شباب الثورة يحيي الذكرى الأولى لأحداث «محمد محمود» بالقاهرة اليوم

ينظمون مسيرات للتحرير ويستعدون لـ«جمعة القصاص» في غياب الإسلاميين

جداريات في مدخل شارع محمد محمود القريب من وزارة الداخلية الذي شهد الأحداث («الشرق الأوسط»)
TT

تحيي القوى الثورية في مصر اليوم الذكرى السنوية الأولى لأحداث شارع محمد محمود (محيط وزارة الداخلية)، والتي راح ضحيتها 52 شابا إضافة إلى إصابة المئات، فيما اعتبروه «احتفالية وفاء لشهداء ثورة 25 يناير». بينما سادت مشاعر الألم والغضب التي ارتسمت على وجوه المصريين حزنا على العشرات من أطفالهم الذين انطفأت شمعتهم تحت عجلات قطار اصطدم بحافلتهم المدرسية صباح أول من أمس (السبت).

ودعت أحزاب وحركات وائتلافات شبابية وثورية للتظاهر اليوم (الاثنين) بميدان التحرير وسط القاهرة، إحياء للذكرى السنوية الأولى للصدامات التي وقعت بين أفراد من قوات الشرطة ومدنيين في الثامن عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، لمطالبة المجلس العسكري (الحاكم وقتها) بسرعة تسليم السلطة للمدنيين، وهي المواجهات التي استمرت أسبوعا وأسفرت عن استقالة أول حكومة تم تشكيلها بعد تنحي الرئيس السابق حسني مبارك برئاسة الدكتور عصام شرف، وتم تكليف الدكتور كمال الجنزوري بتشكيل حكومة إنقاذ وطني، كما أدت الأحداث إلى إعلان المجلس العسكري الحاكم، حينها، عن تسريع الجدول الزمني لنقل السلطة في البلاد.

وامتلأت جنبات شارع محمد محمود بجداريات تخلد أسماء وصور من استشهدوا في أحداث محمد محمود، واشتباكات أخرى بين السلطات وشباب الثورة جرت العام الماضي. وتحولت جدران الجامعة الأميركية بالقاهرة ومسرح الحرية بالشارع المسمى على اسم أحد وزراء داخلية مصر إبان العهد الملكي، إلى ساحة تبارى فيها شباب الثورة لتخليد وقائعها عبر جداريات متلاصقة لأحداثها وشهدائها خاصة شهداء محمد محمود ومذبحة استاد بورسعيد، وقال محمد عادل عضو حركة شباب 6 أبريل: «سنحيي ذكرى شهدائنا وسنعلن للجميع أننا مصرون على استرجاع حقوقهم ومحاسبة المسؤولين عن مقتلهم».

وتابع عادل: «لا أعتقد أن قوى التيار الإسلامي ستشارك في التظاهرة؛ ولكننا سنرفع أيضا مطالبنا بخصوص أداء الحكومة الحالية وما تشهده البلاد من وضع متردٍ».

ودعا اتحاد شباب الثورة للمشاركة في فعاليات إحياء ذكرى محمد محمود، عبر مظاهرات ومسيرات تتحرك باتجاه الشارع المجاور لميدان التحرير، وذكر الاتحاد في بيان له أمس أن: «ذكرى محمد محمود تأتي في ظروف صعبة تؤكد وجود استهانة بأرواح الشعب المصري الذي لن يقبل بأن تذهب أرواح أبنائه هدرا دون محاسبة للقتلة، وللمطالبة بالقصاص لشهداء الثورة». وأكد الاتحاد مشاركته في إحياء ذكرى محمد محمود، التي ستبدأ اليوم (الاثنين) وتستمر حتى الجمعة المقبل والذي سيشهد تظاهرة بعنوان «جمعة القصاص»، للمطالبة بمحاسبة المتسببين في مقتل الشباب في شارع محمد محمود.

وشدد هيثم الخطيب المتحدث باسم الاتحاد، على تمسكهم بمحاسبة من وصفهم بـ«قتلة الشهداء»، والمطالبة بمحاسبة قادة المجلس العسكري السابق «الذين شاركوا - على حد قول البيان - في قتل خيرة شباب مصر في عدد من الأحداث لكي يبقوا على رأس السلطة».

وستتضمن فعاليات إحياء ذكرى شهداء محمد محمود عرض مقاطع مصورة لـ«أبطال الأحداث»، بمشاركة طلاب بجامعات القاهرة وحلوان وعين شمس إلى جانب روابط مشجعي كرة القدم المعروفين بـ«الألتراس»، كما أعلنت عدد من الحركات في محافظات مصر إحياء ذكرى الأحداث بالميادين الرئيسية.

يأتي هذا في وقت، قررت فيه محكمة مصرية أول من أمس، حجز قضية أحداث محمد محمود للحكم في جلسة 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.