسة في السابعة والنصف صباحا بتوقيت واشنطن - بدلا من التاسعة صباحا - أمس في ظل وجود أمني مكثف منع وسائل الإعلام من تصوير لحظات دخول بترايوس إلى القاعة أو خروجه منها.

وأدلى أعضاء الكونغرس بتفاصيل مقتضبة حول إفادة بترايوس، حيث قدم بترايوس خطابا لمدة عشرين دقيقة أبدى فيه أسفه وندمه لعلاقته العاطفية بباولا برودويل، ثم انتقل إلى شرح الوقائع التي حدثت في القنصلية الأميركية ببنغازي في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) الماضي. وطرح المشرعون أسئلة حول دور وكالة الاستخبارات المركزية في الهجوم في بنغازي، والإجراءات الأمنية في القنصلية، ولماذا أعطى المسؤولون في إدارة أوباما أوصافا غير دقيقة عن الهجوم.

وأشار النائب الجمهوري بيتر كينج للصحافيين بعد جلسة الاستماع أن بترايوس قال لهم إنه كان يعتقد من البداية بأن الحادث وراءه جماعات إرهابية، وأن عملاء «سي أي إيه» أبلغوا القيادة المركزية بأن الهجوم الذي وقع في بنغازي والذي قتل خلاله أربعة أميركيين بينهم السفير كريستوفر ستيفنز كان هجوما إرهابيا.

وقال بترايوس إن النقاط الأساسية التي تم تحضيرها ليتحدث عنها المسؤولون في إدارة أوباما علنا حول الحادث تم تغييرها، وتم إغفال أي إشارة حول تورط القاعدة وجماعة أنصار الشريعة في الحادث. وأكد بترايوس أن النقاط الأساسية التي أعطيت للسفيرة سوزان رايس كانت مختلفة عما أعدته المخابرات المركزية، وأشارت إلى أن مظاهرات غاضبة عفوية بسبب الفيلم المسيء للإسلام كانت وراء الهجوم على القنصلية الأميركية.

وأوضح كينغ أن المعلومات التي قدمت للكونغرس في أعقاب الحادث أشارت إلى أدلة أن الهجوم كان نتيجة مظاهرات عفوية، ولم يكن هجوما إرهابيا، مشيرا إلى أن بترايوس عجز عن تقديم تفسير للتناقضات التي حدثت في تفسير الحادث. وأضاف النائب الجمهوري كينغ أنه سأل بترايوس كيف أدار عملية الهجوم على القنصلية ورفض بترايوس إعطاء تفاصيل لكنه أشار أنه كان يتابعها بالكامل.

وقال كينغ إنه في ضوء شهادة بترايوس يتبقي سؤال من الذي قام بتلك التغييرات، وهو ما يتطلب الحاجة إلى الاستماع إلى شهادات المسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع والمسؤولين في البيت الأبيض، لمعرفة من الذي قام بتلك التغييرات. وأضاف كينغ: «بترايوس قال إنه لا يعرف من الذي أزال الإشارات حول أن الاعتداء على القنصلية كان حادثا إرهابيا». وقال النائب الجمهوري عن كاليفورنيا آدم شيف إن بترايوس رفض تأييد ما يقوله الجمهوريون أن البيت الأبيض ضلل الشعب الأميركي حول الأسباب وراء الهجوم على القنصلية الأميركية قبل إجراء الانتخابات الرئاسية. وقال شيف إن بترايوس أكد أنه لم يكن هناك محاولة لتسييس القضية أو وجود أجندة سياسية وراءها، ورفض بشدة هذه الفكرة.

وأضاف شيف أن بترايوس أشار إلى أن «ما قالته سوزان رايس في خمس مقابلات تلفزيونية عقب الحادث كان يعكس أفضل ما كان لدى المخابرات لإعلانه للجمهور في ذلك الوقت».

وقال النائب الجمهوري عن ولاية ميريلاند، دويتش رابرسبرجر إن بترايوس أشار إلى الحصول على معلومات استخباراتية من مصادر متعددة وأشارت بعض المعلومات إلى أن الهجوم على السفارة كان بسبب المظاهرات الغاضبة من الفيلم المسيء للإسلام، لكن المخابرات المركزية دحضت تلك التقارير في نهاية المطاف.

وقالت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب روز ليتينين إن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ستدلي بشهادتها أمام الكونغرس بعد اكتمال المراجعة الداخلية لوقائع الأحداث. وقالت: «وزيرة الخارجية تعهدت بتقديم شهادتها أمام لجنتنا وتقديم تقرير حول الحادث ومن المتوقع أن يتم الانتهاء منه قبل منتصف ديسمبر (كانون الأول)» ولكن لم يتحدد ما إذا كانت شهادة وزيرة الخارجية الأميركية مفتوحة للجمهور أم ستكون في جلسة مغلقة.

وقال النواب الحاضرون في الجلسة إن بترايوس لم يعلق حول علاقته الغرامية خارج إطار الزواج والفضيحة التي أدت إلى قراره بتقديم استقالته، وعندما سئل إذا كان لتلك القضية أي تأثير على شهادته، أجاب بترايوس بالنفي.

وقال بترايوس في أول تصريحات علنية له مند استقالته إن قراره بالتنحي من وكالة المخابرات المركزية ليس له أي علاقة بالتحقيقات الجارية حول الهجمات على القنصلية الأميركية ببنغازي ولا بشهادته أمام الكونغرس. وقد أبدى عدد كبير من المشرعين كثيرا من الاحترام لتاريخ بترايوس وخدمته للولايات المتحدة في كل من العراق وأفغانستان.

وأشار مسؤول أميركي إلى أن التحقيقات التي يجريها مكتب التحقيقات الفيدرالي يحاول البحث عما إذا كانت اتصالات ديفيد بترايوس وعلاقته الغرامية لها تأثير على مصالح وكالة الاستخبارات أو شبهات حول تسرب وثائق سرية أو إمكانية تعرض بترايوس للابتزاز نتيجة تلك العلاقة الغرامية.