مصادر فرنسية: نستقبل ميقاتي رئيسا للحكومة وليس ممثلا لفريق ضد آخر

قالت إن باريس لا تريد أن تستدرج إلى الجدل السياسي اللبناني الداخلي بين الأكثرية والمعارضة

TT

يبدأ رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي اليوم زيارة عمل رسمية إلى فرنسا تدوم ثلاثة أيام، ويلتقي خلالها كبار المسؤولين الفرنسيين (رؤساء الجمهورية والحكومة والجمعية الوطنية)، وكذلك يلتقي وزير الخارجية والسفراء العرب المعتمدين في فرنسا، كما يزور قسم الآثار الإسلامية في متحف اللوفر.

ويرافق الرئيس ميقاتي وفد وزاري ضيق يغيب عنه وزيرا الخارجية والدفاع ويتشكل من وزراء الاقتصاد والإعلام والشباب والرياضة، وستسفر الزيارة عن توقيع بروتوكولات تعاون ليس من بينها التعاون العسكري.

وتأتي زيارة ميقاتي إلى باريس على خلفية أزمة سياسية داخلية في لبنان ازدادت حدة بعد اغتيال رئيس فرع الاستطلاع في قوى الأمن اللبنانية العميد وسام الحسن، وما تبعها من مطالبة المعارضة باستقالة الحكومة التي حملتها مسؤولية الاغتيال. وتحرص باريس على «النأي بنفسها» عن الجدل اللبناني الداخلي ورغبتها في أن لا تستدرج إلى الصراع السياسي. وهذا الواقع دفع برئيس الجمهورية الذي زار لبنان صبيحة الأحد 4 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي لمدة ثلاث ساعات إلى أن يقصر لقاءاته على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، رمز المؤسسات.

وفي هذا السياق قالت مصادر فرنسية رسمية إن باريس «تستقبل ميقاتي كرئيس حكومة وليس كممثل لفريق في مواجهة فريق آخر»، مضيفة أن أبواب فرنسا «مفتوحة بوجه قادة (14 آذار) إذا رغبوا في التشاور معنا». وشددت هذه المصادر على أن فرنسا «لا تريد أن تدخل في لعبة بقاء الحكومة أو استقالتها»، غير أن ما تريد تحاشيه هو «فراغ المؤسسات» واهتزاز الاستقرار اللبناني واستيراد الأزمة السورية إلى الداخل.. أما إذا توافق اللبنانيون على تغيير الحكومة والمجيء بأخرى تحظى بدعم كل الأطراف فإن باريس سترحب بها.

وقالت مصادر فرنسية لـ«الشرق الأوسط» إن باريس تعتبر لبنان «الأكثر هشاشة» من بين كل بلدان الجوار السوري، وبالتالي يتعين على السياسيين اللبنانيين «أن لا يركبوا المخاطر ويزجوا بلبنان في أتون حرب ليست حربهم».

وبعد أن كان الموقف الفرنسي بداية من سياسة النأي بالنفس اللبنانية «باردا»، أخذت باريس تعبر اليوم صراحة عن تخوفها من تخلي لبنان عنها.

واستبقت باريس، على لسان وزارة الخارجية لوران فابيوس، وصول ميقاتي بالتأكيد على الثوابت في موقفها من لبنان، وبينها اثنان: دعم سيادة لبنان واستقلاله وسلامة أراضيه، ودعم المؤسسات اللبنانية من أجل تفادي ارتدادات الأزمة السورية عليه.

ويصل ميقاتي إلى باريس بينما الدبلوماسية الفرنسية منشغلة بثلاثة ملفات رئيسية هي تداعيات الأزمة السورية التي تلتزم فيها فرنسا موقفا بالغ التشدد من النظام السوري، وانفجار الوضع في غزة وتداعياته، وملف الإرهاب من زاوية التحضير لعمل عسكري في شمال مالي. وسيشكل الملفان الأولان، إلى جانب العلاقات الثنائية الفرنسية اللبنانية، الطبق الرئيسي في محادثات ميقاتي مع المسؤولين الفرنسيين، وخصوصا مع الرئيس هولاند والوزير فابيوس. وبحسب مصادر واسعة الاطلاع في باريس، فإن الرئيس الفرنسي سيشجع ميقاتي على دعم مبادرات الرئيس سليمان ودعواته للحوار الوطني بحثا عن مخارج للأزمة الحكومية وعلى عدم الانغلاق على المعارضة اللبنانية ممثلة بـ«14 آذار».