مواجهات دامية في دمشق وريفها.. و«الحر» يعلن إسقاط مروحية والاستيلاء على لواء التأمين بالغوطة الشرقية

الكردي لـ «الشرق الأوسط»: المنطقة الشمالية باتت آمنة بنسبة 80%

رجلان يركضان وسط مبان وسيارات مدمرة في أحد شوارع بلدة الخالدية المجاورة لحمص أمس (رويترز)
TT

عاشت المناطق السورية، أمس، يوما جديدا من العنف الذي خلّف أكثر من 75 قتيلا، بينما خاض مقاتلو الجيش السوري الحر مواجهات دامية مع القوات النظامية في عدد من المدن والبلدات الرئيسية وخصوصا في العاصمة دمشق وريفها. وأعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن «الجيش الحر أسقط أمس مروحية للنظام السوري فوق معرة النعمان في إدلب»، كما أكدت أن «اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وقوات النظام في جنوب معرة النعمان، وأن مدفعية النظام دكت المعرة من حاجز الحامدية، بعدما حاولت اقتحام المدينة من الاتجاه الجنوبي، لكن الجيش الحر تصدى لها وأحبط هذا الهجوم».

وكانت العاصمة دمشق مسرحا لعمليات قتالية دامية، وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «اشتباكات دارت بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في حيي العسالي والحجر الأسود في جنوب دمشق اللذين قصفتهما المدفعية الثقيلة، كما سمع إطلاق نار كثيف في أحياء نهر عيشة والقدم ومنطقة العباسيين وشارع بغداد»، مشيرا إلى أن «راجمات الصواريخ قصفت مخيم اليرموك في دمشق، وأحياء الغوطة الشرقية بريف العاصمة، كما شن الجيش النظامي حملات دهم واعتقال في بلدة عين حور».

وأشار المرصد إلى أن «القصف طال أيضا حرستا ومحيط مدينة داريا في ريف العاصمة الذي يشهد تصاعدا في العمليات العسكرية في الفترة الماضية». في حين أفاد ناشطون بأن «الجيش الحر استولى على مقر قيادة لواء التأمين الإلكتروني في بلدة الحتيتة بالغوطة الشرقية في ريف دمشق».

وأكد معارضون سوريون أن «الطيران المروحي شنّ غارات على قرى جبل التركمان بريف اللاذقية، بالتزامن مع الاشتباكات العنيفة بالمنطقة بين الجيشين الحر والنظامي».

أما نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي، فأعلن أن «المنطقة الشمالية الشرقية باتت آمنة بنسبة 80 في المائة بعد سيطرة الجيش الحر على معظم معابرها ومدنها وقراها». وأكد الكردي في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «سيطرة الجيش الحر على الفوج 46 تعد تقدما نوعيا في الصراع القائم مع هذا النظام».

وقال: «لقد احتلت قوات النظام بالأمس (أول من أمس) قرية ومرتفعا في المنطقة الشمالية كان الثوار حرروه منذ أيام، لكن اليوم (أمس) كان هناك هجوم للجيش الحر الذي تمكن من استعادة حاجز الفرلق الشهير، وهو الآن يطوّر هجماته لاستعادة المرتفع الاستراتيجي في هذه المنطقة، وليدفع قوات الجيش النظامي والشبيحة على الانسحاب منه».

وأضاف الكردي: «منذ يومين، استدعى النظام عناصر علوية نشرها في الخطوط الخلفية للمواقع التي ينتشر فيها الجيش، وأوكل إليهم قتل أي ضابط أو عسكري يحاول الانشقاق ويرفض تنفيذ الأوامر بقتل الشعب السوري، وهذا الأمر فعلوه في مرات عدة ويكرره اليوم».

وعمّا إذا كان الجيش الحر يستعد لإعلان شمال سوريا منطقة عازلة كما تردد، أجاب: «أصبحت لدينا مناطق واسعة محررة، وليس فيها إلا بعض النقاط، كما وجهنا ضربات قوية إلى المطارات التي لم نسيطر عليها بعد، لكن هذه المطارات باتت مستعمرات منعزلة، ولا يصل إليها الإمداد إلا بواسطة الطيران»، وأكد أن «هناك عملا جادا لتنظيف المنطقة من بقايا قوات النظام، لكن يمكن أن نسميها بأنها منطقة آمنة بنسبة 80 في المائة».

أما في دير الزور، فأفاد ناشطون بأن «عددا من الأشخاص لقوا مصرعهم وأصيب عدد آخر بجراح، إثر انفجار خط غاز في منطقة الطابية في ريف دير الزور». أما وكالة الأنباء الرسمية السورية فقالت: «إن عشرات الإرهابيين قتلوا بانفجار وقع خلال قيامهم بالسطو على خط غاز وتعبئة قوارير الغاز بطريقة غير شرعية في الطابية في دير الزور»، وفي حلب، أعلن ناشطون أيضا أن «اشتباكات دارت بين المعارضين المسلحين والقوات الحكومية في حي الشهباء ومطار النيرب العسكري، كما قصف الطيران الحربي بلدة حنتوتين بجبل الزاوية في ريف إدلب».

في المقابل، قال التلفزيون الرسمي السوري إن «إرهابيين أطلقوا قذيفتي هاون على الأحياء السكنية في منطقة المزة في غرب دمشق، التي تقطنها غالبية علوية»، كما أشارت «الإخبارية السورية» إلى أن «مجموعة مسلحة استهدفت مدير منطقة النبك العميد عبد الله الدرعاوي و4 من عناصره في منطقة النبك بريف دمشق، مما أسفر عن مقتلهم».

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر مسؤول قوله إن قوات النظام «وجهت ضربات مركزة إلى تجمعات الإرهابيين في المزارع المحيطة بداريا». وتحدثت عن «العثور على مشفى ميداني يحتوي على أدوية ومعدات وأجهزة طبية تم نهبها من المراكز الصحية والمشافي العامة والخاصة في المدينة».