فتح قررت إنهاء الانقسام وعباس ومشعل يتفقان على الحوار بعد الحرب

مواجهات في الضفة الغربية وقطع طرق على المستوطنين.. وإحراق مسجد

جنود إسرائيليون يطلقون النار على متظاهرين فلسطينيين في المدخل الرئيسي لمدينة بيت لحم الذين تظاهروا نصرة لأهالي غزة أمس وخلفهم الجدار الإسرائيلي الفاصل (أ.ف.ب)
TT

أعلنت حركة فتح في الضفة الغربية إنهاء الانقسام في ذروة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، في مهرجان شعبي كبير، وبحضور ممثلين عن كافة الفصائل والقوى الوطنية.

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، جبريل الرجوب: «في هذا الوقت الذي يقصف فيه دم الطفل والمرأة والكرامة والمشروع الوطني بطائرات الفانتوم، أصبح هناك استحقاق علينا، وهو الوقوف موحدين في الضفة الغربية وقطاع غزة»، مضيفا: «قررنا إنهاء حالة الانقسام، يوجد قرار فصائلي جامع بدفن الانقسام وإلى الأبد، واليوم نعلن بدء فعاليات برنامج وطني لوأد العدوان الإسرائيلي بقلب رجل واحد والإبقاء على فكرة الدولة الفلسطينية».

وأردف: «نعلن بدء فعاليات وبرنامج وطني لوقف العدوان والتصدي له تحت عنوان، جسد فلسطيني واحد».

واعتبر الرجوب أن من يتحدث عن خلافات بعد الآن هو «خائن». ومضى يقول: «نحن في اتفاق إنهاء الانقسام لنعبر عن طموح الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية التي سنعيد صياغتها بما يتناسب لإشراك حركة حماس والجهاد الإسلامي فيها».

وجاء حديث الرجوب بعد ساعات من دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، لاجتماع فصائلي بحضور حماس، من أجل تعزيز «الوحدة» و«مواجهة مشتركة للتحديات».

غير أن هذا الإعلان عن «إنهاء الانقسام» يظل رمزيا، من دون اتخاذ خطوات عملية على الأرض.

وفي مرات سابقة اتفق الطرفان على إنهاء الانقسام ضمن آليات محددة، برعاية مصرية وقطرية، لكنهما اختلفا عند التطبيق.

وقالت مصادر لـ«لشرق الأوسط»، إن أبو مازن اتفق خلال اتصالات هاتفية مع زعيم حركة حماس خالد مشعل، على إنهاء الانقسام بعد انتهاء جولة الحرب الحالية. وأبلغ مشعل، مبعوث الرئيس الفلسطيني إلى قطاع غزة، نبيل شعث الذي التقاه في مصر، أمس، أنه مستعد للعودة إلى الحوار من أجل المصالحة بعد انتهاء الحرب على غزة. وأبلغ مشعل القيادة المصرية بالأمر. ويعتقد أن تبادر مصر لدعوة الطرفين من أجل الاتفاق على إنهاء الانقسام.

وقال أبو مازن، أمس، إن شعبه يرفض الانقسام: «ما يفرض علينا جميعا النهوض بمهمة استعادة وحدتنا الوطنية ووحدة أرضنا ورص صفوفنا لمواجهة العدوان والمضي قدما على طريق تحقيق أهدافنا الوطنية بالحرية والاستقلال والعودة».

وثمن أبو مازن تصاعد الحراك الشعبي، مؤكدا على ضرورة «تصعيد المقاومة الشعبية السلمية الحضارية التي من شأنها حماية المشروع الوطني».

وقوبلت مواقف عباس، بانتقاد إسرائيلي، وقال محللون إن إسرائيل غير راضية عن موقف الرئيس الفلسطيني الذي قام يدافع عن حماس.

ونقل عن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قوله في اجتماعات للحكومة المصغرة: «عباس إرهابي، وهو عدو لإسرائيل مثل حماس، إنه يقول كلاما خادعا عن السلام، لكنه لا يؤمن به ويقصد إلحاق الأذى بإسرائيل، ويقصد استكمال ما لا تستطيع المنظمات الإرهابية فعله».

وتظاهر أمس آلاف الفلسطينيين، في الضفة الغربية تضامنا مع غزة، وتنديدا بالعملية العسكرية الإسرائيلية في القطاع، وهي مظاهرات يومية متصاعدة. واشتبك متظاهرون مع الجيش الإسرائيلي، في بيت لحم والخليل ورام الله ونابلس وقلقيلية، وأصيب شبان بجروح بعضها خطير.

وتفجرت الاشتباكات الأعنف، في سعير شرق الخليل، وفي قلقيلية، وقرب بيت لحم في دار صلاح، وعلى الحاجز الشمالي للمدينة، وعند سجن عوفر في رام الله.

وقطع الفلسطينيون المتظاهرون طريق «60» على المستوطنين عند رام الله، واشتبكوا معهم، قبل أن يدهس مستوطن الناشط المعروف عبد الله أبو رحمة. وفي المقابل، هاجم مستوطنون، الفلسطينيين العزل في قرية عوريف في نابلس، وأضرموا النار في مسجد القرية. وقال شهود عيان، إن مستوطنين من مستوطنة «ايتسهار»، هم الذين أضرموا النار في مسجد الرباط، ما أدى إلى احتراق جزء منه. ودانت السلطة حرق المسجد، وقالت: إنه جزء من العدوان الشامل على الفلسطينيين.