طهران تسعى لدعم قطاع الطاقة السوري.. والمعارضة بصدد قطع شرايين الأسد الاقتصادية

تكلفة خط الغاز الإيراني 10 مليارات دولار * الثوار على وشك الاستيلاء على نصف الإنتاج النفطي

TT

بينما تشرع إيران في تأسيس خط للغاز يمر عبر العراق لدعم قطاع الطاقة السوري بتكلفة نحو 10 مليارات دولار، تسعى المعارضة السورية للسيطرة على مفاصل اقتصادية في شمال سوريا من أجل قطع الإمدادات الرئيسية لإنتاج الحبوب والنفط والتعجيل بسقوط الرئيس بشار الأسد.

وأشارت وكالة الأسوشييتد برس الأميركية أمس إلى تقرير إيراني، نقلا عن وكالة فارس شبه الرسمية، يفيد بأن طهران شرعت في تنفيذ خط أنابيب للغاز الطبيعي إلى سوريا، يمر عبر الأراضي العراقية، في إطار جهود لتعزيز قطاع الطاقة السوري، والذي تلقى ضربات مؤثرة في إطار العقوبات الدولية المفروضة على سوريا.. موضحة أن تكلفة مد الخط في حدود 10 مليارات دولار، وأن طوله الإجمالي نحو 1500 كيلومتر، مرورا بالعراق.

وأشار التقرير إلى أن إيران بدأت بالفعل في بناء المرحلة الأولى من المشروع، والتي تمتد لمسافة نحو 225 كيلومترا وتتكلف نحو 3 مليارات دولار.. موضحا أن المشروع من المقرر أن ينتهي في النصف الثاني من عام 2013. وأنه تم التوقيع على الاتفاق بين سوريا والعراق وإيران (التي تمتلك ثاني أكبر احتياطيات الغاز في العالم، وتقدر بنحو 28 تريليون متر مكعب) في يوليو (تموز) الماضي.

وفي غضون ذلك، نقلت وكالة رويترز للأنباء عن الشيخ نواف البشير، وهو زعيم قبلي سوري نافذ، قوله إن هجوما شنه مقاتلو المعارضة السورية أسفر عن السيطرة على المعابر الحدودية مع تركيا والعراق يهدف إلى قطع الإمدادات من المنطقة الرئيسية في سوريا لإنتاج الحبوب والنفط والتعجيل بسقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال البشير، الذي كان يتحدث من بلدة رأس العين التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة على الحدود مع تركيا، إن مقاتلي المعارضة يعتزمون السيطرة على بلدتين حدوديتين دفاعاتهما ضعيفة إلى الشرق في محافظة الحسكة الغنية بالموارد الطبيعية على بعد 600 كيلومتر من دمشق.

واستولى مقاتلو الجيش السوري الحر على رأس العين قبل عشرة أيام في حملة لانتزاع السيطرة على المناطق الحدودية من قوات الأسد. وقال البشير إن رأس العين تعرضت لهجمات جوية وقصف مدفعي بعد فترة وجيزة من سيطرة مقاتلي المعارضة عليها، ولكنها توقفت قبل يومين. وأضاف أن قوات الأسد استمعت على ما يبدو لتحذيرات تركية من مواصلة قصف تلك المنطقة الحدودية، موضحا أن آلاف اللاجئين الذين فروا إلى تركيا بدأوا في العودة للوطن.

وتابع البشير أنه يتوقع تغير الوضع العسكري في الحسكة لأن قوات الأسد معزولة، مؤكدا أن قوات المعارضة تتحرك لقطع خط الإمداد الاقتصادي المهم عن النظام، وهو ما سيؤدي إلى تعطيل عملياته العسكرية. وأضاف أن النظام يرى أنه لم يعد يستطيع الاحتفاظ بسيطرته على المحافظات البعيدة، وبدأ يعيد قواته للدفاع عن دمشق، لافتا إلى أن معظم حقول النفط في دير الزور توقفت عن العمل بسبب وجود المعارضين، تاركين للأسد الحسكة التي تسهم بأكثر من نصف إنتاج سوريا من النفط، والذي يبلغ 370 ألف برميل يوميا. كما أفاد أن خط الأنابيب الاقتصادي الذي يمر من دير الزور توقف بالفعل، وأن الجيش السوري الحر سيحصل على دفعة بدخول منطقة الحسكة الغنية بالنفط والزراعة.