ليبرمان: أهداف «عمود السحاب» ثلاثة.. استعادة الهدوء والردع والقضاء على السلاح

الخشية من نتائج عكسية والإضرار بالعلاقات مع دول الجوار ومعارضة أميركا قد تبطل عملية برية

مواجهات فلسطينية مع الجيش الإسرائيلي في حوارة جنوب نابلس أمس (إ.ب.أ)
TT

قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إنه يوجد 3 أهداف رئيسية لعملية «عمود السحاب» المستمرة على قطاع غزة، وهي «استعادة الهدوء إلى منطقة جنوب البلاد، واستعادة الردع الإسرائيلي، والقضاء على مخزون الصواريخ البعيدة المدى للتنظيمات الإرهابية في القطاع». وأضاف: «إن الطريق الوحيد الذي يحفظ للمواطنين الإسرائيليين الحياة الآمنة المطمئنة يتمثل بخلق قوة ردع حقيقية، من خلال توجيه رد حاسم إلى الجانب الآخر». ولم يتطرق ليبرمان أمس إلى إمكانية الدخول في عملية برية في الوقت الذي تعطي فيه إسرائيل إشارات من هذا النوع، بل قال إن إسرائيل وعلى الرغم من أن جيشها مستعد لعملية برية، لا ترغب في خوض حرب شاملة، غير أنه اعتبر أن المباشرة في عملية كهذه «لا يجوز وقفها، بل إنه يجب الذهاب حتى النهاية». ومن وجهة نظره، فإن النهاية تعني إسقاط حكومة حماس، وهذا من وجهة نظره «متروك للحكومات القادمة، وليس لهذه الحكومة». وتأكيدا على حديث ليبرمان، وبخ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزراءه الذين عبروا عن رغبتهم في اجتثاث حركة حماس، معتبرا أن هدف حكومته هو تحقيق الردع الإسرائيلي فقط أمام منظمات المقاومة وعلى رأسها حماس والجهاد.

وجاء حديث ليبرمان بينما أعطى رئيس الأركان الإسرائيلي بيني غانتس، في نهاية جلسة تقييم أمني، أمس، الأوامر بتصعيد الهجمات على القطاع.

وفعلا شرعت مدفعية الميدان الإسرائيلية بقصف أهداف معينة لأول مرة منذ بدء الحرب الحالية.

وتحاول إسرائيل الإيحاء بقرب عملية برية من خلال استدعاء قوات الاحتياط وإقناع العالم بذلك، وقالت صحيفة «يديعوت أحرنوت» أمس: «إن إسرائيل وجهت رسالة لكثير من دول العالم، بأنه لا مناص من تنفيذ عملية عسكرية برية في قطاع غزة».

وأضافت أنه «على الرغم من تأكيد الحكومة الإسرائيلية أن العملية ليست عملية واسعة كما كانت عليه عملية الرصاص المصبوب عام 2008، فإنها وجهت رسائل لكثير من دول العالم، تقول إنه لا مناص من نشاطات برية للجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة». وتابعت القول إنه «في إطار هذه الجهود فإن الحكومة الإسرائيلية وجهت اليوم (أمس) رسائل لكثير من دول العالم مفادها أن الجيش مضطر لتوسيع رقعة عملياته في قطاع غزة لتشمل عمليات برية».

وبحسب «يديعوت» فإن وزارة الخارجية الإسرائيلية تحاول إقناع دول العالم بهذه العملية البرية وضرورة تنفيذها من خلال حملة إعلامية لإظهار صور ومناظر لقصف للمنازل الإسرائيلية، إلى جانب صور من معاناة وإصابات النساء والأطفال في إسرائيل.

ومن غير المعروف إلى أي حد يمكن أن تتورط إسرائيل في عملية برية، إذ قد تأتي بنتائج عكسية على أبواب الانتخابات الإسرائيلية، إضافة إلى مواقف الدول الرافضة لمثل هذه العملية.

وتجري مصر مشاورات حثيثة مع دول إقليمية وعالمية ومع حماس والجهاد للتوصل إلى صيغة اتفاق، كما دخلت فرنسا على الخط، إذ من المقرر أن يزور وزير الخارجية الفرنسي لوران بايوس اليوم رام الله وتل أبيب لبحث تطور الأوضاع في غزة، ومحاولة التوصل إلى تهدئة، على أن يتبعه الثلاثاء أو الأربعاء الأمين العام للأمم المتحدة.

وثمن عباس، أمس، الدور الكبير الذي تقوم به مصر رئيسا وحكومة وشعبا في دعم الشعب الفلسطيني، وجهودها من أجل إيقاف العدوان الإسرائيلي وتحقيق التهدئة في قطاع غزة، مطالبا بمواصلة الجهود المصرية الساعية لوقف شلال الدم في قطاع غزة.

وفوق ذلك، أبرزت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، معارضة الإدارة الأميركية لعملية برية إسرائيلية في قطاع غزة. ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، عن «نيويورك تايمز» قولها: «إنه على الرغم من أن الرئيس باراك أوباما تحدث على الفور، وأكد بشكل قاطع علني وخاص أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات الصاروخية التي تنطلق من غزة، فإن المسؤولين في الإدارة الأميركية عمدوا إلى حث المسؤولين الإسرائيليين بصورة شخصية على عدم توسيع إطار الصراع، باعتبار أنها خطوة يرى كثير من الأميركيين أنها قد تصب في مصلحة حماس».

وما تخشاه الإدارة الأميركية أن التصاعد المستمر «قد يضر بعلاقات إسرائيل مع مصر والأردن، وهي علاقات منهكة بالفعل، في وقت تخضع فيه الحكومتان إلى ضغوط من مواطنيهما».

وبحسب الصحيفة، «بذل أوباما جهدا كبيرا للتعرف على سبل التفاهم مع حكومة مصرية تختلف تماما عن سابقتها، ويوجه أوباما نداءاته الآن إلى الرئيس محمد مرسي، وقد اتصل به الأربعاء بعد أن قامت إسرائيل بأكثر من 50 عملية قصف جوية على غزة، كما أعاد الاتصال به مرة أخرى يوم الجمعة».

وخلال المحادثة الهاتفية «اتفق أوباما ومرسي على أهمية العمل لتهدئة الوضع في أقرب وقت ممكن، كما اتفقا على مواصلة الاتصال خلال الأيام المقبلة».

وقال أحد كبار المسؤولين في إدارة أوباما إن رسالة الأميركيين إلى مصر كانت «إننا لا نستطيع أن ندع هذا الصراع يتسع، وهو يؤدي إلى مخاطر أكبر تلحق بالمدنيين».

وحتى ذلك، أي الوصول إلى تهدئة، أو توسعة المعركة بريا، استمر أمس التراشق الصاروخي بين حماس وإسرائيل ولو بوتيرة أقل في مؤشر قد يكون مهما نحو رغبة الطرفين بتهدئة الآن.

وقالت حماس إن لديها مفاجآت لم تكشف عنها بعد، وقالت إسرائيل إنها ستواصل العملية الجوية من دون توقف. واضطرت إسرائيل، أمس، لنشر بطارية جديدة من منظومة القبة الحديدية في «تل أبيب»، بغية اعتراض الصواريخ المنطلقة من قطاع غزة باتجاه تلك المنطقة.

ولأول مرة منذ أكثر من 20 عاما، تسقط صواريخ في تل أبيب وتفتح الملاجئ للسكان هناك. ولم يكن مقررا إدخال هذه البطارية وهي الخامسة من القبة الحديدية إلى الخدمة حتى عام 2013، وجميع من سبقها نشر في مناطق في محيط غزة. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه نظام ناجح، ويهزأ منه الفلسطينيون.