المعارضة السورية ترى «تغيرا واضحا» في موقف موسكو

سرميني لـ «الشرق الأوسط»: نلتقي بمسؤولين روس اليوم.. واجتماع للائتلاف في 23 نوفمبر

آثار لقذائف هاون تظهر على مبان سكنية قالت الحكومة السورية إن معارضين استهدفوا بها حي المزة في العاصمة دمشق أمس (إ.ب.أ)
TT

ردت المعارضة السورية على الهجوم الذي شنته دمشق على تشكيل الائتلاف السوري المعارض، وعلى تعيين سفير له، بالتأكيد على أن «المواقف الدولية الراعية للائتلاف، انضمت إليها موسكو».

وأكد عضو الائتلاف محمد سرميني لـ«الشرق الأوسط» أن «الموقف الروسي في تغير واضح تجاه الاعتراف بائتلاف المعارضة السورية»، مشيرا إلى «اجتماع اليوم مع مسؤولين روس بغية إرسال رسائل إلى النظام السوري بأن موقف موسكو بدأ يتبدل». وشدد سرميني على «أننا نحاول عبر هذا الاجتماع تأكيد ما تردد عن مسؤولين روس في السابق بأن موسكو غير متمسكة بـ(الرئيس السوري) بشار الأسد»، لافتا إلى أن «اجتماع أعضاء الائتلاف مع المسؤولين الروس اليوم يؤكد أن موقف موسكو غير المتمسك بالنظام بات واقعا».

ودعا سرميني المجتمع الدولي «لاستثمار الموقف الروسي المتبدل لتقديم المزيد من التحرك الدولي، بغية نصرة الشعب السوري وتغيير النظام». وكشف أن تشكيل الائتلاف هو «خطوة جيدة وفاعلة على طريق إسقاط النظام»، مشيرا إلى اجتماع للائتلاف سيعقد في 23 من الشهر الحالي لـ«مناقشة الخطوات الفاعلة على الصعيدين العسكري والسياسي الآيلة لإسقاط النظام».

وعن الهجوم الذي يشنه مسؤولون سوريون على الائتلاف السوري المعارض واجتماع الدوحة، أعرب سرميني عن اعتقاده بأن النظام «يشعر أنه يفتقد للشرعية الدبلوماسية التي يتمتع بها بفضل الدعم الروسي له»، مشيرا إلى أن استقبال الرئيس الفرنسي لأول سفير للثورة السورية في العالم «كان بمثابة الضربة الموجعة للنظام السوري على المستويين الدبلوماسي والسياسي». وأضاف أن «الخطوات التالية، لا سيما اجتماع بروكسل، ستكون الضربة الأقوى.. لأن أوروبا ستحذو حذو فرنسا وتستقبل سفراء للثورة على أراضيها».

وأوضح سرميني أن «القلق الذي يشعر به النظام اليوم ناتج عن تغير رؤية المجتمع الدولي تجاه سوريا»، شارحا أنه «قبل اجتماع الدوحة كان النظام يعول على عدم تفاعل دول العالم مع المعارضة بحجة أنها غير موحدة، أما الآن، وبعد توحيد المعارضة السياسية وكتائب المعارضة المسلحة، اتجه التحرك الدولي بمنحى أكثر جدية في التعاطي مع المعارضة، إلى درجة أن أحد أركان النظام اعتبر الاجتماع إعلان حرب». وقال: «فعلا هذا الاجتماع كان إعلان حرب على النظام، لكونه يتزامن مع خطوات حقيقية وفاعلة، وخصوصا أننا أعلنا دعم الكتائب المقاتلة نوعيا وسياسيا بعد توحيدها تحت مظلة قيادة مشتركة، كما أننا أعلنا تشكيل لجان قانونية تلاحق العصابة المسؤولة عن قتل الشعب السوري»، مشيرا إلى أن «هذه العصابة تعرف أن يدا دولية بدأت تصل إليهم، فيحاولون على أثرها إرسال رسائل سياسية ودبلوماسية إلى روسيا».

وشنت دمشق هجوما عنيفا على اجتماع الدوحة منذ يوم الأربعاء الماضي، كان آخره على لسان وزير الإعلام عمران الزعبي أمس حيث أكد أن «تشكيل مجلس الدوحة هو إعلان حرب على سوريا»، موضحا أن البيان الصادر عنه «رفض الحوار وبيان جنيف ومبادرة أنان ورفض أي عمل سلمي من أجل إنهاء الأزمة ودعا إلى التسلح والدعم العسكري».

وشدد الزعبي في مقابلة مع قناة «العالم» الإيرانية على أن «تبني فرنسا لمجلس المعارضة المنتج في الدوحة لن يضيف إليه أي قيمة سياسية جديدة، ويؤكد مرة أخرى تورط المؤسسة الحاكمة في فرنسا بغض النظر عن الرئيس مع تركيا وقطر بدعم الإرهاب في سوريا». وقال إن «فشل المرحلة الأولى من مخطط العدوان على سوريا والمتمثلة بمحاولة توفير تدخل خارجي عسكري ومحاولة فرض أمر واقع في الداخل السوري ميدانيا دفع أطراف المخطط لمحاولة الحصول على مكاسب سياسية من خلال إطالة أمد الأزمة في سوريا وإبقاء شماعة المعارضة الخارجية ممكنة الاستخدام». وأضاف وزير الإعلام أن «الاختلاف بين الموقف الأميركي والموقف الفرنسي أصبح واضحا الآن. وهذا لا يعني أن الموقف الأميركي هو موقف جيد، ولكن من حيث المبدأ هناك اختلاف في مقاربة الأمر.. فالأميركيون يبدون أكثر تفهما وواقعية في مسألة إدراكهم أن المخطط في المرحلة الأولى منه قد فشل».

وشدد الزعبي على أن «المجلس الذي نتج عن اجتماع الدوحة هو إعادة إنتاج هجينة لمجلس إسطنبول من حيث التركيبة والبنية والخطاب السياسي والأطراف الداعمة، وإعادة تقديم ذات الأشخاص والمؤسسات المعارضة بشكل وواجهة وتركيبة جديدة لا أكثر ولا أقل.. والسبب في ذلك هو فشل مجلس إسطنبول في دعواته للتدخل الخارجي العسكري في سوريا».

ولفت الزعبي إلى أن «مجلس الدوحة لا يمثل أحدا، وربما لا يمثل نفسه، ولا يعكس فكر السوريين أساسا لأنهم ضد التسليح والقتل والعنف والتدمير»، مشيرا إلى أن «المعارضة السورية في الخارج فقدت إرادتها الحرة المستقلة كقوى معارضة في قبول حوار من عدمه عندما انحنت وسمحت للآخرين بامتطاء ظهرها لأسباب مالية وأمنية وسياسية أحيانا، وهذا يجعل فكرة التحاور مع هؤلاء فكرة غير ممكنة لأنهم ليسوا أصحاب قرار وطني وليسوا طرفا في حوار وطني».