الكنائس المصرية تنسحب رسميا من الجمعية التأسيسية للدستور

قالت إنه لا يعبر عن هوية البلاد التعددية الراسخة عبر الأجيال

TT

منهية جدلا استمر لنحو خمسة أشهر حول بعض مواد الدستور المصري المزمع كتابته، أعلنت الكنائس المصرية أمس انسحابها من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور الجديد، اعتراضا منها على ما قالت إنه «بعض الممارسات في الجمعية».

وتلا الأنبا باخوميوس أسقف عام البحيرة قائمقام بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية في مؤتمر صحافي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون (100 كيلومتر شمال غربي القاهرة) بيان الكنائس المصرية قائلا: «تابعت الكنائس المصرية باهتمام أعمال الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور المصري، ودرست حصيلة مسودات الدستور خلال قيام فترة عملها، كما حضر ممثلو الكنائس جلسات الجمعية العامة واللجان الفرعية، ورصدت الكنائس باهتمام نتائج أعمال الجمعية على مؤسسات الدولة المختلفة وفئات الشعب المصري بصفة عامة والرأي العام القبطي بصفة خاصة».

وأضاف البيان: «استشعرت الكنائس المصرية عدم ارتياح عام للاتجاهات التي سادت كتابة النصوص الدستورية المطروحة واستشارت اللجان الفرعية، فالدستور المزمع صدوره بصورته الحالية لم يحقق التوافق الوطني المنشود ولا يعبر عن هوية مصر التعددية الراسخة عبر الأجيال، وخرج عن التراث الدستوري المصري الذي ناضل من أجله المصريون جميعا، مسلمون ومسيحيون، وانتقاص من الحقوق والحريات والمواطنة التي اكتسبها المصريون عبر العصور».

وتابع الأنبا باخوميوس قائلا: «شارك الأعضاء الممثلون لكنائسنا بروح المحبة والانفتاح والوطنية خلال مشاركتهم في أعمال الجمعية في تفاعل تام مع مختلف الأطياف، إلا أن المحصلة جاءت على غير ما توقعنا من توافق وطني».

وأضاف: «حفاظا على الهوية المصرية فالأمر دفعنا إلى الانسحاب من الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور، آملين أن نصل مع باقي الشعب المصري ومؤسساته وقواه الوطنية إلى إنجاز دستوري يعبر عن طموحات المصريين بالحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية ومدنية الدولة المصرية، وندعو الله أن يوفق بلادنا إلى كل ما فيه خير وطننا الحبيب وشعبه الأصيل».

وكان ممثلو الكنائس المصرية قد عقدوا اجتماعا يوم الخميس الماضي اتفقوا خلاله على الانسحاب من الجمعية التأسيسية المعنية بكتابة الدستور الجديد احتجاجا على بعض مواد مسودة الدستور التي تم إعلانها. وتم عرضه على البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية قبل إصداره بتوقيع الأنبا باخوميوس قائمقام البطريرك لتجنيب البابا الجديد أي حرج.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر كنسية تحدثت معها أن اجتماع الخميس الماضي شاركت فيه 50 شخصية سياسية وبرلمانية ودينية من مختلف الطوائف المسيحية، إضافة إلى ممثلي الكنائس المختلفة في الجمعية التأسيسية واستمر الاجتماع ثلاث ساعات. وقالت المصادر إن الاجتماع انتهى إلى أربعة اقتراحات طرحت للتصويت، هي: «تجميد العضوية في الجمعية التأسيسية، أو تقديم مذكرة اعتراضات لرئيس الجمعية المستشار حسام الغرياني، أو رفض الانسحاب والاستمرار في التأسيسية، أو الانسحاب الكامل وفورا من الجمعية». وأضافت المصادر أن الاقتراح الرابع الخاص بالانسحاب الفوري صوت له 43 من الحاضرين بينما صوت خمسة فقط لصالح تجميد العضوية بينما صوت اثنان فقط لصالح الاستمرار في التأسيسية. من جهة أخرى، أنهت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية استعداداتها لحفل تجليس البابا الجديد الذي سيقام اليوم الأحد حيث تم نصب خيام في كل ساحات الكاتدرائية وتم وضع اللافتات الإرشادية عند المداخل الأربعة للكاتدرائية فيما انتشرت أفراد فرق الكشافة الكنسية داخل القاعة الكبرى بالكاتدرائية لترتيب المقاعد ووضع أسماء الضيوف عليها.