الجيش السوري الحر يقتحم أكبر تجمع عسكري في حلب

أنباء عن اعتقال قائد الفوج «46».. والمعارضة تستولي على مطار مدني في دير الزور

إحدى السيارات المحترقة عقب انفجار سيارة مفخخة في حي المزة في العاصمة السورية دمشق ليلة أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

دخلت مدينة حلب في تطور ميداني جديد، مع إعلان لجان التنسيق المحلية سيطرة كتائب المعارضة على الفوج «46» بمنطقة الأتارب في ريف حلب، بينما شهد حي «المزة 86» في دمشق تطورا آخر؛ إذ أعلن ناشطون عن انفجار قذيفتي «هاون» فيه، وهو استهداف للمرة الثانية منذ اندلاع الأزمة السورية، في إشارة إلى «اختراق الأحياء المؤيدة للنظام في الأحياء المؤيدة له».

وتزامن ذلك مع استمرار المواجهات في أحياء من دمشق وريفها، وحلب، بينما تواصل القصف على مدن ريف دمشق ودير الزور الذي أُعلن عن تحرير مطار مدني فيه يستخدم مهبطا للطائرات المروحية، كما شهدت درعا ومنطقة «تل شهاب» المحاذية للحدود الأردنية قصفا، مما أدى إلى سقوط أكثر من 40 قتيلا في أنحاء متفرقة في سوريا، بحسب لجان التنسيق المحلية.

وذكرت لجان التنسيق المعارضة أن الجيش السوري الحر تمكن من السيطرة على الفوج «46» التابع للقوات الحكومية بعد معارك عنيفة وحصار دام 55 يوما. وأفاد ناشطون بوقوع اشتباكات عنيفة في محيط الفوج «46» في ريف حلب الغربي أدت إلى مقتل اثنين من المسلحين المعارضين على الأقل. ووفقا لمصادر المعارضة، فإن «الفوج 46 قوات خاصة» يعد من أضخم القطع العسكرية الموجودة في محافظة حلب، وهو النقطة العسكرية الأقوى للجيش السوري في شمالي البلاد. وكان هذا الفوج من القوات العاملة في لبنان قبل خروج القوات السورية منه عام 2005. وانسحبت قواته وتمركزت في ريف حلب بقرية أورم الصغرى شرقي الأتارب. ويتألف الفوج من الكتائب التالية: الكتيبة 812، الكتيبة 625، الكتيبة 53، الكتيبة 326 (مدرعات)، والكتيبة 613 (مدفعية)، بالإضافة إلى كتيبة دفاع جوي ومستودعات ذخيرة ضخمة.

وفي حين ذكرت لجان التنسيق المحلية أن الجيش السوري الحر اعتقل قائد الفوج «46» العقيد تميم، قال ناشطون من حلب لـ«الشرق الأوسط» إن مقر الفوج الواقع في منطقة «أتارب» يعد الأضخم في حلب؛ إذ «يمتد على مساحة 2800 هكتار من الأراضي غير المأهولة، بما يعادل قريتين». وأوضح الناشط عبد الله الحلبي أن مقر الفوج «يشرف على طريق حلب - دمشق الدولي من الجهة الشرقية، ويقع على طول الطريق القديم بين حلب وباب الهوى، ويربط محافظ حلب من الجهة الغربية بمحافظة إدلب، كما يبعد مسافة 7 كيلومترات عن مطار تفتناز العسكري في إدلب الذي يستخدم مهبطا للمروحيات».

وأكد الحلبي لـ«الشرق الأوسط» أن السيطرة على مقر هذا الفوج «لم تتم بالكامل بحكم مساحته الكبيرة وتعدد الألوية المقاتلة فيه، رغم استمرار الاشتباكات والسيطرة على مقر قيادته في الداخل»، موضحا أن «سقوطه يعني فقدان سيطرة الجيش النظامي على مطار تفتناز في إدلب، وسقوط ريف باب الهوى بأيدي الثوار كون المقر الذي يرتفع عن منطقة المواجهات المستمرة في ريف إدلب، يُستخدم لضرب المواقع الريفية المتقدمة للثوار في إدلب وجنوب غرب حلب». وأشار الحلبي إلى أن المعركة «استمرت منذ الخميس الماضي في محيط مقر الفوج، خصوصا في حقول الزيتون الصغيرة في أورم التي تفصلها عن المقر طرقات فرعية».

وبث الناشطون مقاطع فيديو على موقع «يوتيوب» توثق استهداف كتيبة «أمجاد الإسلام» التابعة للجيش السوري الحر الفوج «46» بالمدفعية الثقيلة وبقذائف من عيار 57 ملم، ثم عرضت للغنائم التي حصل عليها الثوار بعد اقتحام المقر. كما ظهرت صور لاحتفال المقاتلين بالسيطرة عليه، وقالوا إن «المعركة قادها النقيب محمد مالك من (لواء نور الإسلام)».

إلى ذلك، تواصل قصف القوات السورية الصاروخي على بلدة كفر حمرة في ريف حلب، حسب شبكة «سوريا مباشر». من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات في عدد من الأحياء الشرقية والجنوبية، لا سيما حي العامرية والصاخور وكرم الجبل والإذاعة وسيف الدولة.

في هذا الوقت، ذكر المرصد أن القوات النظامية قصفت عددا من أحياء جنوب دمشق. كما استهدف انفجار حاجزا أمنيا في حي المزة بدمشق. وقال التلفزيون السوري في شريط عاجل إن «إرهابيين أطلقوا قذيفتي هاون على الأحياء السكنية في منطقة المزة» غربي دمشق، التي تقطنها غالبية علوية.

وقال ناشطون من دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن قذيفتي الهاون استهدفتا حاجزا للقوات الأمنية في منطقة «المزة 86» التي تقطنها غالبية علوية، مشيرة إلى أن هذه المنطقة تعرف باسم «مزة الساحل» في إشارة إلى السكان الذين يسكنونها المتحدرين من المنطقة الساحلية.

وقال أحد الناشطين إن هذا الاستهداف «يتم للمرة الثانية منذ اندلاع الثورة السورية بحكم السيطرة الكبيرة للقوات النظامية على المنطقة والتي تمنع المعارضين من الاقتراب من المنطقة»، لكن عددا من الاشتباكات «وقع على مدخل حي (86) في السابق، خصوصا قرب مطعم الطربوش الأحمر». وأشار إلى أن المنطقة «معروفة بأنها مؤيدة، لكن استهدافها يعني بدء فقدان القوات النظامية السيطرة على الأحياء الموالية لها».

من جهتها، ذكرت القناة الإخبارية السورية أن «إرهابيين زرعوا عبوة ناسفة تحت سيارة في المزة بدمشق، مما أدى إلى انفجارها وإلى وقوع أضرار مادية». بينما أوضح المرصد السوري أن الانفجار «استهدف كشكا تجاريا صغيرا يقع مقابل حديقة الطلائع». وأوضح ناشطون أن انفجارا ضخما وقع قرب ملعب الجلاء في منطقة المزة بدمشق، نجم عن استهداف حاجز عسكري لقوات النظام بسيارة ملغمة مما أسفر عن تدمير الحاجز واحتراق سيارات دون وقوع قتلى أو جرحى.

وغير بعيد عن الأحياء الجنوبية الدمشقية، أفاد ناشطون سوريون بوقوع قتلى وجرحى جراء سقوط قذائف على مخيم اليرموك الفلسطيني في العاصمة دمشق. وحسب الناشطين، فقد تجمع أهالي المخيم لإسعاف الجرحى الذين سقطوا جراء القذيفتين الأولى والثانية، فبادرت قوات النظام إلى إطلاق قذيفة ثالثة على الأهالي لتوقع مزيدا من الضحايا.

في غضون ذلك، شنت قوات حكومية حملة اعتقالات واسعة في حرم المدينة الجامعية بالمدينة، حسب ما أفاد المركز الإعلامي السوري المعارض. وقال ناشطون إن نحو ثلاثمائة من قوات النظام والشبيحة اقتحموا المدينة الجامعية بعد تجمع عدد من الطلاب في محاولة للخروج بمظاهرة، حيث قامت بقطع الكهرباء عن المدينة وإطلاق النار واعتقال عشرة طلاب. وذكر ناشطون أن القصف مستمر على الأحياء الجنوبية لدمشق وكذلك انقطاع التيار الكهربائي.

من جهته، تحدث المرصد عن قصف عنيف لمنطقتي الحجيرة والبويضة جنوب دمشق من القوات النظامية السورية «التي تحاول السيطرة على الأحياء الجنوبية والمناطق المجاورة لها بريف دمشق». وأفاد ناشطون بوقوع قتلى وجرحى جراء سقوط قذائف على مخيم اليرموك الفلسطيني في العاصمة دمشق، أثناء تجمع أهالي المخيم لإسعاف الجرحى الذين سقطوا جراء القذيفتين الأولى والثانية، فبادرت قوات النظام إلى إطلاق قذيفة ثالثة على الأهالي لتوقع مزيدا من الضحايا.

كما أعلن الجيش الحر عن إسقاط مقاتلة حربية للجيش السوري في الغوطة الشرقية في دمشق.