الشيخ الأسير يعلق قرار تشكيل تنظيم مسلح.. ويتهم «14 آذار» بتشويه صورته

إطلاق نار متبادل بمحيط مسجد للشيعة في صيدا

TT

تنفست مدينة صيدا ارتياحا مع إعلان إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير، تعليق قرار تشكيل تنظيم مسلح في الوقت الراهن؛ «لفتح المجال وإبقاء الباب مفتوحا لمزيد من التشاور والنصائح في هذا الموضوع»، لكنه وجه انتقاداته، بعد حزب الله، إلى قوى 14 آذار، متهما إياها بتشويه صورته.

لكن إعلان الأسير لم يبدد مخاوف المدينة من صدامات أخرى، وفتنة بين الشيعة والسنة، إذ سجل ليل الجمعة – السبت حادث إطلاق نار مجهول المصدر على مجمع السيدة فاطمة الزهراء الشيعي الذي يشرف عليه الشيخ عفيف النابلسي في المدينة. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن الجيش اللبناني عزز وجوده وانتشاره في مدينة صيدا، حيث أقام نقاطا ثابتة ومتنقلة، وسير دوريات مؤللة وراجلة للحفاظ على الأمن والاستقرار بعد الحادث الأمني الذي تعرض له مجمع الزهراء منتصف ليل أول من أمس، حيث أقدم مجهولان على إطلاق النار على المجمع بعدما تسللا من خلف تلة ترابية تشرف على المجمع، ورد حراس المجمع على مصادر النيران، ولم يبلغ عن وقوع إصابات. على الأثر حضرت إلى المكان الأجهزة الأمنية وعاينت الحادث وفتحت تحقيقا لمعرفة الفاعلين.

ويعد هذا المركز الذي يقع في الطرف الجنوبي من صيدا، بمحاذاة مباني الجامعة اللبنانية، المركز الشيعي الوحيد في قلب المدينة، ويشرف عليه الشيخ عفيف النابلسي المقرب من حزب الله.

من جهته، أعلن الشيخ أحمد الأسير عن «تشكيل كتائب مقاومة صيداوية لمجابهة العدو الصهيوني فقط»، موضحا أنه «نظرا للبيان الوزاري الذي كرس الثالوث الذي نرفضه إلا أنه قائم (الجيش والشعب والمقاومة)، نرى من الضروري تأليف (كتائب صيدا المقاومة)»، مشيرا إلى أنه «بناء على إصرار الكثير من الإخوة على إعطاء ملف تشكيل (كتائب صيدا المقاومة) المزيد من التشاور؛ لذا نعلق هذا البند من أجل إفساح المجال في المشاورات؛ لأنهم طلبوا منا ألا تكون المقاومة محصورة فقط بصيدا، وإنما بكل لبنان».

وانتقد الأسير قوى «14 آذار»، متهما إياها بتشويه صورته «وصورة إخواني»، وقال: «أنصحكم بأن تتقبلوا أحمد الأسير وغيره لأن حركته ستزداد في لبنان والمنطقة، وتعودوا على التدين ولا تدفعوه إلى الظلمة». ودعا بعض قادة 14 آذار لأن يصدقوا مع شعبهم «الطيب البطل الذي نزل إلى الشارع في 14 آذار وطرد الجيش السوري المجرم من لبنان»، مشيرا إلى «أننا لا نراهن هنا على من ذهب إلى الدوحة وساوم على دم رفيق الحريري، بل نراهن على الشرفاء الأبطال الذين لا يركعون إلا لله».

وعن حادثة تعمير عين الحلوة الأحد الماضي، اتهم الأسير مسؤول حزب الله في صيدا بمحاولة اغتياله، لافتا إلى أن الرصاصة التي أصيب بها مسؤول حزب الله زيد الضاهر «انطلقت من مسدس الشاب المصري الذي كان مصابا ولا يزال يطلق النار». وعرض الأسير صورا للرايات التي كانت مرفوعة في التعمير وتساءل: «هل هذه رايات عشورائية أم أنها رايات حزبية واستفزازية؟»، مجددا التأكيد على أن المشكلة ليست مع الطائفة الشيعية، بل مع حزب الله.

وأعلن الأسير عن اعتصام مفتوح «استنكارا لما يحصل في غزة ولما يفعله المجرم في سوريا»، في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد.

بدوره، رفض الأمين العام لـ«تيار المستقبل» أحمد الحريري «خيار التسلح والخطاب المذهبي لتجييش الجمهور أو خلق صراع سني - شيعي»، مشيرا إلى «وجود خلافات مع الأسير بشأن خطاباته العالية السقف والتحرك على الأرض». ولفت إلى «وجود محاولات لعدم محاسبة مطلقي النار على مرافقي الأسير وهو أمر غير مقبول»، داعيا إلى «وأد الفتنة كي لا تمتد إلى المناطق الأخرى». وقال: «في حال اختار الأسير تسليح جماعته فهو بالتالي يحاول إحباط وضرب الطائفة السنية».

من جهته، حذر منسق اللجنة المركزية في حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل من أن إعلان الشيخ أحمد الأسير عن إنشاء فصائل عسكرية، «هو نتيجة طبيعية لوجود سلاح حزب الله، وهو ما حذرت منه قوى 14 آذار على مدى السنوات المنصرمة». واعتبر أن حزب الله بهذه الطريقة «يعزز الوجود السني المتطرف مكان السني المعتدل».

وكشف الجميل عن أن الإعلام يبث خطاب الأسير المتعلق بحزب الله والذي يظهر فيه كأنه المتطرف في 14 آذار، إلا أن الأخطر لا يظهر إلى الإعلام، وهو الشق الديني الذي يرفض الدولة المدنية، ويتناقض مع الدستور ومع طبيعة لبنان ومع التعددية في لبنان.