ثاني أقدم خطوط حديدية بالعالم تعرض حياة المصريين للخطر

تفتقر للصيانة واليقظة وحوادثها مفجعة

TT

رغم أن سكك حديد مصر تعتبر من أقدم السكك الحديدية في العالم، حيث تعد هي الأولى في أفريقيا والشرق الأوسط، والثانية عالميا بعد إنجلترا؛ فإن ذلك التاريخ «الحديدي» يعاني منذ سنوات أمراضا مزمنة، تظهر أعراضها في حوادث القطارات المتتابعة في أنحاء عدة من البلاد، إلى جانب الأعطال المتكررة، وما يشهده هذا القطاع من نقص الخدمات.

ولم تتوان الحكومات المتتابعة - قبل الثورة وبعدها - من التأكيد على تبنيها تطوير السكك الحديدية، وتأكيد وزراء النقل المتتابعين على وجود خطط لديهم للنهوض بهذا المرفق، وهو ما لم يلمسه راكب القطارات على مدار 30 عاما وحتى اليوم. وفي محطة مصر التي تعد المحطة الرئيسية للقطارات بالقاهرة، يقول محمد طه، أحد المواطنين الذين يركبون القطارات بشكل يومي: «أوضاع السكة الحديد تزداد سوءا يوما بعد يوم، الحكومة لا تلتفت إلى القطارات إلا بعد وقوع الحوادث، فعندما تسيل الدماء يذرف الجميع الدموع، ثم ما هي إلا أيام قليلة حتى ينسوا الأمر ككثير من الأمور حولنا».

وبحسب تقارير عن مركز معلومات دعم اتخاذ القرار التابع لرئاسة مجلس الوزراء المصري، وصل عدد ركاب السكك الحديدية في البلاد إلى 157 مليون راكب منذ بداية العام الجاري 2012 وحتى نهاية شهر أغسطس (آب) الماضي، بزيادة نسبية بلغت 7.2 في المائة عن المعدل المسجل خلال المدة نفسها من العام السابق.

لكن هذه الملايين من الركاب ليست بمأمن من الخطر، حيث تؤكد الإحصائيات الرسمية أن عدد ضحايا حوادث الطريق يقترب من 8 آلاف شخص سنويا، ويشير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء إلى ارتفاع عدد المتوفين في حوادث الطرق إلى 7115 شخصا عام 2011 مقابـل 7040 شخصا عــام 2010.

ويبدي كثير من ركاب القطارات استياءهم من حال الدرجات العادية في مقابل حال قطارات الدرجة الأولى المكيفة. ويوضح حازم عبد السميع (30 سنة): «الحكومة لا تعرف شيئا عن القطارات العادية سيئة الخدمات، بل إنه لا خدمات من الأساس، فالقطارات لا يوجد بها إنارة، مما يجعلها سهلة لوقوع السرقات والتحرش، خاصة مع ضعف نظام الرقابة الأمنية، ولا يوجد زجاج في النوافذ أو صناديق للقمامة».

تتكرر أعطال الجرارات، والحكومة إذا التفتت للقطارات فإنها فقط تهتم بالقطارات المكيفة التي يستخدمها ميسورو الحال والسائحون، كما يقول عبد السميع. وفي قطارات الوجه القبلي (خط الصعيد جنوبا)، لا يختلف الحال من نقص الخدمات، يضاف إلى ذلك عدم تفعيل اللوائح والقوانين لضمان سلامة القطارات‏. ‏ويقول محمد سعفان، وهو من مواطني محافظة المنيا بصعيد مصر، وهو يستعد لركوب القطار: «اللوائح تمنع صعود الركاب بأي مواد قابلة للاشتعال؛ مثل مواقد الكيروسين أو أسطوانات الغاز، وهي الأمتعة التي توجد دائما بحوزة ركاب قطارات الصعيد لطول المسافات بينها وبين العاصمة القاهرة».

مثل هذه المواد الخطرة كانت من أسباب وقوع حوادث عدة، أبرزها احتراق قطار الصعيد بأكمله، ووفاة المئات من ركابه عام 2002. ورغم ذلك، كما يقول عبد السميع، لا تفعل القوانين حتى اليوم.