القاهرة تصبح محور جهود التهدئة بين غزة وإسرائيل

اتصالات لمرسي مع الرؤساء الفرنسي والإيراني والأميركي.. والعربي يلتقي «كي مون» اليوم

فلسطينيات يبكين خلال تشييع عائلة الدلو أمس التي قتل 11 من أفرادها في قصف إسرائيلي على غزة أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

تواصلت في القاهرة أمس، الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بمساعدة أطراف إقليمية ودولية. وبينما أعلن في مصر عن لقاء يجري اليوم بين الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، واصل الرئيس المصري محمد مرسي، خلال الساعات الماضية، مباحثاته مع عدد من الأطراف الإقليمية والدولية في محاولة للوصول إلى تهدئة للحرب الدائرة بين إسرائيل وقطاع غزة.

وقالت مصادر مصرية، إن مرسي تحدث هاتفيا مع كل من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وتابعت قائلة إن هولاند أبلغ مرسي بتحرك وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في المنطقة، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار فوري بين حماس وإسرائيل.

ومن جهته اتصل الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس بنظيره المصري وناقش الزعيمان في المكالمة سبل تهدئة الوضع في غزة، كما أكد أوباما على ضرورة وقف حماس لإطلاق الصواريخ على إسرائيل. وعلى أثر اتصاله بمرسي اتصل أوباما برئيس الوزراء نتنياهو في إسرائيل، وتحدث معه عن مستجدات الوضع في غزة.

وأجرى مرسي اتصالات هاتفية أيضا، مع كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس وزراء اليابان يوشيهيكو نودا، ورئيسة البرازيل دلما روسيف. وأعلنت الجامعة العربية أمس، أن العربي سيلتقي اليوم مع كي مون، لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة، والمسعى الفلسطيني في الأمم المتحدة للحصول على صفة «مراقب» في المنظمة الدولية. وشدد مصدر مسؤول في الجامعة العربية، على أهمية اللقاء الذي يأتي للتنسيق بين الجامعة والأمم المتحدة حول سبل تنسيق الجهود لوقف التصعيد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.

كما يأتي لقاء العربي وبان كي مون قبيل توجه وفد وزاري عربي برئاسة العربي اليوم، إلى قطاع غزة وعدد من وزراء الخارجية العرب للتضامن مع أهل القطاع، من بينهم وزير الخارجية المصري محمد عمرو. وصرح الوزير المفوض عمرو رشدي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أن الاتصال دار حول مساعي وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة، وأن الوزير عمرو أكد مواصلة مصر لجهودها لإحلال التهدئة.

وفي تصريحات له في ختام زيارته إلى تل أبيب أعلن فابيوس، أن الحرب ليست خيارا، وأن هناك حاجة ملحة للتدخل من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة. وأضاف أن الوضع في قطاع غزة وإسرائيل صعب للغاية وسط سقوط الكثير من القتلى والجرحى بين الطرفين، مؤكدا دعم فرنسا لوقف إطلاق نار بين الجانبين.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أن الوفد الوزاري العربي يضم 9 وزراء خارجية للتضامن مع «الإخوة الفلسطينيين». وقالت مصادر عربية مطلعة إن الوزراء الـ9 الذين أبلغوا الجامعة العربية برغبتهم في زيارة القطاع، هم وزراء خارجية مصر وتونس والعراق والسودان ولبنان والسلطة الفلسطينية والكويت، إضافة إلى وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، مشيرة إلى أن الأمانة العامة للجامعة ما زالت تتلقى طلبات من وفود عربية أخرى.

وتلقى العربي رسالة من إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، أطلعه فيها على ما يجري من تصعيد إسرائيلي، مطالبا بوقوف الجامعة بجانب الشعب الفلسطيني و«التصدي لعدوان الاحتلال عليه». وذكر بيان للجامعة العربية، أن الأمين العام رد على هنية برسالة مفادها، وفقا لما بثته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، أن الجامعة «تتابع هذا العدوان الغادر وغيره من الاعتداءات على القدس والضفة الغربية وتجري اتصالاتها مع الكثير من الأطراف العربية وغير العربية لوقف هذا العدوان، وأننا على يقين أن صمود أهلنا في قطاع غزة وتحقيق الوحدة الفلسطينية هو السبيل لتحطيم كل هذه الإجراءات الإسرائيلية.. وأؤكد لكم أن جامعة الدول العربية تبذل كل ما لديها من طاقات والعمل على جميع المستويات لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم».

ومن جانبه قال سفير الصين لدى مصر سونج أيقوه، إن بلاده مهتمة بتطورات منطقة الشرق الأوسط والسلام العالمي، لا سيما أن حل القضية الفلسطينية أصبح مطلبا أكثر إلحاحا وأضاف في مؤتمر صحافي عقده الليلة قبل الماضية، وأن على المجتمع الدولي أن يبذل جهودا أكثر لحلها، مشددا على أنها تدين أي إجراءات عسكرية وتطالب إسرائيل بالحفاظ على السلام.

وعلى صعيد متصل، أنهى وفد يضم 561 من النشطاء السياسيين والقوى الثورية المصرية أمس زيارة إلى غزة للتضامن مع أهالي القطاع. كما دخل إلى القطاع عبر معبر رفح الدكتور سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة (الإخواني) على رأس وفد يضم 52 فردا من رئاسة الجمهورية المصرية والأحزاب والقوى السياسية المختلفة، لإعلان التضامن مع الفلسطينيين.

ومن جانبها نفت القوات المسلحة المصرية (الجيش) ما رددته وسائل إعلام إلكترونية أمس، عن تفويض الرئيس مرسي لوزير الدفاع والإنتاج الحربي والقائد العام عبد الفتاح السيسي بإعلان حالة التعبئة العامة في صفوف القوات المسلحة.

وتزامن يوم أمس مع ذكرى الرحلة التي قام بها الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى القدس عام 1979. وصرح الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة الدكتور بطرس بطرس غالي، الذي رافق السادات في تلك الرحلة، بصفته وزير الخارجية آنذاك، أنه لا بد من إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وقال غالي: «ما زلنا نعيش فترة السلام البارد في المنطقة حيث توقفت المفاوضات والاتصالات لحل القضية الفلسطينية حلا شاملا وعادلا، وآمل أن نتمكن من حل الكثير من المشاكل من خلال المفاوضات باعتبارها الوسيلة المثلى لتسوية المنازعات وتحقيق السلام بين الأطراف وليس من خلال الحرب».