مصادر: حماس تقبل التهدئة بشروط منها رفع الحصار ووقف الاغتيالات السياسية

تحركات دولية وإقليمية مكثفة بشأن غزة.. ومسؤول إسرائيلي يبحث الهدنة في مصر

فلسطينية تبكي بعد هدم غارة إسرائيلية لمنزلها في رفح جنوب قطاع غزة أمس في اليوم الخامس للقصف (رويترز)
TT

تسارعت التحركات الدولية والإقليمية المكثفة بشأن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، ووصل أمس مسؤول من تل أبيب إلى القاهرة لبحث التهدئة والهدنة مع القطاع، لكن مسؤولا في حركة حماس التي تهيمن على غزة وضع شروطا، منها رفع الحصار ووقف الاغتيالات السياسية بضمانات دولية وأميركية، لقبول التهدئة.

وقالت مصادر دبلوماسية وأمنية في العاصمة المصرية، أمس، إن مسؤولا إسرائيليا رفيع المستوى وصل إلى القاهرة لبحث وقف إطلاق النار مع قطاع غزة. بينما قالت المصادر الفلسطينية إن حماس وضعت شروطا ربما لن تقبلها تل أبيب، منها إنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة، وفتح المعابر، مشيرة إلى تلقي الرئيس المصري محمد مرسي، أمس، اتصالا من إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، لبحث جهود القاهرة لـ«وقف العدوان الإسرائيلي على القطاع».

والتقى مرسي أمس مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والوفد المرافق له، لبحث سبل وقف العدوان الإسرائيلي على القطاع والوصول إلى تهدئة بضمانات دولية. وذكرت مصادر مطلعة أن اللقاء جاء بعد لقاءات كان قد عقدها مشعل مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وأشارت المصادر إلى أن مشعل أبلغ من التقاهم بأن مطالب المقاومة بشأن التهدئة تتمثل في رفع الحصار المفروض على قطاع غزة وإعادة إعمار القطاع ووقف العدوان على غزة ووقف الاغتيالات السياسية بضمانات دولية، وأميركية تحديدا.

من جانبه، وصل المسؤول الإسرائيلي للقاهرة بعد ساعات من قول الرئيس مرسي بوجود مؤشرات لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وقطاع غزة، لكنه أوضح أنه ليست هناك ضمانات أكيدة لتنفيذ هذا الاتفاق على أرض الواقع، في وقت من المقرر أن يصل فيه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى مصر اليوم (الاثنين) لإجراء محادثات مع مرسي حول «أوضاع المنطقة»، بينما تلقى محمد كامل عمرو، وزير الخارجية المصري، اتصالين هاتفيين أمس، من كل من لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي (الموجود حاليا في تل أبيب) ونظيره البريطاني ويليام هيغ، دارا حول «الأوضاع في غزة».

وقالت المصادر الدبلوماسية والأمنية إن المسؤول الإسرائيلي وصل إلى القاهرة بصحبة ثلاثة إسرائيليين آخرين، وتم اصطحابه من الطائرة إلى مقر جهاز أمني مصري للقاء مع مسؤولين أمنيين مصريين. وكان التلفزيون الإسرائيلي ذكر أيضا أن مبعوثا إسرائيليا توجه إلى القاهرة بمسودة اتفاق لوقف إطلاق النار.

ومن جانبها، قالت مصادر فلسطينية في القاهرة إن خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، اشترط رفع الحصار المفروض على غزة، وإيقاف سياسة الاغتيالات الإسرائيلية، لتنفيذ أي اتفاق بوقف إطلاق النار.

وشدد مرسي، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الليلة قبل الماضية، على التزام مصر واحترامها لمعاهدة السلام مع إسرائيل، التي قال إن من بين بنودها أن يكون هناك سلام واستقرار شامل وعادل في المنطقة. وأضاف أن هذا «لا يوجد على أرض الواقع، وعليه فإننا ننبه إلى أن العدوان والعنف لن يحققا أمن واستقرار المنطقة الذي هو جزء من الأمن والسلام الدوليين».

وبحث الرئيس المصري مع أردوغان الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، وقال مرسي إنه تم الاتفاق على موقف موحد في إطار الجهود التي تبذلها مصر وتركيا للتهدئة، مضيفا أنه تم التباحث بشان كيفية تنسيق جهود القاهرة وأنقرة لإنهاء الوضع القائم وتحقيق تهدئة بين الأطراف، مشيرا إلى أن رئيس وزراء تركيا أكد دعم بلاده لجهود مصر في هذا الصدد.

وأوضح مرسي أن هناك اتفاقا تاما على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وأنه لا بد أن يدرك الجميع أن الحرب لن تؤدي إلى سلام، مشيرا إلى أنه تم أيضا التباحث مع الجانب التركي حول كيفية وقف نزيف الدم في سوريا والتوصل إلى تسوية للأزمة في ضوء الأفكار المطروحة في المبادرة الرباعية المطروحة من القاهرة بشأن الأزمة هناك، وتضم كلا من مصر والسعودية وتركيا وإيران.

وكشف الرئيس مرسي أنه يجري الآن مناقشات للتوصل إلى إمكانية توفير مبادرة يمكن أن تطبق على أرض الواقع خلال قمة الثماني التي ستعقد في باكستان خلال هذا الشهر. وحول لقائه بأمير قطر في القاهرة يوم أول من أمس، أوضح الرئيس مرسي أن مصر كانت معنية منذ البداية بالتهدئة بين الجانبين، وتم التوصل إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين، مشيرا إلى أن إسرائيل لم تلتزم بالتهدئة وقامت بتصعيد الموقف عقب مقتل قائد أركان حماس أحمد الجعبري وعدد آخر من الفلسطينيين، مما صعد الموقف حتى هذه اللحظة.

ومن جانبه، قال أردوغان، في المؤتمر الصحافي المشترك مع مرسي الليلة قبل الماضية، إنه بحث مع الرئيس المصري الأوضاع في غزة، في إطار التقارير التي عرضها رئيس الوزراء المصري هشام قنديل الذي قام بزيارة للقطاع يوم الجمعة الماضي ورأى الوضع على أرض الواقع. وأشاد أردوغان بمساعي الرئيس المصري لوقف العدوان على القطاع، مشيرا إلى أنه يؤيد هذه المساعي ويعمل على نجاحها عبر اتصالاته المستمرة مع كل الأطراف.

وأعرب أردوغان عن أمله أن يتوقف إطلاق النار في غزة فورا، قائلا إنه إذا تخاذل المجتمع الدولي تحت ذريعة حماية إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها، فإن الإنسانية لن ترحم هذه القوى. وأشار إلى أنه بحث أيضا مع الرئيس مرسي الأزمة السورية، واصفا إياها بالكارثة، مؤكدا وقوفه مع الشعب السوري ضد النظام الحالي. وأضاف أردوغان أن ما يحدث في سوريا «مجزرة واضحة وظلم بيِّن».

وأجرى أردوغان أمس مباحثات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي حول المساعي المبذولة لحل الأزمة السورية والاتصالات الخاصة بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

ومن المقرر أن يتوجه الوفد الوزاري العربي الذي شكله مجلس وزراء الخارجية العرب إلى غزة يوم غد برئاسة العربي. وأفادت مصادر الجامعة بأن العربي اتصل هاتفيا أمس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأبلغه بأن الوفد الوزاري العربي سيزور القطاع.