جهود دولية لوقف حرب غزة وأردوغان ينتقد الأمم المتحدة

قطر ترفض فكرة تسليح القطاع

TT

استمرت الجهود الدولية لوقف القصف الاسرائيلي على غزة امس، في وقت وجه رئيس وزراء تركيا انتقادات شديدة للأمم المتحدة لفشلها في حماية اهالي غزة.

واتهم أردوغان أمس الأمم المتحدة باتخاذ موقف غير عادل تجاه المسلمين ودعا إلى «تحرك صادق» لإنهاء الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة. وصرح أردوغان أمام مجلس لرجال الدين المسلمين ينعقد في إسطنبول في إطار مجلس إسلامي أوروبي آسيوي «بأن سألتموني إلى أي حد أثق بالأمم المتحدة لقلت إنني لا أثق بها». واتهم ر مجلس الأمن الدولي «بغض النظر» عن معاناة المسلمين حول العالم ودعا إلى «تحرك صادق» لوقف الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة، حيث قتل نحو مائة فلسطيني منذ بدء أعمال العنف.

ومن جانبهما دعا رئيسا الوزراء، القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، والإيطالي ماريو مونتي، إلى التهدئة ووقف النار في غزة، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك في الدوحة أمس.

وقال الشيخ حمد بن جاسم: «هناك وضوح لنا أن ما يجري في غزة غير مقبول عربيا من الجميع، والواضح أيضا... الآن هو أن وجهات النظر على الأقل العلنية واضحة في الوقوف هذا الموقف». وأضاف: «نحن مع التهدئة لكن التهدئة يجب أن تتم بوضوح وعدم السماح لأي طرف بأن يستمر في اغتيال شخصيات ويدخل في معارك جانبية ويطلب من الطرف الآخر تهدئة مائة في المائة... التهدئة يجب أن تكون من الطرفين»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف: «ألفت أيضا إلى الحصار الجائر على غزة، لأن الحصار الجائر سيكون دائما نقطة الشرارة، هناك مليون و700 ألف سجين في غزة... وهذا عار على العالم أن يقبل بشيء من هذا النوع».

وجدد الشيخ حمد التأكيد بأنه «يجب أن يرفع الحصار ويعامل هذا السجين بطريقة تختلف لأن هذا هو الذي يؤدي إلى الإرهاب والتطرف».

وأضاف: «لقد صار هناك ضغط شعبي عربي... والضمان هو في أن يتخذ مجلس الأمن قرارا واضحا في إرجاع الحقوق إلى أصحابها، لكن دور مجلس الأمن معطل في هذه القضية». ورفض الشيخ حمد فكرة تسليح قطاع غزة. وقال: «نحن نتحدث عن السلام ونتحدث عن الدعم الإنساني وإعادة إعمار ما دمر، موضوع التسليح نحن ضده».

ومن جهتها، قالت كاثرين أشتون منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن هناك شعورا بالقلق البالغ لدى الأوروبيين بشأن الخسائر في الأرواح نتيجة ما يحدث في غزة، وكررت بأنه «لا بد من إيجاد حل طويل الأمد للوضع في غزة». وجاءت التصريحات على هامش اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ببروكسل، حيث أظهرت تصريحات عدد من الوزراء لدى وصولهم إلى مقر الاجتماعات، وجود مخاوف من توسع العمليات العسكرية على قطاع غزة. وأكد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله على ضرورة أن يتوقف العنف، وقال: «من الصعب تحديد من هو البادئ، ولكننا نشدد على ضرورة التوقف عن العنف والبحث عن حلول»، وأشار إلى أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، على أهميته لا يكفي، فـ«يجب التحرك إلى الأمام باتجاه الحل، وإلا فإن استمرار الوضع الحالي سوف يعرض قطاع غزة لمزيد من العمليات الإسرائيلية وكذلك إسرائيل لمزيد من الصواريخ التي تطلقها حركة حماس»، وعبر فيسترفيلله عن قناعته أن الموقف الأوروبي «قوي وموحد» بما يكفي تجاه ما يجري في قطاع غزة، خاصة لضرورة وقف العنف «بشكل فوري والتقدم باتجاه حل الصراع».

وقبل انطلاق أعمال مجلس الشراكة الأوروبي التونسي في بروكسل، دعا وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام المسؤولين الأوروبيين إلى اتخاذ موقف أكثر إنصافا وعدالة من الأحداث الجارية حاليا في قطاع غزة وأضاف: «نحن نعتبر أن وقف إطلاق النار في غزة بات أمرا ملحا، فالوضع في القطاع بات غير مقبول بالمرة»، وعبر الوزير عن أسفه لعدم وجود موقف أوروبي واضح لجهة إدانة ما تقوم به إسرائيل في غزة، فـ«يجب أن تفهم إسرائيل أن عليها أن تخضع للقانون الدولي، لا أن تتجاهله»، وفي غضون ذلك وفي غياب الرئيس باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في جولتهما في دول في جنوب شرقي آسيا، قال مصدر في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»، أمس: «توجد فجوة كبيرة بين موقفنا وموقف المؤيدين لحماس حول حرب الصواريخ هذه. نرى نحن أن – ولنعطي حماس حقها - مقاتلين فلسطينيين يعملون من غزة، بموافقة حماس، أو عدم موافقتها، هم السبب. في الجانب الآخر، يرى مؤيدو حماس أن إسرائيل هي المسؤولة. نحن لا نرى ذلك. والرئيس والوزيرة كررا ذلك خلال جولتهما في آسيا».

ومن جهة اخرى، ,أصدرت وزارة الخارجية الروسية أمس بيانا قالت فيه إن «موسكو تعتبر أنه من الواجب الوقف الفوري للمواجهة المسلحة. وندعو طرفي النزاع إلى وضع حد لأعمال العنف بكافة أشكالها تفاديا لسقوط المزيد من الضحايا البشرية». وأما بكين، فقالت إنها قلقة للغاية إزاء العمليات في غزة.وقالت هوا تشون ينغ المتحدثة باسم الخارجية الصينية خلال إفادة صحافية يومية في بكين «الصين قلقة للغاية بشأن العمليات العسكرية الإسرائيلية واسعة النطاق المستمرة ضد قطاع غزة. نحن ندين الاستخدام المفرط للقوة الذي يتسبب في وقوع قتلى وجرحى بين أشخاص عاديين أبرياء». حسب «رويترز».