مائة قتيل وألف جريح حصيلة 5 أيام من قصف غزة

إسرائيل تدعي خفض القدرات الصاروخية 40% وتكثف غاراتها على المدنيين

دخان يتصاعد من مبنى الشروق الذي استهدفه القصف الإسرائيلي مجددا في غزة أمس (أ.ب)
TT

ارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة نتيجة استمرار الغارات الإسرائيلية المكثفة على أنحاء متفرقة من القطاع، خلال الأيام الخمسة الماضية، إلى مائة. وكشف سلوك الجيش الإسرائيلي خلال اليومين الماضيين، عن اعتماده آلية تدمير المنازل على رؤوس قاطنيها. وحسب إحصائية فلسطينية فقد قام جيش الاحتلال بتدمير أو قصف 40 منزلا مأهولا في أرجاء قطاع غزة. ونظرا لتعمد استهداف المنازل المأهولة فقد بلغ عدد القتلى من الأطفال 28. وقد قتل الرضيع إياد أبو خوصة (عام واحد)، وجرح شقيقه عندما قامت طائرات الاحتلال بقصف منزل العائلة، الكائن شرق مخيم «البريج» للاجئين، وسط قطاع غزة؛ وقد نجا والداهما بأعجوبة، حيث كان في كرم الزيتون المجاور أثناء القصف. وحاول جيش الاحتلال اغتيال عدد من كبار القيادات في «كتائب القسام»، فقصف منزلا في مخيم «البريج» وسط القطاع، بزعم أن مروان عيسى، الذي تفترض المخابرات الإسرائيلية أنه خلف أحمد الجعبري في قيادة «كتائب القسام»، كان موجودا فيه. وفي مدينة رفح، قام جيش الاحتلال بتدمير منزل، بزعم وجود المسؤول عن عمليات تهريب السلاح لحركة حماس فيه. وكان جيش الاحتلال قد قام بتدمير منزل في مخيم جباليا، شمال القطاع، مما أدى إلى إصابة 30 شخصا بجروح بالغة، بزعم أن الجيش حصل على معلومات أن أحمد الغندور، قائد لواء المنطقة الشمالية في «كتائب القسام» كان متواجدا فيه.

نقلت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي الليلة قبل الماضية، عن مصادر عسكرية قولها إن بعض البيوت التي تم استهدافها تعود لقياديين في «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس، على الرغم من أن المخابرات الإسرائيلية تعلم تماما أنهم غير موجودين في هذه البيوت وقت القصف. وبررت المصادر العسكرية استهداف منازل القادة الميدانيين لكتائب القسام على هذا النحو، بالقول إن هناك حاجة لممارسة أقصى درجات الضغط على قادة «كتائب القسام» من أجل دفعهم للقبول بالتهدئة والتوقف عن إطلاق الصواريخ. غير أنها تمكنت من اغتيال قائد في الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي. وهذا ما أكده بيان لـ«سرايا القدس» التابعة لها، حيث قال «إن رامز حرب، القيادي الميداني في (سرايا القدس)، مسؤول الإعلام الحربي في (لواء غزة)، الجناح العسكري للحركة، استشهد في عملية اغتيال صهيونية»، نفذتها طائرات إسرائيلية.. بينما قال بيان للجيش الإسرائيلي إنه استهدف هو وجهاز المخابرات المبنى الذي استخدمه كبار نشطاء حركة الجهاد الإسلامي والمسؤولون عن جزء من عمليات إطلاق الصواريخ على إسرائيل كمخبأ لهم.

وتدل كل المؤشرات على أن إسرائيل معنية بزيادة عدد القتلى في الجانب الفلسطيني بكل السبل، بحيث بات معرضا للقصف كل من يتحرك في المناطق الزراعية وبالقرب من مناطق التماس القريبة من الحدود بين غزة وإسرائيل. فقد قتل فجر أمس، الأشقاء تامر وأمين وصلاح أبو بشير في سيارتهم في طريقهم للعمل في شارع «البركة»، في بلدة «دير البلح»، وسط القطاع. وفي أقصى شمال غربي قطاع غزة، قام عناصر وحدة «الكوماندو البحرية» بإطلاق صاروخ على مقدمة منزل أحمد النحال (29 عاما) عندما كان يهم بالخروج من منزله برفقة طفلته تسنيم، مما أدى إلى تحول جسديهما إلى أشلاء. وواصلت طائرات الاحتلال الإسرائيلي شن غاراتها على المزيد من المؤسسات الحكومية والأمنية في قطاع غزة، ودمرت مقر قيادة الشرطة الفلسطينية في «اليرموك»، بشكل كامل، بالإضافة إلى إلحاق ضرر كبير بالمسجد المجاور، وتدمير مراكز الشرطة في معظم أحياء مدينة غزة. وقال مسعفون وشهود عيان لـ«رويترز»، إن صواريخ إسرائيلية أصابت طابقا في مبنى بمدينة غزة يضم مكاتب وسائل إعلام دولية وعربية مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة سبعة آخرين. وكان المبنى الذي يضم مكاتب قناة «سكاي نيوز» البريطانية وقناة «العربية» وقنوات أخرى، تعرض لهجوم أمس حيث أصيب صحافيان. كما تعرضت منطقة الأنفاق لقصف بقنابل ارتجاجية ضخمة بغرض تدميرها، مما أدى إلى إحداث أضرار كبيرة في المنازل في كل من رفح المصرية ورفح الفلسطينية. وطالت عمليات القصف مواقع التدريب التابعة للأذرع المسلحة لحركات المقاومة، والمقامة على أنقاض المستوطنات التي أخلتها إسرائيل عام 2005.

من ناحية ثانية أعلنت «كتائب القسام» أنها أطلقت منذ بدء العدوان على غزة يوم الأربعاء الماضي (وحتى مساء أول من أمس، 1093 صاروخا وقذيفة.

من جانب آخر، ادعى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أمس، أن الهجمات الصاروخية الفلسطينية من قطاع غزة باتجاه البلدات الإسرائيلية، انخفضت بنسبة 40 في المائة. وقال إن سلاح الجو الإسرائيلي شن على قطاع غزة 1350 غارة جوية منذ بدء عملية «عمود السحاب». وأضاف الناطق الإسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الغارات الإسرائيلية على منصات الصواريخ والبنى التحتية للمنظمات الفلسطينية قللت من عدد الهجمات بنسبة 40 في المائة». وقال «إن سلاح الجو أغار على 1350 هدفا. بلغ عدد الأهداف التي استهدفتها الغارات خلال الليلة الماضية 80 هدفا (هي مقار) تابعة للتنظيمات الإرهابية، ومواقع تستخدم لإطلاق الصواريخ، منها ما هو تحت الأرض، ومعسكرات تدريب ومستودعات أسلحة وأنفاق».

ومن جهة ثانية، قالت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري، إن «أكثر من 64 صاروخا أطلقت من قطاع غزة تجاه مدينة اشكلون (عسقلان) اعترضت القبة الحديدية عددا كبيرا منها ولم يعثر على أعداد أخرى. وتسبب صاروخ سقط بأضرار مادية».

من جهة أخرى، عثر الجيش اللبناني بعد ظهر أمس، على صاروخين من نوع «غراد» في مزرعة الدحيرجات في خراج بلدة الماري، قضاء مرجعيون، كانا معدين للإطلاق في اتجاه الأراضي المحتلة. وحضرت عناصر من فريق الهندسة في الجيش اللبناني للعمل على تفكيكهما.

وأفاد بيان أصدرته قيادة الجيش، أنه «في إطار التدابير الأمنية المشددة التي يتخذها الجيش في مختلف المناطق اللبنانية، وخصوصا على الحدود الجنوبية، عثرت دورية تابعة للجيش بعد ظهر اليوم (أمس) في المنطقة الواقعة بين بلدتي حلتا والماري، قضاء حاصبيا، على صاروخي غراد عيار 107 ملم معدين للإطلاق، وقد حضر الخبير العسكري إلى المكان وقام بتعطيلهما، كما بوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص».