سفير العراق لدى الأمم المتحدة: «القاعدة» سرطان هدد العراق من سوريا.. والآن يهدد أمنهم

توقعات بمشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة تتبناه الجامعة العربية

TT

في الوقت نفسه الذي أعربت فيه مصادر حكومية أميركية عن قلقها على تقارير عن زيادة نشاطات منظمات إسلامية إرهابية عنيفة في سوريا، خاصة منظمة القاعدة، وصف حامد البياتي، سفير العراق في الأمم المتحدة، القاعدة بأنها «سرطان»، وقال إنها تهدد كثيرا من الدول، منها العراق وسوريا.

وأشار البياتي في مقابلة في تلفزيون «سي بي إس» الأميركي إلى أنه خلال الاحتلال الأميركي للعراق، كانت نظام الرئيس السوري بشار الأسد يساعد مقاتلي القاعدة وغيرهم من الإسلاميين المتطرفين على دخول العراق عبر سوريا.. وأن الوضع تفاقم الآن لأن القاعدة صارت تهدد كلا من العراق وسوريا.

وفي إجابة عن سؤال عن استمرار خطر القاعدة بعد قتل مؤسسها وزعيمها أسامة بن لادن، قال البياتي: «القاعدة في كل مكان، وهي هنا في الولايات المتحدة؛ لأن الشرطة الأميركية أعلنت مؤخرا اعتقال عدد من المنتمين إليها»، وأضاف: «هؤلاء متطرفون عنيفون يريدون قتل كل (كافر) في كل مكان في العالم.. والآن نسمع أنهم في مالي واليمن والصومال وغيرها».

وأشار إلى انفجارات في العراق خلال شهر رمضان، منها قتل مائة شخص في يوم واحد، وقال إن القاعدة مسؤولة عنها. وعبر عن خوفه من أن القاعدة، مثلما دخلت العراق من سوريا، يمكن أن تدخل لبنان والأردن من سوريا أيضا.

وفي واشنطن، عبر مسؤولون أميركيون عن قلقهم لتقارير عن زيادة نشاطات المتطرفين الإسلاميين - مثل أعضاء القاعدة - في سوريا. وأشار المسؤولون إلى معارضة إسلاميين متطرفين، أول من أمس، للائتلاف السوري الجديد الذي شكل في الأسبوع الماضي، والذي اعترفت به حكومات عربية وغربية كممثل للشعب السوري.. ملمحين إلى أن هؤلاء المتطرفين طالبوا بتأسيس «دولة إسلامية» في حلب.

وقال المسؤولون إن هؤلاء سيشكلون خطرا حقيقيا على الائتلاف السوري الجديد، وعلى الجهود الدولية لتمكين الائتلاف من خلافة الرئيس السوري بشار الأسد. وأن هذه التطورات يمكن أن تجعل الولايات المتحدة والدول الغربية تتردد في الاشتراك بصور أكثر فعالية لإنهاء الحرب في سوريا، خوفا من التورط وسط الجماعات العسكرية السورية. وأشار المسؤولون إلى منظمات متطرفة في حلب، منها «لواء التوحيد» و«جبهة النصرة»، وأن الأخيرة فيها أكبر عدد من مؤيدي القاعدة، وكانت شنت هجمات انتحارية على قوات الأسد في حلب ودمشق.

وفي الخارجية الأميركية، قالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الوزارة: «تعرفون أن جماعات المعارضة اتفقت مؤخرا على تشكيل ائتلاف ليمثل الشعب السوري، وأن الائتلاف أكد أهمية التعددية. لهذا، ليس غريبا أن يعارض ذلك الذين يريدون دولة متطرفة في سوريا».

وفي الوقت نفسه، في نيويورك، يتوقع أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار حول سوريا تتبناه جامعة الدول العربية. وكانت الجمعية العامة أيدت قرارين في فبراير (شباط) وأغسطس (آب) الماضيين أدانا انتهاكات سوريا لحقوق الإنسان، واستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين. وأجيز كل من القرارين بأغلبية كبيرة من الدول تجاوزت 130 دولة، وعارضته 12 دولة، منها: روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية.

وعن مشروع القرار الجديد، قال البياتي، سفير العراق في الأمم المتحدة، إنه عدل لحذف الإشارة إلى رحيل الأسد.. وذلك بعد تحفظ ثلاث دول داخل جامعة الدول العربية هي: العراق ولبنان والجزائر، وقال: «أعتقد أن الجزائر لا تزال تتحفظ» حتى بعد التعديلات. وقال إن إسقاط - أو عدم إسقاط - الأسد «شأن سوري، يهم الشعب السوري، وهو الذي يقرر ذلك، لا منظمات ودول أجنبية».

وقال البياتي إن مشروع القرار الجديد يركز على اقتراحات كوفي أنان، المبعوث السابق باسم الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. ويدعو إلى «حوار سياسي» و«وقف العنف سريعا».