وفد أميركي يتوسط بين الجيش العراقي والبيشمركة

تقارير عن تحريك دبابات نحو طوزخورماتو

TT

في وقت يستعد الرئيس العراقي جلال طالباني للتشاور مع مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان حول التطورات الميدانية الخطيرة التي تشهدها منطقة طوزخورماتو، أكدت مصادر قيادية في حزبه أن الجيش العراقي حرك كتيبتين من دباباته نحو منطقة طوزخورماتو، بينما أكد المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات البيشمركة أن قيادة القوات البرية العراقية أرسلت تعزيزات أمس إلى المنطقة ووصل فوجان من المشاة إلى الجهة الجنوبية من جبل حمرين.

في ظل هذه التطورات الخطيرة والتصعيد المستمر من الجانب العراقي للأزمة العسكرية في منطقة طوزخورماتو، يبحث وفد أميركي مع الأطراف المعنية بالأزمة أسباب وملابسات هذه الأزمة بهدف التوسط وتهدئة الأجواء بين الفريقين. فقد أبلغ الفريق جبار ياور أمين عام وزارة البيشمركة والمتحدث الرسمي باسمها «الشرق الأوسط» أن «وفدا أميركيا وصل أمس برئاسة الجنرال كاسلين مدير مكتب التعاون الأمني الأميركي العراقي يرافقه القنصلان الأميركيان في أربيل وكركوك واجتمعوا مع وزير البيشمركة وكبار قادة الوزارة لبحث التطورات الميدانية التي شهدتها منطقة طوزخورماتو، ووجهوا تحذيرات واضحة من خطورة الصدام المسلح بين الجيش والبيشمركة على اعتبار أن قواتهما قريبة من بعضها البعض، وتحدثوا عن المواجهة الإعلامية الخطيرة التي تؤجج الأزمة بشكل أكبر، وطلبوا خلال الاجتماع سحب قوات الطرفين فورا ووقف التحشيدات العسكرية من الجانبين، والعمل فورا لعقد اجتماع للجنة العليا التي تضم وزارات البيشمركة والدفاع والداخلية بالحكومتين. ومن جانبنا أبلغنا الوفد الأميركي بأننا لا نرغب في حدوث أي صدام بيننا وبين الجيش، وأنه لا خطط لنا مطلقا بهذا الاتجاه، وأعربنا عن رغبتنا على لسان السيد الوزير بالجلوس إلى مائدة المفاوضات لحل جميع المشكلات، كما أبلغنا الجانب الأميركي بأن القوات التي أرسلناها نحن إلى المنطقة قد تم سحبها بالكامل، وهذا دليل على أننا لا ننوي شن الحرب على الجيش أو المواجهة معه، ووافقنا على استئناف اجتماعات اللجان المشتركة وفي مقدمتها اللجنة التنسيقية العليا لنتفق معا على تهدئة الأوضاع من خلال سحب جميع القوات الإضافية من المنطقة لأنه ليس هناك أي مبرر لاستقدامها إلى هناك، وكذلك العمل على تهدئة اللهجة الإعلامية».

وأضاف ياور: «لقد تعهد الوفد الأميركي بأن ينقل وجهات نظرنا إلى الجانب العراقي، وأكدوا بأنهم سيعودون إلى بغداد لمواصلة جهودهم مع وزارة الدفاع والقيادة العامة من أجل تجاوز هذه المشكلة».

وعلى الصعيد السياسي أكد عدنان المفتي عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، أن الرئيس جلال طالباني وصل أمس إلى أربيل مقبلا إليها من السليمانية وسيجتمع مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني للتشاور معه حول مجمل الأحداث الحالية المتعلقة بالأزمتين السياسية في العراق والعسكرية في منطقة طوزخورماتو.

في غضون ذلك أكدت مصادر قيادية بحزب الاتحاد الوطني الكردستاني «أن كتيبتين من دبابات الجيش العراقي بطريقها إلى منطقة طوزخورماتو مقبلة من محافظة صلاح الدين»، وقال محمود سنكاوي عضو اللجنة القيادية للاتحاد الوطني ومسؤول مكتبه التنظيمي بمنطقة كرميان أن هذه الدبابات شوهدت على طريق العظيم الرابط بين كركوك وبغداد، مشيرا إلى أن القيادة الكردية على علم بصدور أمر من قيادة القوات البرية العراقية بوضع جميع التشكيلات التابعة لقيادة عمليات دجلة في حالة الإنذار القصوى، وأن قيادة البيشمركة وضعت بدورها في حالة الاستعداد، وهي جاهزة للدفاع عن الأرض والوطن.

وبالعودة إلى المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات البيشمركة الفريق جبار ياور لسؤاله عن آخر التطورات الميدانية إلى حدود مساء أمس، قال: إن «قيادة القوات البرية حركت فوجين من اللواء 36 التابع لقيادة الفرقة التاسعة مشاة آلي، واستقر الفوجان في الجهة الجنوبية من جبل حمرين، ولدينا معلومات بأن جميع القوات التابعة للفرق (الرابعة والخامسة والثانية عشر) قد وضعت بحالة الإنذار القصوى».و أضاف: «هناك تحركات عسكرية مكثفة في المناطق القريبة من قضاء الخالص على الطريق الرابط بين طوزخورماتو وبغداد، فقد تم إرسال قوات إضافية إلى منطقة قريبة من قرية (إينجانة) وأخرى إلى منطقة قريبة من (العين السفلى)»، بينما تم إرسال سرية دبابات إلى مقر قيادة عمليات دجلة وهي من دبابات «تي 72»، أما الطائرات المروحية فقد وضعت بدورها في حالة الإنذار. وكشف الفريق ياور، أنه بقرار من القيادة العامة للقوات المسلحة التي يرأسها نوري المالكي تم وضع جميع القوات المسلحة (الجيش والشرطة والأمن المحلي) بحالة إنذار(ج) وهو أعلى درجات الإنذار العسكري في العراق، وتم وقف الإجازات الدورية، وتم توجيه الدعوة إلى المجازين بالعودة إلى مقراتهم فورا، كما أنه أصدر أمرا إلى جميع القطعات العسكرية بالرد الفوري وبشدة على قوات البيشمركة في حال تجرأت على الاقتراب من الجيش العراقي، وهذا بحد ذاته دليل على أن السيد المالكي تنقل إليه أخبار غير صحيحة وغير دقيقة؛ لأنه على الرغم من كونه قائدا عاما للقوات المسلحة فإنه لا يعرف بأن قوات البيشمركة والجيش العراقي يعملان معا ضمن دوريات مشتركة في المناطق المتنازعة على مدار 24 ساعة، وأن قوات الجيش والبيشمركة ينفذان عمليات مشتركة ضد الإرهابيين، وأنهما يديران السيطرات الأمنية المشتركة منذ عام 2003، فكيف يبلغ قوات الجيش بعدم قبول اقتراب البيشمركة منهم، وهم بالأساس قوة مختلطة تعمل يوميا من خلال الدوريات والسيطرات.