الطيران الإسرائيلي يدمر ديوان هنية ويفشل في تصفية خليفة الجعبري

استهداف «رموز الحكم» في غزة.. وإسرائيل تبعث برسائل هاتفية لـ12000 غزي

ركام مقر حكومة هنية المقالة في غزة (أ.ب)
TT

في الوقت الذي وسعت فيه إسرائيل من دائرة الأهداف التي تضربها في قطاع غزة، بلغت حصيلة القتلى الفلسطينيين في اليوم الرابع للحملة العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على القطاع 40 قتيلا على الأقل ومئات الجرحى.

فقد أقدم الجيش الإسرائيلي، بعد منتصف الليلة قبل الماضية، على استهداف ما يسميه «رموز الحكم» في غزة، حيث قام بقصف مقر مجلس الوزراء في حي النصر، شمال مدينة غزة، وتم تدميره بشكل كامل، إلى جانب تدمير مقر وزارة الداخلية في تل الهوا، واستهداف مواقع أمنية وحكومية أخرى في أنحاء مدينة غزة. واستهدف الجيش الإسرائيلي استاد فلسطين الرئيسي وسط مدينة، حيث ملأت الملعب الكثير من الحفر الكبيرة والعميقة. واعتمد الجيش الإسرائيلي بشكل خاص على استخدام الطائرات الحربية النفاثة من طراز «إف 15» في قصف المواقع الحكومية، حيث إنها تلقي قنابل تزن الواحدة منها طنا من المتفجرات، الأمر الذي أدى إلى إحداث أضرار كبيرة جدا بالمنازل المحيطة. وقد عرض الكثير من متصفحي المواقع الاجتماعية صورا لمنازلهم لتوثيق تشقق الجدار وتساقط زجاج النوافذ.

في الوقت ذاته، كثف الجيش الإسرائيلي من محاولات وعمليات الاغتيال التي تستهدف بشكل خاص قادة وعناصر كتائب القسام. وخلال الأربع والعشرين ساعة الماضية سقط العدد الأكبر من عناصر كتائب القسام منذ بداية الحملة الحربية الإسرائيلية، إذ قتل 15 عنصرا، وجرح عدد آخر. وبرز من بين المستهدفين أحمد أبو جلال، من قادة كتائب القسام، وثمانية عناصر آخرين، في ثلاث غارات استهدفت مخيم المغازي للاجئين، وسط قطاع غزة. واغتال الجيش الإسرائيلي أربعة من عناصر كتائب القسام في مدينة رفح جنوب القطاع، إلى جانب اغتيال عنصرين من كتائب القسام في حي تل الهوا، جنوب غربي مدينة غزة. واستخدم الجيش الإسرائيلي في تنفيذ الهجمات طائرات الاستطلاع من دون طيار، التي لا تفارق سماء قطاع غزة على مدار الساعة.

وكانت أكثر الهجمات دموية الغارة التي استهدفت منزل القيادي في حركة حماس إبراهيم صلاح، وسط قطاع غزة، حيث أطلقت طائرة حربية نفاثة من طراز «إف 15» على المنزل، المكون من ثلاثة أدوار، مما أدى إلى إصابة العشرات منهم، من بينهم 15 طفلا بجراح. وذكرت مصادر فلسطينية أن أفراد العائلة نجوا من الموت المحقق بأعجوبة، حيث كانوا نياما عندما تم القصف.

من ناحيته، قال الجيش الأسرائيلي أنه استهدف منزل صلاح في المخيم بعد أن وصلت أنباء عن وجود أحمد الغندور، قائد كتائب القسام في شمال قطاع غزة فيه، وهو أحد المرشحين لخلافة نائب القائد العام أحمد الجعبري الذي اغتالته إسرائيل يوم الثلاثاء الماضي. ونقلت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله إن الغندور كان موجودا في أحد البيوت في المخيم، مما أدى إلى اتخاذ قرار على أعلى المستويات بتدمير البيت رغم وجود مدنيين به. وزعم المراسل العسكري للقناة أن الغندور تمت ترقيته بعد اغتيال قائد القسام أحمد الجعبري الأربعاء الماضي.

وكانت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي قد اعلنت أن المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن قد أقر تصفية عدد من القيادات السياسية في حركة حماس. ويعتقد أن هذا الذي منع رئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية من استقبال وزير خارجية تونس رفيق عبد السلام الذي شرع في زيارة لغزة أمس على رأس وفد يضم 11 وزيرا.

إلى ذلك، ذكرت الإذاعة العبرية أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بني غانتس أمر بتصعيد الهجمات على قطاع غزة. ويذكر أنه في أعقاب هذا الأمر شرع الجيش الإسرائيلي في استخدام قصف المدفعية على نطاق واسع. وقالت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها تمكنت من اختراق 5 آلاف هاتف جوال لضباط وجنود إسرائيليين يشاركون في العدوان على غزة. وأوضحت السرايا في بيان مقتضب أمس أن جهاز الاستخبارات التابع لها أرسل رسائل تحذيرية لضباط وجنود إسرائيليين، مشيرة إلى أنها ستنشر الدفعة الأولى من هذه الأسماء على موقعها الإلكتروني. وجاء في نص الرسالة التي أرسلتها السرايا باللغة العربية «سنجعل غزة مقبرة لجنودكم ونجعل تل أبيب كتلة لهب».

في المقابل، بعثت إسرائيل بنحو 12 ألف رسالة نصية إلى جوالات في غزة، تحذر من قرب تنفيذ المرحلة التالية من الحملة العسكرية على غزة، في إشارة إلى عملية «عمود السحاب». وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أمس أن الجيش الإسرائيلي دعا المواطنين فيها إلى الابتعاد عن أفراد حركة حماس، مؤكدا أن المرحلة التالية من الحملة «على الأبواب».