وزراء الخارجية العرب يتفقون على زيارة غزة ودعم الجهود المصرية للتهدئة

رئيس وزراء قطر: إخواننا في فلسطين يحتاجون إلى الصراحة

جانب من اجتماع وزراء الخارجية العرب أمس (رويترز)
TT

قرر وزراء الخارجية العرب في اجتماع طارئ في القاهرة أمس أن يقوم عدد منهم بزيارة قطاع غزة الذي يتعرض لحملة عسكرية إسرائيلية.

وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع إنه سيكون ضمن وزراء الخارجية الزائرين، فيما سيكون أول اتصال من نوعه بين الحكومة الفلسطينية وحركة حماس التي تسيطر على القطاع.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في المؤتمر الصحافي إن الأمانة العامة للجامعة ستتلقى إخطارات وزراء الخارجية الراغبين في زيارة التضامن مع غزة اعتبارا من غد الأحد، وإن الزيارة قد تحدث خلال أيام. وقال بيان صدر عقب الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس إن الدول العربية تؤيد مساعي مصر لوقف الهجوم الإسرائيلي على غزة.

وأضاف البيان أن الوزراء عبروا عن تأييد ودعم الجهود التي تبذلها جمهورية مصر العربية بالتنسيق مع فلسطين لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة... والتوصل إلى تهدئة.

وعقد وزراء الخارجية العرب، مساء أمس، اجتماعا تشاوريا بمقر الجامعة العربية بحضور الأمين العام للجامعة، وذلك قبيل بدء الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وجرى خلال الاجتماع التشاوري النقاش حول القرارات المقرر اتخاذها في الاجتماع الوزاري، التي تهدف إلى العمل لوقف العدوان الإسرائيلي على أهل قطاع غزة، وسبل توفير الاحتياجات الإنسانية والطبية لأهل القطاع.

وقال محمد كامل عمرو وزير الخارجية المصري، في كلمة في افتتاح الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية: «إن عملية السلام أصبحت عملية، وليست سلاما». وأضاف: «آن الأوان أن نقوم نحن العرب بإعادة النظر في هذه الاستراتيجيات، فهناك لجان تعمل بدون فائدة، والأرض الفلسطينية تلتهم يوما بعد، وأخشى أنه بعد سنوات قليلة أن لا يكون هناك أرض للتفاوض بشأنها».

وقال أيضا إنه «آن الأوان لاتخاذ القرارات، وأن نكون على مستوى تطلعات شعوبنا، وأرجو أن نكون على مستوى المسؤولية»، وأضاف: «إن مصر تقف مع أشقائها في غزة في محنتهم وتقدم لهم كل المساعدات وكل المتطلبات، ولن تسمح بحصار يجوعهم ويحرمهم من أساسيات الحياة، ومصر لن تشارك ولن تسمح بفرض حصار عن غزة»، مشيرا إلى أن بلاده سوف تفتح المعابر «أمام المعونات والمساعدات التي ستقدم لغزة لتلبية ما يحتاجه أشقاؤنا الفلسطينيون هناك».

ومن جانبه، أكد الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء دولة قطر ووزير الخارجية ورئيس وفدها في الاجتماع الوزاري على ضرورة مساندة موقف مصر إزاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، معتبرا أن اجتماعات وزراء الخارجية العرب مضيعة للمال العام والوقت وهناك حاجة إلى مواقف عملية، مشيرا إلى أن «الذئاب تأكل النعاج، وهم (في إشارة للإسرائيليين) ليسوا بذئاب، ولكن أغلبنا نعاج».

وأضاف: «إننا نعرف ما جرى في العدوان الذي وقع في عام 2008، ونعرف من تآمر ومن لم يتآمر على القضية الفلسطينية». وأردف: «إن إخواننا في فلسطين يحتاجون إلى الصراحة؛ فلا يجب أن نعطيهم أملا أكبر مما نستطيع أن نعمله»، لافتا إلى أن أقل الأمور، وهي الاعتمادات المالية التي سبق اتخاذ قرار سابق بها، لم يصل منها شيء.

وأضاف أننا لن نعلن الحرب، ونحن ندعو لعملية سلمية لن تتم، أما كيف نساعد أشقاءنا في قطاع غزة وكل فلسطين، من خلال الالتزام بالمبالغ التي أعلن عنها.. ويجب أن نقرر ما سوف نعمل، وليس أن نقرر ولا نعمل، قائلا إنه «لا عملية سلام تسير ولا مباحثات تسير ولا (رباعية) تسير، نحتاج رؤية واضحة وكاملة في هذه العملية، وليس الدعاية والبهرجة للجمهور العربي الذي استمع كثيرا لما قلناه».

ودعا رفيق عبد السلام وزير الخارجية التونسي إلى مساندة الموقف المصري الداعم لقطاع غزة، وتوفير غطاء عربي ليكون هناك قرار مصري عربي برفع الحصار، كما اقترح تشكيل وفد وزاري عربي لزيارة غزة لمعاينة الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي، مشيرا إلى أن مصر تبذل جهودا كثيرة لدعم أهل غزة، وهي تحتاج إلى غطاء عربي ليكون هناك قرار مصري عربي برفع الحصار، مشيرا إلى أنه سبق صدور هذا القرار عن مجلس الجامعة العربية ولكنه يحتاج إلى تفعيل.

وقال عبد السلام: «إننا نحتاج إلى مراجعة مواقفنا الكبرى حتى لا نبيع الأوهام لشعوبنا». وأضاف: «يجب على إسرائيل أن تفهم أن مياها كثيرة تغيرت في النهر العربي، ولم يعد مقبولا أن تقصف دون رقيب أو حسيب».

وطالب الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية بمراجعة كل المبادرات السابقة، ،. وقال العربي إن على لجنة المبادرة صياغة توصيات محددة بشأن مراجعة الموقف العربي في الصراع العربي - الإسرائيلي وتقديمها لاجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية، داعيا إلى وقفة جادة وإجراء تقييم شامل، وقال إنه لا فائدة من المبادرات الناقصة، ولا بد من الضغط على الدول الكبرى وإعادة القضية إلى مجلس الأمن.

وتابع أنه لا يجوز أن تمر الجرائم الإسرائيلية دون عقاب لأنها جرائم حرب لا تسقط بالتقادم. وقال إن الحقيقة التي يعرفها العالم أنه لا حل ولا سلام ولا استقرار للمنطقة على اتساعها إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف: «يجب إجراء تقييم ومراجعة شاملة للاستراتيجية العربية تجاه الاحتلال، أي معالجة صلب المشكلة وعدم الاكتفاء بمعالجة الأطراف».

وأضاف أن إسرائيل تخيلت أن الشعوب العربية انشغلت بالربيع العربي مما يفتح لها باب التحرك للعربدة في الأراضي الفلسطينية، ولكن ما يحدث في العواصم العربية يؤكد أن قضية فلسطين هي قضية العرب المركزية، وأنه لا استقرار في المنطقة وفلسطين محتلة.

وقال الدكتور العربي أيضا: «إننا نتعهد للشعب الفلسطيني بالعمل لوقف العدوان وكسر الحصار وفتح المعابر»، داعيا الشعب الفلسطيني إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية باعتبارها الضمانة الوحيدة لإقامة الدولة الفلسطينية، مضيفا أن المجلس الوزاري العربي مدعو إلى إعادة النظر في الآليات العقيمة التي تعالج النزاع العربي - الإسرائيلي.

وتابع العربي قائلا إنه من حقه أن يتساءل: ما جدوى استمرار عملية السلام، وجدوى استمرار الرباعية الدولية برعاية عملية السلام؟ وأردف: «نريد إقامة دولة فلسطينية، وتحقيق السلام»، وقال إن شروط تحقيق السلام واضحة.