أجرى نائب رئيس مكتب العلاقات الخارجية بحكومة إقليم كردستان العراق محادثات مع السفير الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين تركزت حول الوضع الإقليمي وآخر المستجدات على الساحة السورية، وخاصة ما يتعلق بالجانب الإنساني الذي تتحمل حكومة الإقليم جزءا من المسؤولية الدولية فيه عبر إيواء عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين بمخيماتها ومدنها.
وفي اتصال مع «الشرق الأوسط» من مقر إقامته الحالية بنيويورك قال ديندار زيباري إنه التقى بالممثل الدائم لروسيا الاتحادية المعتمد لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين بمقر الممثلية الروسية. وحضر اللقاء مسؤول ملف العراق في الممثلية، والمستشار سلوان سنجاري عن الممثلية الدائمة للعراق، وتناولت المحادثات عدة مواضيع متعلقة بالوضع الإقليمي، وخاصة ما يتعلق بالشأن السوري، وأضاف قائلا «أكدنا للسفير الروسي أن من أهداف زيارتنا الحالية إلى نيويورك هو حشد الدعم الدولي لمساعدة حكومة الإقليم فيما يتعلق بوضع اللاجئين السوريين الذين وصل عددهم مؤخرا إلى أكثر من أربعين ألفا، والعدد مرشح للزيادة خاصة مع قدوم فصل الشتاء واشتداد العنف داخل سوريا، مما يضع حكومة الإقليم في وضع حرج على الرغم من أنها لم تتردد بتقديم كل المساعدات الإنسانية الممكنة لهؤلاء اللاجئين، وخاصة أنهم يشكلون حاليا نسبة 90 في المائة من مجموع اللاجئين إلى كردستان من دول الجوار».
وأشار زيباري إلى أنه أوضح للسفير الروسي أن حكومته قامت ببذل كل الجهود الممكنة للإيفاء بما تقتضيه الاعتبارات الإنسانية والأخلاقية تجاه محنة اللاجئين السوريين، معتمدا بذلك على إمكاناته الخاصة ودون الحصول على أي مساعدات من المجتمع الدولي، وسوف تواصل هذه الجهود لتقليل معاناة اللاجئين، ولكنها بالتأكيد ستحتاج إلى دعم دولي لتتمكن من تحقيق ذلك. وحول الموقف الكردي من المسألة السورية قال زيباري «لقد أوضحنا للسفير الروسي أن قيادة إقليم كردستان حرصت منذ بداية الأزمة على الدفع باتجاه الحلول السلمية للأزمة السورية، والعمل من أجل بناء مجتمع مستقر في سوريا». ونقل زيباري موقف روسيا الاتحادية بهذا الصدد وقال إن «الممثل الدائم لروسيا الاتحادية أبلغنا تقدير حكومته لدور حكومة الإقليم في دعم واستقبال اللاجئين السوريين ورعايتهم، وأكد على المواقف المحايدة لقيادة إقليم كردستان العراق من الأزمة السياسية السورية، وعدم الانزلاق إلى الشأن الداخلي لدولة جارة»، مؤكدا أن «الموقف الروسي هو دعم الحلول السلمية والتغيير الديمقراطي في سوريا، وتجنب أي تدخل دولي بهذا الشأن».