مرسي يؤكد أن مصر لن تترك غزة .. وبوتين يطالبه بعد واشنطن وأوروبا بالسعي للتهدئة

قنديل يزور القطاع ويؤكد تكثيف جهود القاهرة لإيقاف العدوان وتحقيق الهدنة

رئيس الوزراء المصري يزور أحد ضحايا العدوان برفقة هنية في مستشفى الشفاء في غزة أمس (رويترز)
TT

بينما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أمس عن الرئيس المصري محمد مرسي قوله إن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة عدوان سافر على الإنسان وإن بلاده لن تترك غزة وحدها، أكد رئيس الوزراء المصري هشام قنديل الذي زار غزة لنحو 3 ساعات أمس أن حكومته تعمل على تحقيق التهدئة في قطاع غزة و«إيقاف العدوان» الإسرائيلي عليه، وأن «مصر الثورة لن تتوانى عن تكثيف جهودها وبذل الغالي والنفيس لإيقاف هذا العدوان وتحقيق الهدنة واستمرارها».

وأضاف أن مصر ستبذل هذه الجهود «حتى يتحقق السلام الدائم والشامل والعادل وتقام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، هذا هو السبيل الوحيد الذي سيحقق الاستقرار ويحقق مصلحة جميع شعوب المنطقة»، مؤكدا أن «مصر تقف إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني حتى يستردوا جميعا حقوقهم المشروعة ويقيموا دولتهم المستقلة ذات السيادة غير المنقوصة». كما دعا قنديل الفصائل إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية، وقال إن «ندائي اليوم إلى الشعب الفلسطيني: يجب أن نتوحد، يجب على الشعب الفلسطيني بكل فصائله أن يتوحد الآن».

وقبيل الزيارة أعلن مصدر إسرائيلي أن «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على طلب مصري بوقف إطلاق النار خلال الزيارة والتي من المفترض أن تستغرق حوالي ثلاث ساعات».

ولكن خلال زيارة قنديل قتل فلسطينيان أحدهما طفل في غارة جوية إسرائيلية على شمال قطاع غزة، كما أفادت حكومة حماس، ولكن متحدثا باسم الجيش الإسرائيلي نفى شن أي غارة جوية بعد وصول قنديل إلى القطاع.

وقال المتحدث الإسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية «لم نشن أي هجوم في الساعتين الماضيتين ولكن تم إطلاق 60 صاروخا (من قطاع غزة على إسرائيل) في نفس الفترة».

وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مسؤوليتها عن إطلاق 42 صاروخا من قطاع غزة على إسرائيل صباح أمس بعد وصول قنديل. وبعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ولا سيما ألمانيا وفرنسا طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس من مصر استخدام تأثيرها لدى حركة حماس للحد من تصعيد المعارك الدامية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية مع الرئيس المصري مرسي أنه «يدعم الجهود التي تقوم بها القاهرة للتوصل إلى إعادة الوضع لطبيعته» على ما أعلن الكرملين الجمعة.

وأضاف البيان أن «رئيس الدولة شدد على الحاجة لوقف المواجهة المسلحة ودعا الطرفين المعنيين في الصراع إلى ممارسة ضبط النفس ووقف الأعمال العسكرية التي توقع ضحايا مدنيين».

واعتبارا من الأربعاء يوم إطلاق الجيش الإسرائيلي عملية «عمود السحاب» طلبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من الحكومة المصرية «اتخاذ الإجراءات اللازمة» لوقف تصعيد المعارك. وهذا الطلب شددت عليه واشنطن الخميس وحضت القاهرة على «استخدام نفوذها الإقليمي».

وأمس كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أكثر دقة حيث طلبت من مصر «استخدام نفوذها لدى حماس لحثها على تهدئة العنف» مشددة على حق إسرائيل في حماية سكانها.

وامتنع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة على غرار حكومته الخميس عن إدانة جهة مسؤولة عن الأزمة واعدا ببذل كل الممكن للمساهمة في «تجنب استمرار أعمال العنف» في غزة وجنوب إسرائيل. كما دعا الرئيس المصري إلى «استخدام كل نفوذه لتجنب أعمال إضافية».

أما الاتحاد الأوروبي فاعتبر بلسان وزيرة خارجيته كاثرين أشتون أن حماس مسؤولة عن تدهور الوضع داعيا إسرائيل إلى «رد متكافئ». كما طلب بدوره تدخل «الرئاسة المصرية» لـ«تهدئة الوضع»، إذ بدت القاهرة الوحيدة القادرة على التواصل مع حماس.

وحملت بريطانيا الحركة الإسلامية الحاكمة في غزة مسؤولية التصعيد لكنها دعت إسرائيل إلى تجنيب المدنيين.

وانطلقت أمس عشرات المسيرات الغاضبة إلى ميدان التحرير بوسط القاهرة للمشاركة في فعاليات جمعة «نصرة غزة»، للمطالبة بقطع العلاقات مع إسرائيل نهائيا، وطالبت أحزاب سياسية التقت بمبادرة من حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان) بضرورة مناصرة أهالي غزة في مواجهة عدوان إسرائيل. في ما قالت مصادر أمنية في سيناء، إن «الحدود مع غزة ما زالت في حالة تأهب واستنفار بسبب قيام إسرائيل بقصف مناطق فلسطينية حدودية».

وأدى المشاركون في جمعة «نصرة غزة» و«المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية» بميدان التحرير صلاة الغائب على أرواح شهداء غزة، وعقب الانتهاء من أداء الصلاة قام عدد من الشباب بإحراق العلم الإسرائيلي، ووسط موجة غضب عارمة حمل المتظاهرون الرايات السوداء والأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات: «على القدس رايحين شهداء بالملايين»، و«الشعب يريد إسقاط تل أبيب»، و«يا فلسطيني يا فلسطيني أرضك أرضي ودينك ديني»، و«بنرددها جيل ورا جيل تسقط تسقط إسرائيل»، مطالبين بفتح باب الجهاد أمام الشعب المصري.

في السياق ذاته، يعقد مجلس جامعة الدول العربية اليوم اجتماعا وزاريا طارئا للتشاور لوقف الحرب على غزة، ونفى السفير قيس العزاوي المندوب العراقي لدى الجامعة ما نقلته عنه إحدى وكالات الأنباء، بأنه طالب بوقف تصدير النفط العربي مثلما حدث أثناء حرب أكتوبر عام 1973، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «قرارات الأمم المتحدة الصادرة بشأن فلسطين لم تنفذ، ومن ثم الأهم هو ممارسة الضغوط الاقتصادية، والعمل على منع نشوب أية حروب بالمنطقة»، مضيفا: «لا توجد أية نوايا لعمل عسكري، وإنما لوقف الحرب ومنع العدوان ضد الشعب الفلسطيني والتضامن معه وتقديم كل وسائل العون».

واحتشد الآلاف في مسيرات بمحافظات مصر، وعاشت مدن شمال سيناء أجواء ساخنة بسبب المظاهرات الاحتجاجية التي انطلقت من أمام عدة مساجد للتنديد بالعدوان، فيما قالت مصادر أمنية، إن «حملات الدهم الآن متوقفة بسبب انشغال القوات في تأمين كافة الطرق تحسبا لقيام أي عناصر باستغلال التوتر على الحدود مع غزة في تنفيذ هجمات ضد قوات الجيش والشرطة».

وقال شهود عيان من سكان الحدود المصرية الإسرائيلية، إن «الآليات العسكرية الإسرائيلية تشاهد بكثافة في منطقة الحدود مع مصر، إضافة إلى تحليق مكثف للمروحيات الإسرائيلية في منطقة الحدود». وأكد المواطنون القاطنون للشريط الحدودي بأن القصف الإسرائيلي المتواصل بمدينة رفح الفلسطينية تسبب في خسائر بالأرواح وخسائر مادية كبيرة بالجانب الفلسطيني، وأدى إلى إحداث تصدعات بعدد من المباني على الشريط الحدودي بالجانب المصري دون حدوث إصابات في الأرواح.