حكومة كردستان تكثف تحركاتها لانتزاع قرار دولي يدين جرائم صدام

الكويت وروسيا تؤكدان دعمهما لقرار في هذا الصدد

TT

كثفت حكومة إقليم كردستان جهودها الدبلوماسية من أجل توثيق الجرائم التي ارتكبها نظام الرئيس العراقي السابق ضد الشعب الكردي، وأرسلت لهذا الغرض عددا من الوفود إلى مختلف دول العالم من أجل حشد الدعم الدولي لاستصدار قرار من الأمم المتحدة بهذا الشأن.

ونجحت الدبلوماسية الكردية في انتزاع اعتراف من لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان السويدي باعتبار الجرائم التي ارتكبها النظام السابق ضد الشعب الكردي جرائم إبادة بشرية، بينما تسعى لجنة حقوق الإنسان التابعة لبرلمان كردستان حاليا للحصول على اعتراف فنلندي أيضا في هذا الاتجاه. فقد أبلغ سالار محمود، رئيس اللجنة، الموجود حاليا في العاصمة الفنلندية هلسنكي على رأس وفد برلماني، «الشرق الأوسط»، أن «الوفد الكردي التقى نائبة وزير الخارجية الفنلندي تاريا كانتولا وتباحث معها حول الكثير من المسائل المتعلقة بوضع الإقليم، في ظل التطورات والأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط حاليا، وأنه دعا الجانب الفنلندي إلى فتح قنصلية له في إقليم كردستان، كما طلب من الحكومة الفنلندية العمل عبر البرلمان الفنلندي والاتحاد الأوروبي لإدراج جرائم صدام ضمن الجرائم ضد البشرية (الجينوسايد)، وأن تبدي هذه الحكومة دعمها للجهود التي تسعى إليها حكومة إقليم كردستان لكسب التعاطف الدولي مع هذه القضية الإنسانية». وأشار محمود إلى أن نائبة وزير الخارجية الفنلندي أكدت أن «الحكومة الفنلندية ستدرس بإمعان هذا الملف المتعلق بجرائم النظام السابق، وستتخذ الإجراء المناسب للتعامل معه».

وفي سياق متصل، التقى نائب رئيس دائرة العلاقات الخارجية بحكومة إقليم كردستان، ديندار زيباري، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، الممثل الدائم لروسيا الاتحادية المعتمد لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين. وأبلغ زيباري «الشرق الأوسط»، في اتصال من مقره بنيويورك، أن «اللقاء تناول عدة مواضيع متعلقة بالوضع الإقليمي وتطورات الأحداث السورية إلى جانب الوضع السياسي والأمني في العراق». وأضاف أنه أبلغ ممثل روسيا أن حكومة الإقليم «تدعو الجانب الروسي إلى دعم جهودها الرامية إلى إدراج الجرائم التي ارتكبها النظام السابق ضد الشعب الكردي ضمن الجرائم ضد البشرية، وأن تساعد روسيا الاتحادية لاستصدار قرار دولي لإدانة تلك الجرائم»، وقال: «إن السفير الروسي أكد أن حكومته يهمها تحقيق الاستقرار في العراق وسير العملية الديمقراطية إلى الأمام، وبالمقابل فإنها تدعم أي جهود لحكومة الإقليم أو العراق تصب في مجال توثيق الجرائم بحق الكرد في العراق ضمن إطار دولي يعترف بذلك السلوك، ويصنفه على أنه جريمة بحق الإنسانية، من أجل عدم تكرار مثل هذا السلوك في أي بقعة بالعالم، وأن روسيا سوف تكون متجاوبة مع أي توجه في هذا القبيل».

وقال نائب رئيس دائرة العلاقات الخارجية بحكومة إقليم كردستان في اتصاله إنه التقى أيضا الممثل الدائم لدولة الكويت المعتمد لدى الأمم المتحدة، منصور العتيبي، الذي أكد له أن حكومة بلاده «ستكون مشجعة جدا وداعمة لأي مساع لتوثيق جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها النظام السابق ضد الكرد، ووعد بدعم أي اقتراح أو مشروع يصدر في هذا الاتجاه».