الاتحاد الأوروبي يعترف بالائتلاف السوري ممثلا شرعيا.. ولا أنباء عن «التسليح»

غموض حول طلب أنقرة لنشر صواريخ «باتريوت».. وجدل في ألمانيا حول المشاركة في مهمات «محتملة» على الحدود التركية

TT

اعترف الاتحاد الأوروبي أمس بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة «ممثلا شرعيا للشعب السوري»، بينما ساد الغموض حتى وقت متأخر أمس حقيقة ما إذا كانت تركيا طلبت من حلف شمال الأطلسي (الناتو) نشر منظومة صواريخ «باتريوت» على حدودها مع سوريا من عدمه.

وأعلن وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي مساء أمس أن الاتحاد الأوروبي يعترف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة «ممثلا شرعيا للشعب السوري»، بحسب وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء، ولكن لم يوضح ما إذا كانت صيغة الاعتراف تتضمن الإشارة إلى أن الكيان المعارض ممثل وحيد للسوريين. وأضاف تيرسي في تصريحات للصحافيين قبيل انتهاء اجتماعات نظرائه بالمجلس الأوروبي للشؤون العامة في بروكسل، قائلا «إنها خطوة للمضي قدما نحو خيار سياسي بديل» للنظام الحاكم في سوريا.

بينما أشارت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية إلى أن «الاتحاد الأوروبي أحجم عن تقديم (اعتراف دبلوماسي رسمي شامل)، لأن ذلك لا يمكن إلا أن يقرره كل بلد عضو على حدة.. لكن الاعتراف بالائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري، في بيان لوزراء خارجية الدول الـ27، يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في قبول الغرب للمجموعة».

وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي خلال مؤتمر صحافي في قطر الاثنين إن بلاده تعترف بالائتلاف المعارض للنظام في دمشق «ممثلا شرعيا للشعب السوري». وأضاف مونتي، طبقا للترجمة العربية لتصريحاته خلال مؤتمر صحافي مع نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم، قائلا «لقد اعترفنا بالائتلاف الذي يضم مختلف أطياف المعارضة ممثلا شرعيا للشعب السوري». وردا على سؤال خلال مقابلة مع قناة «الجزيرة» باللغة الإنجليزية حول احتمال قيام أوروبا بإرسال أسلحة إلى المعارضة السورية، أجاب مونتي قائلا «هذا ليس انعكاسا مباشرا لعملية الاعتراف». وأضاف دون توضيحات أنه «يجب أخذ عوامل أخرى في الاعتبار».

وفي غضون ذلك، غلف الغموض مسألة استعداد تركيا لطلب دعم الحلف الأطلسي لنشر صواريخ «باتريوت» على حدودها مع سوريا.. بينما ساد الجدل الأروقة السياسية الألمانية حول مشاركة محتملة للقوات الألمانية في مهمة دفاع جوي على حدود تركيا مع سوريا.

وأشارت تقارير صحافية أمس إلى أن تركيا كانت بصدد أن تطلب من حلف شمال الأطلسي نشر صواريخ «باتريوت» على طول حدودها مع سوريا، وقال مصدر في الحلف إن «أنقرة يمكن أن تقدم اليوم (أمس) طلبها إلى الحلف، لكن حتى ظهر اليوم لم يصل أي طلب».

وصرح الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أمس بأن «الحلف سيعتبر أي طلب تقدمه تركيا لنشر بطاريات (باتريوت) المضادة للصواريخ على طول حدودها مع سوريا طلبا عاجلا».

وألمانيا وهولندا هما البلدان الأوروبيان الرئيسيان في الحلف الأطلسي اللذان يملكان صواريخ «باتريوت» للدفاع الجوي، التي نشرت في تركيا عام 1991 في أثناء حرب الخليج ثم في 2003 عند اجتياح العراق. وكانت ألمانيا تتوقع تقديم تركيا طلبا رسميا أمس، بحسب ما أكده وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزيير، مشيرا إلى أن ألمانيا «ستقيم» هذا الطلب بـ«انفتاح وتضامن» مع تركيا.

وقال راسموسن إن «الوضع على طول الحدود السورية - التركية يثير مخاوف جمة. لدينا جميع الخطط اللازمة للدفاع عن تركيا إن دعت الحاجة، وهذه الخطط قابلة للتعديل عند الضرورة لضمان حماية ودفاع فعال لتركيا».