هادي يحذر معرقلي التسوية السياسية.. ويتعهد بإجراء الانتخابات في موعدها

بان كي مون: اليمن يمر بمنعطف مهم وتجاوز الحرب الأهلية والاقتتال

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وبان كي مون بعد تقليد أمين عام الأمم المتحدة بوسام الوحدة اليمني في صنعاء أمس (رويترز)
TT

حذر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، من يقومون بعرقلة التسوية السياسية وهددهم بعقاب من الشعب اليمني والمجتمع الدولي، وذلك عقب مباحثات مشتركة أجراها مع أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف الزياني.

وقال هادي، في مؤتمر صحافي عقده مع أمين عام الأمم المتحدة، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي، إن «المبادرة الخليجية ليست وثيقة العهد والاتفاق (التي وقعت في الأردن عام 1994 بين الأطراف السياسية اليمنية والتي لم تنفذ)، ويجب أن تدخل هذه المعلومة في عقل كل يمني مهما كان سياسيا أو إعلاميا أو قياديا أو غير ذلك، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية مربوطة بمجلس التعاون الخليجي وبالأمم المتحدة وبقرارات مجلس الأمن الدولي (2014 و2051)، وعمليا سينفذ كل حرف فيها ومن يتطاول ويخرج عليها سوف يعاقبه الشعب اليمني قبل الأمم المتحدة».

وطالب هادي الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني بدعم المبادرة الخليجية وتنفيذها من أجل أن يخرج اليمن من المأزق الذي يمر به، مؤكدا ثقته بالوصول إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والاستفتاء على الدستور الجديد، وقبل ذلك الوصول إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي نصت عليه المبادرة، «كما وصل الناس إلى الانتخابات الرئاسية المبكرة في فبراير (شباط) الماضي، رغم الأزمة والحرب والمتاريس المنتشرة»، وجدد الرئيس اليمني «التأكيد على الالتزام بإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في موعدها المحدد»، وحث «أطراف العمل السياسي على الحوار الصادق والمخلص باعتباره السبيل الأمثل لتجاوز الصعاب وحل الخلافات القائمة». وأكد الرئيس هادي أن «من يطالبون بالانفصال وفك الارتباط عليهم الرجوع إلى قرارات مجلس الأمن الدولي الأخيرة التي تؤكد على وحدة وسيادة اليمن». وأكد هادي على أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة عام 2014 سوف تعقد في موعدها دون تأخير.

من جهته، وصف بان كي مون، اليمن، في أول زيارة له إليه، بـ«المجتمع المتعدد والمتنوع ويتمتع بتاريخ وثقافة مدهشة في ثرائها وغناها وهو بلد نشط يستحق فيه الشعب الازدهار والاستقرار والأمن، وقبل عام واحد فقط اقترب اليمن بشكل خطير من النزاع الواسع»، وقال في كلمة له بدار الرئاسة اليمنية: «لقد كانت حركات الشباب في الساحات تطالب بالتغيير السلمي وكانت الشوارع في صنعاء والمدن الرئيسية الكبرى مسرحا للمواجهات العسكرية بما في ذلك القصف المدفعي، وفي جميع أرجاء البلاد كان النزاع والاضطراب في تصاعد وكانت الحرب الأهلية تلوح في الأفق مع ما في ذلك من تبعات على أمن المنطقة بأسرها، أما اليوم فقد عاد الهدوء إلى معظم أرجاء البلاد وأصبح بإمكان المواطنين العاديين الذين عانوا أولا وقبل سواهم وأكثر من سواهم أثناء فترة الاضطرابات، أصبح بإمكانهم الآن مواصلة أعمالهم».

وأضاف أمين عام الأمم المتحدة أن «اتفاقية نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، لنقل السلطة ساعدت في التغلب على وضع الجهود السياسية في البلاد وتخفيف وتفكيك المواجهات العسكرية في صنعاء وأجزاء أخرى في البلاد ولكن كما اتضح أيضا وبعد سنة من ذلك لم يكن التوقيع على الاتفاقية بحد ذاته نهاية للأزمة، هذه الاتفاقية مهمة لأنها توفر خارطة طريق واضحة للتحول الأعمق الذي بدأت البلاد تخوضه، فكلما واجه مجتمع ما انقساما ووقف على شفير النزاع المدني تزداد الضرورة للعودة إلى الحكمة والاحترام المتبادل والتفاعل السلمي، وهذه هي المبادئ التي تسلحتم بها والتي تواصلون إظهارها»، ودعا مون إلى إشراك النساء في عملية التغيير الجارية في اليمن.

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، من أي عرقلة للتسوية السياسية في اليمن وقال: إن عقوبات دولية ستفرض على المتورطين في ذلك، وإن أي محاولة لعرقلة العملية السياسية في اليمن ستواجه بعقوبات سواء على المستوى الجماعي أو الشخصي بموجب قراري مجلس الأمن 2014 و2051. وأكد أن المجتمع الدولي لن يسمح بأي عرقلة للمرحلة الانتقالية الجارية في اليمن.

وشارك مون ومعه مستشاره ومبعوث المنظمة الدولية إلى اليمن جمال بن عمر، في اجتماع استثنائي عقدته حكومة الوفاق الوطني ليلة الاثنين بصنعاء وقالت مصادر رسمية يمنية إن الاجتماع كرس للوقوف أمام ما أنجزته الحكومة من المهام الموكلة إليها بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، والنجاح الذي حققته في الكثير من الجوانب رغم كل التحديات والعراقيل الموضوعية والمفتعلة، حسب بيان رسمي.

وذكرت المصادر أن الاجتماع الاستثنائي وقف أمام الخطط المستقبلية للحكومة في إنجاز ما يخصها في المرحلة الانتقالية الثانية المرتكزة على أساس المبادرة الخليجية، والدعم الدولي المطلوب لتحقيق ذلك.

إلى ذلك، اعتبر مراقبون لـ«الشرق الأوسط» أن ما صدر من مواقف عن الرئيس عبد ربه منصور هادي وسط تأييد واضح من أمين عام الأمم المتحدة، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي وما صدر عن الشخصين، أيضا، من مواقف، بمثابة رسالة واضحة للأطراف التي تعمل على عرقلة التسوية السياسية ورسالة إلى الرئيس السابق علي عبد الله صالح وأنصاره لعدم وضع العراقيل أمام التسوية الجارية والمبادرة الخليجية.

وعقد احتفال في دار الرئاسة اليمنية، أمس، بمناسبة مرور عام كامل على توقيع المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن، وبالمناسبة قام الرئيس اليمني بتكريم بان كي مون بوسام الجمهورية من الدرجة الأولى، وتكريم الزياني، والمبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر، بوسام الوحدة اليمنية من الدرجة الأولى.

ولم تقتصر زيارة أمين عام الأمم المتحدة على إجراء محادثات مع الرئيس هادي والمسؤولين اليمنيين وحضور حفل التكريم، بل اجتمع مع الرئيس هادي باللجنة العسكرية الخاصة بتحقيق الأمن والاستقرار والتي أزالت وتزيل المظاهر العسكرية في البلاد، ونقلت مصادر رسمية عن مون قوله للجنة العسكرية: «اليمن اليوم يمر بمنعطف مهم جدا من أجل المستقبل المشرق لكل اليمنيين، وأنا مسرور بشكل كبير لهذا الحوار معكم ومسرور أيضا للحضور العسكري المهم جدا بولائه الوطني وإيمانه بضرورة خروج اليمن من الظروف الصعبة إلى بر الأمان».