أردوغان: تركيا استقبلت نحو 170 ألف لاجئ سوري وستستمر في سياسة «الباب المفتوح»

رئيس الوزراء التركي من جامعة القاهرة: نتطلع لتعاون كبير مع مصر من أجل استقرار المنطقة

رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال خطابه بجامعة القاهرة أمس (إ.ب.أ)
TT

قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من مصر أمس إن بلاده استقبلت نحو 170 ألف لاجئ سوري وأنها ستستمر في سياسة «الباب المفتوح». وأضاف: «نتطلع لتعاون كبير مع مصر من أجل استقرار المنطقة». وأشاد أردوغان في خطابه أمس بجامعة القاهرة بقرار الرئيس محمد مرسي، بسحب السفير المصري من تل أبيب، ردا على الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي على غزة، مجددا رفضه لما يتعرض له الفلسطينيون من اعتداءات وصفها بـ«الغاشمة».

وهذه هي المرة الثانية التي يزور فيها أردوغان مصر منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي من أجل تدشين ما اعتبره «صفحة جديدة من التعاون الاستراتيجي المصري - التركي» وقال أردوغان، في كلمته التي ألقاها في قاعة المؤتمرات بجامعة القاهرة، وحضرها مسؤولون أتراك ومصريون، إن «تركيا ومصر إذا اتحدتا لن يتغنى أي أحد إلا بالسلام في المنطقة، وإذا تماسكنا مع بعضنا البعض، فتأكدوا أن البكاء لن يطغى على المنطقة».

وأضاف رئيس الوزراء التركي قائلا: «أبارك للشعب المصري الثورة المباركة، والذين سقطوا في الثورة المصرية نالوا مرتبة الشهادة، وأرجو الرحمة لهم من الله، والجميع يعلم أن الظلم لا يستمر للأبد، فبعزمكم علمتم الجميع أن الأفعال غير القانونية لن تدوم أبدا، وأهنئكم على هذا».

وتابع: «تأكدوا أن الأصوات التي تعالت من التحرير كان لها صدى في جميع المدن التركية، وكان قلب الشباب التركي ينبض مع قلب الشباب المصري في ميدان التحرير».

وأشار أردوغان إلى عمق العلاقات المصرية التركية قائلا: «إن البلدين القويين في المنطقة، والحضارتين العريقتين.. كان محمد عاكف (شاعر تركي شهير)، و(نجيب) محفوظ (الروائي المصري صاحب جائزة نوبل في الآداب) قد جلسا في (مقهى) الفيشاوي وتنفسا في نفس الفضاء ونحن كذلك ننشد أناشيد بعضنا البعض، ورغم أن الجغرافيا تفصل بيننا، فإنها غير قادرة على فصل قلوبنا وروح الأخوة بيننا».

وقال أردوغان إن الشعب السوري لن يرضخ، لأننا أبناء الأقاليم نؤمن بأننا الأعلون ولن تكون عندنا أي عقبات، مضيفا: «ولكن يقهرنا عدم الثقة بالنفس والتراخي وسنمضي قدما بكامل الثقة ليجري التاريخ في مجراه الطبيعي». وأضاف: «هنا بجوارنا أبراج قلعة صلاح الدين شاهدوها لنرى (صلاح الدين) الأيوبي وتاريخ هذا البلد وحضارته وسنمضي نحو المستقبل».

وأشار رئيس الوزراء التركي إلى أن بلاده تستضيف أكثر من 170 ألف سوري، لافتا إلى أن تركيا ستستمر في سياسة الباب المفتوح، وسينال الشعب السوري السلام والرفاهية من خلال الدعم الذي تقدمه تركيا ومصر بمعاونة «الأخ العزيز مرسي».

وأكد أردوغان أن «الإدارة المصرية، التي عينت من قبل الشعب والمرحلة التي تمر بها مصر، ستساندها تركيا وتقف بجوارها، وأشيد بالإدارة المصرية التي تنظر لتطلعات الشعب وتعمل على تحقيقها من خلال دستور جديد».

وأكد رئيس الوزراء التركي أردوغان أمس في القاهرة أن النظام «غير الشرعي» للرئيس السوري بشار الأسد «محكوم عليه بالهزيمة» في مواجهة الحركة الاحتجاجية المناهضة له، والتي تحولت إلى نزاع عنيف. وقال أردوغان في خطابه بجامعة القاهرة إن «نظام بشار الأسد غير الشرعي محكوم عليه بالهزيمة». وتساءل: «كيف يمكن للمجتمع الدولي، وخصوصا مجلس الأمن، أن يبقى صامتا على المجازر التي ترتكب يوميا في كل أنحاء سوريا؟!»، واعتبر أردوغان أن ما يحصل في سوريا هو «عار على الإنسانية».

ووصل أردوغان أمس إلى القاهرة في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين. وقد التقى الرئيس محمد مرسي الذي يؤيد بدوره تغيير النظام السوري. وأسف رئيس الوزراء التركي لعرقلة هذا الملف في مجلس الأمن جراء «الفيتو» الروسي والصيني. وقال «إذا كان علينا أن ننتظر لمعرفة ماذا سيقول عضو أو عضوان دائمان (في مجلس الأمن)، فإن مصير سوريا هو فعلا في خطر. حان الوقت لتغيير بنية المؤسسات الدولية بدءا بمجلس الأمن الدولي».

وقال مسؤول بالبيت الأبيض أمس إن الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصل برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لبحث كيفية تحرك البلدين للمساعدة في إنهاء تصعيد العنف بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة. وأبلغ نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض بن رودس الصحافيين أن الولايات المتحدة تريد نفس الشيء الذي تريده إسرائيل، وهو وقف هجمات الصواريخ التي يشنها النشطاء الفلسطينيون من غزة على إسرائيل. وقال رودس إن الولايات المتحدة تؤكد على الدبلوماسية «وإنهاء التصعيد» كأمور أساسية لحل الصراع. وكان أردوغان قد صرح قبل مغادرته تركيا أمس بأن بلاده مستعدة للتحدث مع حماس لوقف الهجمات الصاروخية على إسرائيل إذا قدمت الولايات المتحدة «ضمانات»، غير أن أردوغان، الذي تعرضت بلاده لضغوط من الولايات المتحدة لوقف الهجمات من جانب حماس، لم يدل بمزيد من الإيضاحات بشأن طبيعة الضمانات التي تريدها تركيا.

وقال إن «إسرائيل تخرق وقف إطلاق النار في غزة. نريد وقفا فوريا لإطلاق النار. نحو 40 شخصا لقوا حتفهم في غزة حتى الآن ولكن الحكومة الإسرائيلية تضع العالم على فوهة بركان عندما يموت ثلاثة إسرائيليين».

وتأتي زيارة أردوغان لمصر وسط تصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين في غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 35 فلسطينيا وإصابة 280 خلال الغارات الإسرائيلية على غزة، بينما قتل 3 إسرائيليين في الهجمات الصاروخية الفلسطينية على إسرائيل.

وقال إن الثورة المصرية لا تقتصر أهميتها على الشعب المصري، وإنما للشعب الفلسطيني، خاصة غزة، واصفا ثورة 25 يناير بأنها نقطة أمل لهم، لافتا إلى أن الشعب التركي يتطلع لأن تنتهي مصر من كتابة دستورها الجديد.