النظام يواصل قصف العاصمة و«الجيش الحر» يسيطر على مطار «الحمدان العسكري»

رئيس أركان «الجيش الحر» لـ «الشرق الأوسط»: المطار كان يستخدم محطة للقصف وإطلاق الصواريخ من قبل قوات النظام

عنصر من «الجيش الحر» يمشي على صور للرئيس السوري الأسد بأحد شوارع حلب القديمة أمس (رويترز)
TT

في وقت تجدد فيه القصف العنيف على الأحياء الجنوبية في دمشق ومدن الريف وبلداته، تمت محاصرة العاصمة عبر إغلاق مداخلها وانتشار أمني واسع ومنع السيارات من الدخول إليها، بحسب الهيئة العامة للثورة السورية. في موازاة ذلك، تمكن الجيش السوري الحر، أمس، من السيطرة بشكل كامل على مطار الحمدان العسكري في البوكمال بريف دير الزور على الحدود مع العراق، بينما استمرت الاشتباكات في مناطق سورية عدة، ولا سيما في حلب. ووصل عدد قتلى أمس، كحصيلة أولية، بحسب لجان التنسيق المحلية، إلى 104، بينهم 35 في دمشق وريفها، و16 في دير الزور، و16 في حلب.

وقد أفادت «شبكة شام» بأنه قد تم إغلاق مداخل حي نهر عيشة في دمشق، بالكامل من قبل قوات جيش النظام، وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات منعت خروج الأهالي من الحي. وتحدث اتحاد تنسيقيات الثورة عن سقوط 5 قتلى وعدد من الجرحى جراء القصف العنيف على مخيم اليرموك بدمشق. بينما ذكرت لجان التنسيق المحلية أن اشتباكات عنيفة دارت بين «الجيش الحر» وقوات النظام في حي برزة.

وقال رئيس أركان «الجيش الحر»، العقيد أحمد حجازي، لـ«الشرق الأوسط»: «إن مطار الحمداني كان يمثل المعقل الأخير لقوات النظام في دير الزور الجنوبي، وبذلك تكون المنطقة قد أصبحت بأكملها تحت سيطرة (الجيش الحر)». وفي حين لفت إلى أن هذا المطار كان يستعمل للحوامات فقط، بعدما أعاد النظام ترميمه، أشار إلى أنه «كان يستعمل خلال الثورة كنقطة أساسية ومركز للعصابات والشبيحة، واستخدامه محطة للقصف وإطلاق الصواريخ باتجاه المدنيين والأحياء المجاورة».

كذلك، أكد حجازي أن قوات النظام عمدت أمس إلى تكثيف قصفها نحو أحياء العاصمة ووسطها، ولا سيما من مقر قيادة الفرقة الرابعة الموجودة على طريق المزة.

في موازة، ذلك شن الطيران الحربي للنظام غارات على مدن الغوطة الشرقية بريف دمشق، وأشارت «شبكة شام» إلى أن القصف بالمدفعية الثقيلة والطيران الحربي شمل مدن زملكا وعربين وحرستا ومعظم مدن وبلدات الغوطة الشرقية، كما شن جيش النظام حملات دهم واعتقال في بلودان.

وذكرت الهيئة العامة للثورة أن قصف قوات النظام على بلدتي البلالية ودير سلمان بريف دمشق أثار حالة هلع وذعر بين الأهالي، كما أعدمت قوات النظام ميدانيا، بحسب الهيئة، شخصا من ذوي الاحتياجات الخاصة مصابا بمرض التوحد، ذبحا بالسكين، بعدما قامت في وقت سابق باعتقاله وضربه ضربا مبرحا.

وفي حلب، لم تهدأ الاشتباكات بحسب ما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية، منذ صباح أمس، لافتة إلى اشتباكات عنيفة وقعت في منطقة الليرمون بين مقاتلي «الجيش الحر» وقوات النظام.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن أن المواجهات اندلعت بعد انفجار سيارة مفخخة استهدفت تجمعا عسكريا لقوات النظام.

كذلك أشار المرصد إلى سماع دوي أصوات انفجارات متلاحقة في حي الحمدانية جنوب غربي حلب التي تشهد معارك يومية منذ أربعة أشهر للسيطرة عليها. وأشارت «شبكة شام» على تعرض بلدة أورم الكبرى بريف حلب لقصف عنيف من الطيران الحربي للنظام.

كما قصف الطيران الحربي بلدة كفرناها في ريف حلب بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» وقوات النظام في المنطقة. وأفاد المرصد بتعرض قرى وبلدت حريتان وعندان وبردى ودارة عزة بريف حلب للقصف من قبل القوات النظامية. كما ذكرت لجان التنسيق المحلية أن عددا من أفراد «الجيش الحر» من بلدة التوامة قتلوا إثر اشتباكات مع جيش النظام داخل الفوج 46، لافتة إلى قصف دارة عزة بحلب بالبراميل المتفجرة.

وفي حمص، تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات على أحياء المدينة القديمة وفق «شبكة شام»، في حين تحدثت الهيئة العامة للثورة عن إصابة عشرات المدنيين جراء القصف العنيف لقوات النظام على مدينة الرستن ومنطقة الحولة بريف المحافظة وتهدم الكثير من المنازل. كما ذكر المرصد السوري أنه تمت محاصرة حمص القديمة وسمعت أصوات انفجارات هزت إرجاء مدينة حمص.

وفي دير الزور شرقا، أفادت «شبكة شام» بتجدد القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات على معظم أحياء المدينة، كما وقعت اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» وجيش النظام في محيط كتيبة المدفعية بمدينة الميادين في ريف المحافظة.

بينما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل مقاتل من الثوار صباحا في اشتباكات مع قوات النظام في حي الجبيلة بدير الزور، كما هز المدينة انفجار صباحا.

وأعلنت لجان التنسيق أن قوات النظام أطلقت صاروخ أرض - أرض على حي الشيخ ياسين في دير الزور.

في المقابل، أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بأن وحدة من القوات المسلحة اشتبكت مع من وصفتهم بالإرهابيين في حي الجبيلة بدير الزور، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات منهم.

وفي درعا جنوبا، اقتحم جيش النظام حي القصور بالدبابات وشن حملة دهم للمنازل واعتقالات، وسط انتشار أمني كثيف في بقية الأحياء وفق «شبكة شام». في حين ذكرت الهيئة العامة أن حملة مداهمات قامت بها قوات النظام مدعومة بالدبابات لحيي السبيل والقصور بدرعا المحطة مع محاصرة الحيين.

وتعرضت داعل، بحسب لجان التنسيق، لقصف عنيف بالهاون والمدفعية من قوات النظام، بنيما شهدت منطقة علما حالة نزوح كثيف لمعظم السكان من البلدة باتجاه الأردن والبلدات المجاورة بسبب تصعيد القصف والاعتداءات على البلدة.

أما في مدينة اللاذقية الساحلية، فأفادت الهيئة العامة بأن قوات الأمن وما يعرف بالشبيحة الموالين للنظام اقتحموا حي الطابيات بالمدينة وشنوا حملات دهم واعتقالات وتخريب للمنازل.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن جبل الأكراد تعرض لقصف عنيف من دبابات النظام على قريتي كنسبا وأرض الوطى بمعدل قذيفة كل دقيقة.

وفي الحسكة، حيث بدأت الحياة تعود تدريجيا إلى بلدة رأس العين التي كانت أول منطقة يسيطر عليها الجيش السوري الحر في المحافظة، لوحظ عودة أبناء المنطقة التي هدم جزء كبير منها، من عرب وأكراد وتركمان وشركس وشيشان، إلى ديارهم، بعدما توقف الطيران العسكري التابع لقوات النظام عن قصف البلدة.

ولم تستثن إدلب من القصف المستمر بحسب لجان التنسيق، فقد تعرضت معرة النعمان للقصف بالطيران الحربي ونفذت حملة اعتقالات طالت عددا من المواطنين في حي الشيخ تلت، كما شنت مقاتلات النظام 3 غارات جوية على معرة النعمان وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المدينة.

وتعرضت، بحسب المرصد، بلدتا تفتناز وأحسم بريف إدلب للقصف من قبل القوات النظامية التي نفذت في الوقت عينه حملة مداهمات واسعة.