مشعل يعلن رفض المقاومة أي شروط إسرائيلية للتهدئة: من بدأ الحرب يوقفها

قال: لن نلقي بأعباء على مصر.. والعرب كانوا عند حسن ظننا.. وتحدى الإسرائيليين من القاهرة

TT

أعلن رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، تحديه للجيش الإسرائيلي الذي يعد لحرب برية على قطاع غزة، وقال من مصر «سوف ننتصر عليهم». وشدد مشعل في مؤتمر صحافي بنقابة الصحافيين المصريين بالقاهرة أمس على أن المقاومة ترفض أي شروط إسرائيلية للتهدئة وقال: «من بدأ الحرب يوقفها».

واختار مشعل القاهرة لتوجيه عدة رسائل تزامنت مع المساعي العربية والدولية التي تهدف إلى التوصل لهدنة بين غزة وإسرائيل منتقدا «آلة الإرهاب والتدمير الإسرائيلية» قائلا: نحن لم نعتد على أحد وإنما إسرائيل هي التي بادرت و«اغتالت الشهيد أحمد الجعبري». وشن مشعل هجوما شديد اللهجة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلا إن نتنياهو «أراد أن يرمم قدرته في الردع ولكنها فشلت».

وأعلن مشعل رفض المقاومة لأي شروط إسرائيلية للتهدئة وقال: «من بدأ الحرب يوقفها»، قائلا إنه يتحدى الجيش الإسرائيلي الذي لديه كل الإمكانات. وأضاف مشعل قائلا: بصراحة أهل فلسطين عندما يطلبون دعم الأمة المصرية فهذا لا يعني البحث عن وطن بديل في سيناء. وأكد: لن نلقي بالأعباء على مصر وعليها أن تهتم بمصالحها وأن تساعدنا بالقدر الذي تستطيع، ومصر هي مصر ولا بديل عن حق العودة ولا خروج لأهل فلسطين عن فلسطين.

وأكد مشعل رفض المقاومة لأي شرط إسرائيلية للتوصل إلى تهدئة، مشددا على أن «العدو إذا أراد وقفا لإطلاق النار، فمن بدأ الحرب عليه أن يوقفها.. ولنا مطالبنا وشروطنا ونحن مصرون عليها». وتابع: «نحن مستعدون لكل الاحتمالات وجاهزون لها.. ونتمنى أن يتوقف نزف الدم الفلسطيني». وقال: «إن العدو الصهيوني أراد تحقيق نجاحات على حساب شعبنا، وأراد أن يختبر مصر الجديدة بعد الثورة، فكان الجواب غير الذي توقعه.. أراد أن يختبر دول الربيع العربي، فكان العرب عند حسن ظننا وليس ظنهم».

وأضاف مشعل قائلا: «أراد نتنياهو أن ينجح في الانتخابات، وأن يظهر بدور البطل فيسدد ضربات تظهره صقرا ومنجزا وهو اليوم قلق.. أراد هذا العدو أن يجرب أسلحته وقبته الحديدية لتسويقها، إلا أن سلاح غزة المحدود أربكه وما طوره في السنوات الماضية، وبالتالي كشف نفسه دون أن يستر عورته».

وقال مشعل إن «نتنياهو أراد تحقيق ثلاثة أهداف مع رسائل كثيرة ولكنه لم يفلح، لا شك أنه نجح في اغتيال القائد البطل أحمد الجعبري، كذلك أراد أن يرمم قدرته في الردع ولكنها فشلت، وأراد القضاء على البنية التحتية للمقاومة، ولكن المقامة ردت عليه عمليا بالفعل وليس بالقول، كذلك أراد أن يوجه رسالة إلى أبناء غزة بأنه يستطيع أن يضرب كيفما يشاء وفي أي وقت شاء، لكن شاركناه زمام المبادرة بالرد عليه رغم فارق الإمكانيات، وبالتالي أهداف العدو فشلت».

وأضاف مشعل قائلا إن «المعنويات في الأرض عالية، وتستطيعون المراهنة عليها، بعكس معنويات نتنياهو وفريقه الذي يتسلح بكل سلاح تقليدي وغير تقليدي». وقال أيضا إن «نتنياهو أراد أن يربك الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال دورته الثانية في انتخاباته، ليمنع أي اتجاه دولي لإنصاف الشعب الفلسطيني ولو بخطوات محدودة، ونحن لا نراهن على شيء إلا الله سبحانه وتعالى».

وأفاد أن «أبطال المقاومة مستعدون للمفاجأة التي تعدها إسرائيل للرد عليهم بعزيمة وإرادة قوية» معتبرا تفوق المقاومة الفلسطينية على إسرائيل في الإرادة، وأكد أن «الجميع يراهن عليها ويثق بها وأنها حققت في 48 ساعة معادلة التوازن».

وأضاف أن «نتنياهو أراد أن يركز على الأهداف العسكرية، وذلك حينما رأى أن حساباته أخطأت وبدأ يحسب حساب الانتخابات أصبح مندفعا نحو الدم، فهو مجرم حرب، فحتى الآن ومنذ الأربعاء الماضي (سقط) أكثر من مائة شهيد وأغلبهم من الأطفال»، مضيفا أن نتنياهو يلوح الآن بالحرب البرية بغرض إفزاع العالم بالضغط على مصر وتركيا وغيرهما للضغط من جانبهم على حماس، لفرض شروطه.. «فإذا كان أهلنا ومقاومتنا لا تخاف من السلاح وهو يقتلها في صدورها فكيف يخاف من التلويح».

وأضاف أن «هناك حقيقة مهمة، وهي أن الذي طلب التهدئة هو نتنياهو» قائلا إن نتنياهو طلب التهدئة من الأميركيين والأوروبيين وشخصيات دولية كثيرة ومن مصر ومن دول أخرى»، وقال: «ليست حماس ولا المقاومة ولا شعبنا من طلبوا التهدئة، فنحن نريد مطالبنا المشروعة».

وتابع مشعل قائلا إن نتنياهو «يهدد بالحرب البرية على غزة ونحن نعرف أنه قادر على ذلك ولكنه يعرف جيدا أنه لن يكون في نزهة وسوف يخسر كثيرا وأيضا سوف يضعف موقفه في الانتخابات وما يفعله هو وسيلة ضغط ويحاول إدخال مصر في الضغط على حماس ليفرض شروطه ولكن أهلنا بفلسطين لا يخافون السلاح والقتل والدماء فكيف نخاف من الحرب».

وقال: إن موقفنا كشعب فلسطيني بالداخل والخارج موقف واحد وهذه لحظة صدق مع الله ونعلم أن العدو هو إسرائيل ولا توجد بيننا وبين إخوتنا في فتح أي عداوة ونحن إخوة، وهذا الوقت الذي يتوجب علينا أن نتوحد وإنهاء الانقسام وأن نتوحد من خلال توحيد مؤسساتنا والتوحد على مرجعية واحدة مع مقاومة ثابتة في الأرض والقدس وحق العودة ومواجهة العدو ليس بالكلام وإنما نريد موقفا عربيا جديدا من مصر ومراجعة المسار العربي ورفع السقف العربي وهذه فرصتنا التاريخية.

ومع أن الناطق الإسرائيلي أكد وجود «محادثات مكثفة» مع مصر حول التهدئة، إلا أنه قال: إن الجيش يواصل عملياته بلا أي تغيير في العدد والمضمون. وهو يتقدم بسرعة في تصعيد العمليات وتوسيع رقعتها. وبات على شفا الانتقال الحاد إلى عملية اجتياح بري، بيد أن عملية كهذه ستقع فقط في حال اتخذ قرار سياسي بشأنها، وهذا القرار غير موجود حتى الآن.

ونقلت صحيفة «هآرتس»، أمس، على لسان عدد من ضابط جيش الاحتياط المرابطين حول قطاع غزة، إنهم تلقوا أوامر بالاستعداد للدخول فورا إلى قطاع غزة، ولكن في اللحظة الأخيرة تماما ألغيت الأوامر. وأضافت الصحيفة أن فحصا عابرا للتجهيزات التي حصل عليها كل واحد من هؤلاء الجنود، دل على أن الجيش يخطط لأن يبقى طويلا في قطاع غزة، في حال تنفيذ عملية اجتياح.

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أمس، أن حكومته أعطت لجهود التهدئة فرصة أخرى. وقالت مصادر مقربة منه إن إسرائيل لا تجد في مقترحات حماس ما يقنعها بمواصلة المحادثات، لكنها قررت إعطاء فرصة ثانية احتراما للدور المصري. وعندما سئل مقرب من باراك كيف كان يقيم احتمالات التهدئة، أجاب: 50% للتهدئة مقابل 50% للاجتياح البري.