أنقرة تقترب من «طلبها رسميا» نشر صواريخ باتريوت على أراضيها

مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط»: لدينا «مخاوف حقيقية» من الترسانة الكيميائية السورية

مقاتل من المعارضة السورية يجهز قذيفة مضادة للطائرات محلية الصنع خلال دفاعهم عن ريف حلب أول من أمس (أ.ب)
TT

أكد مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» أمس أن لدى أنقرة «مخاوف حقيقية» من ترسانة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية السورية، مشيرا إلى أن هذه المخاوف تدفع بتركيا إلى طلب المساعدة الأطلسية، على اعتبار أن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأمنها جزء من أمن الحلف. مشددا على أنه لا علاقة بين نشر طلب نشر صواريخ الباتريوت القادرة على اعتراض الصواريخ والطائرات المعادية، وبين ما يتردد عن احتمال إقامة مناطق آمنة في شمال سوريا.

وكشف المصدر أن المعلومات الاستخبارية التركية تؤكد وجود «احتمالات حقيقية» لاستعمال هذا السلاح ضد بعض البلدان المجاورة، ومنها تركيا، عقابا لها على وقوفها إلى جانب الشعب السوري. وأكد المصدر أن بلاده تثق بقوتها على مواجهة أي تحد مستقبلي، لكنها لن تترك للصدف مكانا في ما خص أمن مواطنيها، وهي تسعى لإبعاد أي خطر عنهم مهما كانت نسبته ضئيلة. مشيرا إلى أن سوريا تمتلك أسلحة كيماوية قديمة العهد، لكن من الممكن تركيبها بسهولة كرؤوس لصواريخ متوسطة وبعيدة المدى - تمتلك دمشق ترسانة هائلة منها.

وبينما رفض مصدر دبلوماسي تركي في اتصال مع «الشرق الأوسط» توضيح أسباب التمهل في تقديم الطلب التركي، أشار هذا المصدر إلى أن ثمة «إجراءات لا بد من القيام بها قبل تقديم الطلب رسميا»، موضحا أن بلاده «تدرس مع حلفائها كيفية التجاوب مع الحاجة التركية قبل الشروع في الطلب الرسمي»، ملمحا إلى أن هذا التأخر «لا يتعلق بتركيا بل بأوضاع أخرى».

وأعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس أن تركيا أصبحت في «المرحلة الأخيرة» من المشاورات قبل أن تطلب رسميا من الحلف نشر صواريخ باتريوت لحماية حدودها مع سوريا، وقال للصحافيين قبل مغادرته أنقرة إلى غزة إن صواريخ باتريوت «إجراء احتياطي، للدفاع بشكل خاص»، مضيفا: «سنقدم الطلب الرسمي في أسرع وقت ممكن». وأكد أوغلو أن «المناقشات وصلت إلى مراحلها الأخيرة بدراسة التطورات المحتملة والخطط البديلة»، وأضاف: «يمكننا القول إن الأمر لن يستغرق طويلا».

وردا على سؤال عن الدول التي يمكن أن تمد تركيا بهذه الصواريخ، قال أوغلو: إن «الدول التي تمتلك صواريخ باتريوت معروفة، والدول التي تقدم هذه الإمكانات إلى الحلف الأطلسي معروفة، ونحن على طريق الاتفاق معها». وقال: «إنه من صلب مهمة الحلف الأطلسي ضمان حماية أعضائه عند تعرض أحدهم لتهديد يبلغ هذا الحد من انتهاك الحدود، ووسط خطر تعرضه للمزيد على غرار الصواريخ الباليستية».

إلى ذلك، قال مستشار وزارة الخارجية التركية فريدون سينيرلي أوغلو إن الأحداث الدائرة في سوريا بمثابة مسألة أمن قومي بالنسبة لتركيا. وأضاف في تصريح لوكالة الأناضول شبه الرسمية، أن بلاده تتابع القضية عن كثب لأنها دولة إقليمية مهمة، نظرا لعلاقاتها التاريخية مع سوريا.

ولفت إلى أن السياسة التركية تجاه سوريا واضحة تماما، وأردف قائلا: «نريد أن تتحول مطالب الشعب السوري في الحرية والديمقراطية من الأقوال إلى الأفعال، في أقرب وقت.. فالشعب السوري يريد تقرير مصيره بنفسه ولا يحق لأحد أن يعارض هذا الطلب». وأضاف: «حدودنا مع سوريا طويلة جدا وتبلغ 911 كم، نريد التوصل إلى حل سريع للوضع في سوريا، ونبذل جهودنا ونتعاون مع الجميع من أجل ذلك».